مجالس عزاء

mainThumb

11-11-2008 12:00 AM

يسترعي انتباهنا لا بل يشده بقوة مواقف ومشاهد يمكن ان أصفها بـ ( اللا منطقية)، نظرا لخروجها عن حدود اللباقة او بالأحرى (شذوذها) سواء بشكلها او مضمونها عن الموقف الذي تحدث به ، وما دعاني للتحدث بتلك المقدمة القصيرة مشاهدتي عن كثب لمواقف ومشاهد دارت أحداثها وحواراتها في مكان يدعى بـ (مجلس عزاء).

(عظ?Zم الله اجركم) كانت تلك الكلمات التي بادرت بها بمجرد دخولي لمجلس عزاء أحد أصدقائي الذي فقد احد أقاربه رحمه الله إثر حادث سير مؤسف،(شكر الله سعيكم )كانت تلك الكلمات التي رددها كل من كان واقفا بطابور (المجب?Zرين)وهم أهل الميت.

توجهت إلى داخل (الصِيوان)وجلست أراقب طابور المعزين الذي كان بأعداد غفيرة، فربما أن المرحوم كان له الكثير من المحبين والأصدقاء لتكون اعدادهم غفيرة كتلك الأعداد،بمجرد جلوسي بدأت أنتظر لا بل أتوقع صوتا يصدح من أحد أطراف الصيوان ليطرب أسماعنا ويبعث فينا العبرة من خلال آيات عطرة من الذكر الحكيم، فتوقعت أن أسمع قوله تعالى(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) أو قوله تعالى(إنك ميت وإنهم ميتون) ولكن شتان بين ما كنت أتوقعه وأفكر به وبين ما سمعت.

سمعت أحد الجالسين ينادي على شخص اخر ربما بينهم 10 امتار ويقول له (شو صار بقروش البورصة أبو خالد ما بدهم يرجعوهن هالنصابين) ، استهجنت ما سمعته لأن ذلك مجلس عزاء فهل ذلك وقت مناسب للتحدث بتلك الامور؟ عموما بدأ الحوار بين الجانبين حول موضوع البورصة ولا أعلم ما أسفرت عنها المحادثات بين (أبو خالد) و(أبو رضا) لأن أبو خالد جلس بجانب أبو رضا وبدأوا الهمس فيما بينهم.

وكان لحوار آخر بين شخصين وقع آخر في نفسي، إذ كان موضوع النقاش بينهما يدور حول المقارنة بين سيارتين فواحد يقول ال(نيسان)أحسن وواحد يقول ال(ميتسوبيشي)احسن فكلاهما يحاول اقناع الآخر بأن سيارته تمشي بـ (التنكة)300 كم فحتى تنكة البنزين لاتغادر سيرتها مجالس العزاء؟ ولا أعلم من أقنع الآخر برأيه لأنني قمت والنقاش محتدم بينهما.

عند قيامي لمغادرة مجلس العزاء، سمعت بالكاد بعض الكلمات لحديث بين شابين آخرين فأحد الشابين يقول للآخر :سمعت آخر خبر(نانسي عجرم حامل) فلو انني في تلك اللحظة رجعت على ذلك الشاب ذو الشعر (الواقف)و(لخمته شلوت) ماحدا راح يلومني.

فتلك لبعض المواقف التي شاهدتها في مجلس عزاء، ذلك المجلس الذي يستدعي أن يجلس كل واحد مع نفسه ويتذكر ويتدبر بأنه لابد أن يأتي يوم يكون به ذلك المتوفى الذي يجلس الناس بمجلس عزائه.

خرجت واذا بطابور من بعض الاشخاص يلاقيني وكلهم يقولون (عظم الله أجركم) فربما بعد تلك الكلمات لأعضاء ذلك الطابور سيكون حوارهم في الداخل حول إعلان براءة جورج وسوف من قضية المخدرات وعودته من السويد سالما غانما!!!!!

muath_majali@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد