اسرائيل وحوار الاديان

mainThumb

12-11-2008 12:00 AM

كنت استمع الى خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في الامم المتحده في مؤتمر الحوار بين الاديان الذي دعت اليه المملكة العربية السعودية، وهو لا يقرأ عن ورقه ولكنه ارتجل الكلمة، احس بمزيد من الفخر بجلالة سيدنا، خطابه كالدرر، وضع النقاط على الحروف، ليس المهم ان نتحاور دينيا وهناك شعب جريح في فلسطين، يفتقد لابسط الحقوق الانسانية، تناول الجرح الفلسطيني النازف ، ووجه كلامه للمجتمع الدولي، انه لا حل ولا سلام في المنطقه دون حل المشكلة الفلسطينية التي هي اساس العدل والاستقرار في المنطقه، وقد تحدث رئيس (اسرائيل) شمعون بيرز، الذي تشدق بالحرية والسلام والديمقراطية، ونسي ما قدمت يداه في مراحل عمره ومناصبه المختلفه.

لقد اظهر جلالته للمجتمع الدولي ان المتطرفين من جميع الديانات هم الخطر على المجتمع الدولي، وليس ما يكيله كثير من الدول والجهات للمسلمين، من انهم الارهابيون والقتله، ونسيوا او تناسو ان الاسلام دين السلام ودين التسامح ودين القيم والاخلاق.

حضور اسرائيل للمؤتمر، ليس لانها ممثلة لليهود في العالم، وليست دولة يهودية، انها دولة عنصرية جمع قادتها هدف واحد هو القتل، فكثيرا من اليهود وقفوا وقفات مشرفه ضد التصرفات الاسرائيلية غير المسؤوله في كل النواحي، ومنذ بداية الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ومنذ قبل وعد بلفور، كانت نشأت الصهيونية حركة قومية تهدف إلى تحويل اليهودية القائمة على التوراة إلى هوية قومية على غرار الأمم الأوروبية الأخرى، ونشر لغة محلية قومية جديدة مؤسسة على العبرية التوراتية والحاخامية، ونقل اليهود إلى فلسطين.

واليوم تبدو هذه الفكرة في نظر كثير من اليهود مناقضة لليهودية وتلحق الأذى باليهود، ففي مظاهرة جرت في مونتريال رفع متظاهرون يهود لافتات مثل "أوقفوا المغامرة الصهيونية الدموية"، "انقلب الحلم اليهودي إلى كابوس" و"الصهيونية هي نقيض اليهودية".

وتعتقد جماعات يهودية أرثوذكسية أن يوم قيام دولة إسرائيل يوم حزن بالنسبة للشعب اليهودي والإنسانية جمعاء، وهي تتعامل معه بصيام وحداد.

هذا الرفض للصهيونية باسم التوراة لا يمكن وصفه بمعاداة السامية، والحال أن الحركة الصهيونية وإعلان دولة إسرائيل لاحقا كانا وراء أكبر التصدعات في التاريخ اليهودي، وقد عارضتها أكثرية يهودية، ويتفق مع هذا الرأي مثقفون صهاينة أيضا يرون في الصهيونية تناقضا مع اليهودية.

ترجع الصهيونية في أصولها إلى نهاية القرن التاسع عشر بين اليهود المستوعبين في أوروبا الوسطى الذين كانوا يواجهون العداء والاضطهاد، وكانوا في حياتهم وسلوكهم غالبا من العلمانيين، حين كانت العلمانية في أوج ازدهارها.

والصهيونية تمثل استجابة للإحباط اليهودي، والشعور بعدم تقبلهم وعدم قدرتهم على الاندماج في المجتمعات الأوروبية، وقدمت هذه الحالة فرصة لمشروع يوحد الشعب اليهودي.

على العموم هذا ليس موضوعنا فهناك الكثير يمكن ان يقال في ذلك، ولكن نبه جلالة الملك على مواقع الخلل في المنطقه، وطالب في اصلاحها وحل القضية الفلسطينية حلا مشرفا وعادلا كما كان دائما جلالته ينادي في كافة المنابر، اننا نفتخر بجلالته ونؤيد كل كلمة في كلامه. وان كانت الدعوة سعودية الى مؤتمر الحوار بين الاديان ، مهيئا لها امكانات المالية والادارية والتنظيمية، وهذا ما اشاد به جلالة الملك في الجهود السعودية لذلك، الا ان رسالة عمان كانت واضحه وهي "وقد تبنت المملكة الأردنية الهاشمية نهجا يحرص على إبراز الصورة الحقيقية المشرقة للإسلام ووقف التجني عليه ورد الهجمات عنه، بحكم المسؤولية الروحية والتاريخية الموروثة التي تحملها قيادتها الهاشمية بشرعية موصولة بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، صاحب الرسالة، ويتمثّل هذا النهج في الجهود الحثيثة التي بذلها جلالة المغفور له بإذن الله تعالى الملك الحسين بن طلال طيّب الله ثراه على مدى خمسة عقود، وواصلها، من بعده، بعزم وتصميم جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، منذ أن تسلّم الراية، خدمة للإسلام، وتعزيزاً لتضامن مليار ومائتي مليون مسلم يشكّلون خُمس المجتمع البشري، ودرءاً لتهميشهم أو عزلهم عن حركة المجتمع الإنساني، وتأكيداً لدورهم في بناء الحضارة الإنسانية، والمشاركة في تقدمها في عصرنا الحاضر"



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد