صحيفة السوسنة الأردنية

(الحب) هذه الكلمة التي عندما يسمعها الجميع تسحرهم ،وتلفت انتباهم إذ أن معظم الناس أول ما يتبادر إلى أذهانهم سواء الرجال او النساء أن هذه الكلمة تعني أن يحب الرجل المرأة ويبني معها علاقة لكن الواقع غير ذلك ،و هذه العبارة تشمل مفهوماً واسعاً ،حيث أن حب المخلوق للخالق من أسمى المفاهيم الإنسانية،ومتى أحب الله عبده لهي قمة الفوز ،وحب الإنسان لوطنه أيضاً من أسمى القيم، وحب الإنسان للخير وحب الأنسان لأخيه الإنسان بإنسانيته وحب الإبن أو الإبنة لوالديهما الّذين قاموا بتربيتهما،وحب الفرد لمهنته وإخلاصه لها وحب الطالب لمعلمه ومدرسته وغير ذلك من أنواع الحب التي لا نستطيع حصرها بدقة .

لكن الإسلام بما فيه من تشريعات امتاز بشمولية الحب واستمراريته ودوامه من خلال الآيات الكريمة فتعالوا بنا نستعرض بعض الآيات التي تحدثت عن العلاقة بين الرجل والمرأة فعلى سبيل المثال قال تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمةّ إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) صدق الله العظيم هذه الآية جعلت العلاقة بين الرجل والمرأة مبنية على أساس المودة والرحمة ولم ترد كلمة الحب ،والمودة والرحمة لو تعمّقنا بمفهومها نرى أنّ المودة أعظم وأشمل من مصطلح الحب لأن الحب عاطفة قابلة للتغير والتبدل في أي لحظة فكم من الأحباب انقلبت هذه العاطفة مجرد سماع كلمة لم تروق للمحب فانقلبت إلى عداوة وكراهية بلحظة لكن المودة التي ذكرها القرآن الكريم تأتي من خلال العشرة الطيبة وإحسان الرجل للمرأة أو العكس فهي تنشأ من خلال المشاركة الزوجية على مر الأيام وكذلك الرحمة تختلف عن مفهوم الحب فأن ترحم من تشاركه حياتك بتقديم الخدمة له كالسهر عليه إذا مرض أو ترحم حاله إذا مرّ بحالة من الفقر أو المصيبة فهذا المفهوم أوسع من مصطلح الحب كما يفهمه العديد من الأفراد بشكل خاطىء .

لذلك الحب على طريقة المسلسلات تسقط بالمفهوم الإسلامي والحب على طريقة الفيديو كليبات تسقط بالمفهوم الإسلامي وهذا دليل ومؤشر على عظمة هذا الدين الحنيف .