المتاحف .. ذاكرة الشعوب وإلانسانيه

mainThumb

28-10-2008 12:00 AM

لعله من الملفت في حياتنا اليومية هو عدم اتصالنا الجيد بموروثنا الحضاري عبر امتداد العصور ذلك لأن نظرتنا حول ذلك قصيرة الأمد ولا تتعدى مفهوم الزيارة عند الرحلات لعمان وكافة مناطق المملكة التي تزخر جيدا بكثير من المتاحف الوطنية وقس على ذلك اهتمامنا بالمتاحف على المستوى القومي والعالمي . . . إن الاتصال بالماضي وقراءة الاحداث جيدا تنطلق من مكونات المتاحف التي أصلت شيئا من سيرة الاجداد عبر عصور تكوين هذا الوطن وهذه الامة وبالتالي اصبح لازماً علينا ان نراعي مفهوم الاطلاع على هذه المتاحف لنقرأ ولنمعن النظر جيدا في آلية المكنون الانساني والحضاري لحياة الشعوب في مراحله متعددة من البناء .

ان زيارة المتاحف في وقتنا الحاضر تقتصر على الأجانب القادمين الى الاردن ومصر وكل الموروث العربي وفي شتى الاقطار العربية والتي تزخر جيدا بكم هائل من حضارة الشعوب القديمة وتشير بدلالات واضحة كم لهذه البلدان من موروث إنساني عز نظيره ففلسفة المتاحف في حفظ الموروث الشعبي لقبائل الاردن منذ تأسيس الإمارة وحتى يومنا هذا وحفظ الصور الفوتغرافية لجغرافية الاردن في البدايات وتوالي مراحل التكوين للأردن بكل اطيافه الاجتماعية انما هي فلسفة الأدب في مفهوم المتاحف وما تحتويه من مكنون إنساني .

نعم و بكل أسف أصبح مشروع المتاحف ينشأ لربما الى إزدياد الدخل السنوي لمنتوج السياحة والآثار وهذا بصفة عامة ليس خطأ تنمويا بقدر ما هو خطأ تربويا في عدم بناء جيل لا يدرك جيدا كم لهذه الشعوب من أثر في هذه المتاحف التي باتت حكراً على زائر يلتقط صوره دونما يدرك كما نحن ندرك فلسفة هذه الصورة في عمق التاريخ الأردني او العربي .

نعم اعتقد انه من الخطأ ان نقيم عدد الزائرين كما تشير الاحصاءات في دول اوروبا الى 500 زائر في الساعة هناك , ونحن هنا انعدام آلية العدد لمتاحفنا الوطنية الا من خلال الزيارات المدرسية او ماشابه ذلك . . وهنا لا بد من تعميق فلسفة المتاحف في المدارس والجامعات وان يناط بمؤسسات الدولة الرسمية والأهلية أن تجعل من زيارة المتاحف هدف استراتيجي لبناء جيل مثقف , جيل يدرك جيدا أهمية المتاحف في البناء الوطني والانتماء جيدا لمفهوم التراث الأردني .

من هنا لابد من الاشارة الى عدة امور تجعلنا نتمنى ممن هم في سدة القرار في متاحفنا الوطنية ان يتخذوا الاجراءات الكفيلة بعودة الروح الى المتاحف من جديد وزرع روح الإطلاع بلغة الفهم والاعتزاز بالموروث القديم من القيم بكل شيء ، ومن هذه الامور :

تخفيض كلفة الدخول للمتاحف الوطنية المنتشرة في كافة المحافظات . - تعميم فكرة منهاج ومتطلب كليه في اقسام التعليم العالي ولابد من النجاح فيه كمساق تعليمي .

- عقد مؤتمرات وندوات تثقيفية حول اهمية المتاحف في حفظ المكنون الانساني والحضاري للشعوب -تعميم فكرة المتاحف المتنقلة على دور التعليم ومؤسسات الوطن بقطاعيها العام والخاص والمشاركه بفعالية بالمتاحف على المستوى القومي . -الاهتمام اكثر بنشر دوريات مجانية للمواطن المحلي والعربي والاجنبي تراعي الدقة الموضوعية بالطرح والرؤيا وتوصل الهدف من اتساع رقعة فهم آلية المتاحف في حفظ المكنون الحضاري للشعوب .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد