افراح موقوتـــة

mainThumb

09-11-2008 12:00 AM

لا يسعني بداية الا ان اترحم على كل طفل او امرأه او رجل او عجوز زهقت ارواحهم وهم ينعمون بلحظات الفرح. فأنا مثلا ساقف دقيقة صمت والم على روح ابنتي التي قضت ايضا في وقت كنت بحاجه اليها حيث انني لم أهنأ بضمها سوى ست دقائق معدودة حملتها فيها الى قبرها اليانع الصغير .

فلحظات الفرح التي تعايشت معي منذ زواجي وحتى انتظاري لمولودتي كانت ليس الا وقت بسيط وبعدها مات فرحي .

صحيح انني أؤمن بالقضاء والقدر ولكنني لا أؤمن قطعيا بالاهمال والتقصير الذي اودى بحياة ابنتي نتيجة استهتار بعض العاملين في احد المستشفيات الخاصه .

نحن في هذا الوطن نفرح فرحا يفوق التوقعات فترى مثلا العريس الذي يحضر لزفافه ويجهز بطاقات الدعوة للحضور يصوب مسدسه نحو السماء متناسيا المتسامرين الذين يتابعون زفافه عن الاسطح فيردي احدهم قتيلا والنتيجة وفاة احد الاقارب و زج العريس في السجن واصابة والده بنوبة قلبية حادة تحول المدعوين للزفاف الى مشاركين لحضور مراسيم الدفن وزيارة المصاب وتفقد حالة العريس في السجن والبحث عن سبل كالعطوات للافراج عنه .

وطالب التوجيهي يفرح بنجاحه لفترةه ثم يمتطي السيارة مسرعا بزملائه الذين يتأرجحون من الشبابيك لينثرهم في الاوديه نتيجة تهوره وطيشه واخيرا البقية بحياتكم .

اما ما يحدث في جامعاتنا من مشاكل واحتقان تستخدم فيها السكاكين والعصي والحجارة لهو بالامر المخزي لنا لا سيما وان صروحنا الشامخه تستحق منا التكريم لما تقدمه لنا ولاشقائنا العرب والمسلمون ولا بد لنا من ان نحترمها بعيدا عن العنجهية والعصبية والغوغائية فنحن درسنا وكافحنا وفرحنا عندما دخلناها وسرعان ما يتحول هذا النجاح الى كابوس عندما يقدم زميل على ضرب زميل لسبب تجهله الاخلاق والتربية الحميدة فيصبح مطارد من قبل الشرطة والجامعة والمجتمع وبالتالي الضياع وقتل الاحلام مع سبق الاصرار والترصد.

ان الاجدر بنا يا اعزائي ان نحترم فرحتنا ونحافظ عليها الى حد التقديس ونتوجها في قمة اولوياتنا قمة احترام اهلونا ومنها ننطلق للاخرين ولا نجعلها ارجوحة تلقي بنا الى مستنقعات الاحزان فتنفجر لتشتت شظاياها في انحاء اجسامنا فنقعد ملومين محسورين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد