حضرة الموت

mainThumb

10-11-2008 12:00 AM

المناسبة : رحيل الشقيقة انتصار الشراري نايف المجالي رحمها الله المكان والزمان : متحدان في لحظة روحية غاية في الخشوع هي ( حضور الموت ) ... حينما تتضاءل المسافه حتى يكون تماهياً بين حالتي (المي?Zّت) و(الميْت?Z ) ، (فالميْت?Z) هو من وصل لى نهاية الحياة الدنيا وابتدأ بداية البداية الجديدة في الحياة الآخرة ، (والمي?Zّت) هو من لا يزالُ على قيد الحياة ((انك ميّتٌ وأنهم ميتون)) صدق الله العظيم ، قلت تكون انت في حالة تماهي حيث تغادر الروح منسلخةً من الجسد الترابي الى عالم الفضاء الالهي ، فتكون انت ايضاً في حالة روحية لا تستطيع ان تحسّ?Z او تعبر بجوارحك الجسدية سواء كان سمعاً او بصراً او تفكيراً او حركةً ، فتكون بذلك في لحظة خشوع غاية في الاغراق لا تكن لشخص لم يذق طعم الفراق العبقري السرمدي .

فتدهشك لحظة الخشوع هذه فلا حركة ولا اشارة ولا قول ولا فعل يتضاءل كل شيء امام وقع الحدث ، ويلفك صمت يحتوي كل المعاني التي لا تدركها مفردات المعاجم مهما اختلفت لغتها ، فينقلب الدمع الى داخل الروح حاراً ولاذعاً وتكون في حالة اشبه بحالة انعدام الوزن معلقاً بين السماء والارض.

وللخشوع معنىً في تلك اللحظة وانت تتصور انك ترى لحظة العبور من الحياة الدنيا الى الحياة الاخرة الابدية ان كان لديك ولو لحظة ايمانية مهما دقت وانت تقف عليها في الحياة الدنيا بين نهاية البداية وبداية البداية الجديدة للحياه الاخرة ـ علمها عند ربي ـ في لحظة عمر لا يقدر مقياسها بزمن دنيوي مهما بلغ من الدقة او الحساسية . .. مهما اقول واكون دقيقاً في الوصف ، لكن حينما تتماها الروحان الاجلة والعاجلة ، فان فناء الجسدين مهما كان الزمن متسعاً او ممتداً بينهما فان قضاءهما قولاً ليس بقول بشر (( انا لله وانا اليه راجعون)) ، (( انك مي?Zت?Zّ وانهم ميتون)) صدق اللله العظيم ... فتندفع وبسرعة متناهية الى الخلف ويلبسك جدسك الترابي فتنتفض جوارحك الجسدية من جديد وتعبر كل منها بتعبيرها الخاص ، دمعاً بكاءً و تهالكاً وقولاً : ((بشر الصابرين اللذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه رجعون)) .. فاللهم اغمر الميْت غفراناً ورحمه.

وقد قلت ان الدمع ينقلب الى داخل الروح حاراً ولاذعاً ... لكن حين يلتف حولك المحبون والمريدون والمعارف والاصدقاء حولك وكأنهم ظلاً ظليلاً يحولون بينك وبين نار الفراق وتكون مشاعرهم ماءً سلسبيلاً تطفئ عطش اللوعة والغربة .. فانك تقف بخشوع المعترف بالجميل وان كلمات الشكر والتقدير لا تكاد توفيهم حقهم سواء من شاركوا او ابرقوا او قدموا العزاء النبيل في صحفنا الالكترونية الرائده او الورقية العريقة. سائلاً الله القدير التوفيق لهم كلٌ في مجال حياته العمرية سعادةً وهناءً ونجاحاً . وللمرحومة المغفرة والرحمة وواسع الجنات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد