صحيفة السوسنة الأردنية

لا اعرف من أين أبدا والى اين انتهي ؟ لكنني اعرف بان هناك وحشا كاسرا في ذات ليله طاردني وهاجمني وطرحني ارضا وانا لم احرك ساكنا .

كان الوحش عملاقا قاسي القلب قبضته عنيفة ضرباته صائبة ومتساوية وزعها جميعا على جسمي بالتساوي لكنه يبتسم.لقد استمتعت كثيرا بضرباته الرنانة حتى ظننت انني قد مت .كانت الفرحة تلازمني عندما بدا بهرس جمجمتي الوحيدة على نغمات وسيمفونية انيني المتقطع مع هبات هواء لانفاسي الاخيرة .

فصديقي الوحش الكاسر كان كلما يدغدغني بارجله العريضة تنهمر الدماء كالنوافير وفوق ذلك كان ينظر الي بابتسامة حتى ظننته يمازحني .

تدخل الله عز وجل ودب التعب في جسم الوحش حتى انني حزنت عليه كثيرا فاصبح هادئا وديعا لفترة بسيطة ثم انقض علي من جديد ومزق باظافره شراييني المعدودة والابتسامة تلازمه وظننته يمازحني والله.

اعرف انكم مللتم من وحشي المبتسم ومن مزاحه اللطيف .لكن هذا ما حدث لي مع احد الاصدقاء الاعزاء عندما هاجمني بلطف من وراء ظهري وانا ارتجف لغاية هذه اللحظة من الاصدقاء الذين يلبسون زي النذالة وهم مبتسمون...وابشرهم قريبا بوحش لا يبتسم..... HANOON78_HAYAJNEH@YAHOO.COM