صحيفة السوسنة الأردنية

 يعتبر القلم من أهم المخلوقات التي خلقها الله عز وجل , ومن عظيم شأنه أنه أول المخلوقات فعن أبو هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أول ما خلق الله القلم ثم خلق النون وهي الدواة , ثم قال : أكتب . قال : وما أكتب ؟ قال : أكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة من عمل أو أجل أو رزق أو أثر . فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة " رواه الترمذي كتاب القدر رقم 2155 وجاء في صحيح مسلم أن الله تعالى خلق القلم قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنه .

ومن الأدلة التي تبين عظيم شأنه نزلت سوره بالقرآن الكريم باسمه , ويقسم الله تعالى به , قال تعالى : "ن والقلم وما يسطرون " سورة القلم 1-2 .

وكما ذكر في سورة العلق قال تعالى : " اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم " سورة العلق 3 . والأقلام في الأصل ثلاثة : القلم الأول : الذي ثبت في الحديث : " أول ما خلق الله القلم فقال له أكتب ,فكتب ما كان وما يكون إلى يوم الساعة فهو عنده في الذكر فوق عرشه " .

القلم الثاني : ما جعله الله بأيدي الملائكة يكتبون به المقادير والأعمال , قال تعالى : " كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون" القلم الثالث : أقلام الناس التي جعلها الله تعالى بأيديهم يكتبون بها كلامهم , ويصلون بها إلى مآربهم , فخلق لهم السمع والبصر واليد التي يكتبون بها .

ويقع على عاتقهم حسن استخدام هذا القلم في الحق . ومن أجل تحقيق الهدف الذي خلق من أجله . ولا ينسى الإنسان الكاتب أو المعلق أو الشاعر انه محاسب وسوف يسأل يوم القيامة عن ذلك . بل سوف يشهد عليه قلمه ويده التي كتب بها على ما كتب , قال تعالى : " يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون " سورة النور 24 فلنجعل القلم هذا المخلوق العظيم وسيله لتحقيق غاية نبيلة وهدف أسمى فهو سلاح ذو حدين.

ولننظر إلى الأمم السالفة الذين ألفوا الكتب والشعر أين هم ؟ أين أقلامهم ؟ هم تحت الثرى هل تركوا علما ينتفع به بعد موتهم ؟ أم غثا يعود عليهم وبالا في قبورهم .

لا نريد أن نكون ممن قال تعالى في حقهم " والشعراء يتبعهم الغاوون الم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون مالا يفعلون إلا الذين ءامنوا وعملو الصالحات وذكروا الله كثيرا " سورة الشعراء 224-227 لا أريد أن تفهموا قصدي خطأ فهذه الآية في حق الذين يسيئون استخدام الشعر ولا يجعلونه كلمة حق ضد الباطل , ولا ننسى في هذا المقام الصحابي الجليل حسان بن ثابت رضي الله عنه شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان شعره سيف مسلط على أعناق الكافرين .