العصا لمن عصا

mainThumb

04-10-2008 12:00 AM

اظهر استطلاع جديد للرأي نشرت نتائجه صحيفة التايمز الصادرة يوم الجمعة الماضي أن واحداً من بين كل خمسة معلمين يفضِلون عودة العصا إلى المدارس البريطانية.

وقال الاستطلاع الذي شمل 6162 معلما "إن تدهور سلوك الطلاب كان السبب الرئيسي وراء تفضيل معلمي المدارس البريطانية استئناف العمل بالعقوبة البدنية."

وقد أشار الاستطلاع إن مدرسي المرحلة الثانوية يفضلون استخدام العقاب البدني (العصا) بمعدل (22%)أكثر من مدرسي المراحل الابتدائية بمعدل (16%).

السؤال هو: هل نؤيد استخدام العقاب البدني في المدارس؟ وما هي آثاره النفسية والاجتماعية على شخصية الطالب؟ برأيي لا بد من وجود العقاب البدني في بعض الحالات , وهنا لا اقصد استخدام العصا بشكل مفرط أو ضرب الطالب في مناطق حساسة في جسمه.

فالإسلام سبق البريطانيون بمئات السنين, حيث أمر الخليفة العباسي هارون الرشيد مؤدب أولاده استخدام العصا إذا عصوه.

أن الإفراط في استخدام العقاب البدني يؤثر سلبا على نفسية الطالب وشخصيته. لذا لابد أن يكون العقاب بسيطا أي تعزيريا. إن معظم الطلاب في هذه الأيام لم يعودوا يحسبون للمعلم أي حساب , مثلما كانوا في الماضي, فكنا إذا رأينا المعلم يسير في طريق سلكنا طريقا أخر خوفا من العقوبة التي قد نحصل عليها في اليوم التالي.

أما في هذه الأيام تطاول الكثير من الطلاب على مدرسيهم بالضرب والشتائم, سمعنا ونسمع يوميا عن مثل هذه التجاوزات في حق المعلم.

وللأسف ما هي العقوبات التي حصل عليها الطالب. الإنذار أو نقله إلى مدرسة أخرى . من المسئول ؟ هل هي القوانين التي جردت المعلم من أي صلاحيات. حتى الرسوب لم يعد في يد المعلم, ناهيك عن القوانين الحازمة تجاه منع ضرب الطالب.

ما هو الشيء الذي يضمن ويعيد هيبة المعلم؟ إنا لا أقول بان يكون المعلم جلادا , ولكن أن يكون هناك عقوبة رادعة للطالب الذي يتطاول على مدرسه.

لقد كان لهذه المشكلة الأثر السلبي عند المعلم . حتى بات أكثرهم يعزف عن هذه المهنة المقدسة- مهنة الأنبياء.فهم الكثير من المعلمين هذه الأيام هو مداراة طلابهم أو بالأحرى استرضائهم كي تمشي الأمور في الحصة الدراسية.فالمعلم هو الملوم في كل الأحوال, مهما كان ذنب الطالب يجب على المعلم استيعابه ,واستيعاب ولي أمره ,والإدارة, والتوجيه وحتى الفراّش في المدرسة فان مسؤولية استيعابه تقع على عاتق المعلم.

فهو الشماعة التي يعلق عليها فشل الطالب في التحصيل العلمي, وانحرافه أخلاقيا. اما ولي الأمر, والأخصائي الاجتماعي, والإدارة والمجتمع ككل غير مسئولين.

إنني أدعو إلى إنصاف المعلم, لأنه الركيزة الأساسية في العملية التربوية والتعليمية لابد من إعطاءه صلاحيات أكثر حتى تكون له هيبة أكثر في نفوس الطلاب.

harahsheh772yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد