لماذا لم يكن هذا العيد .. سعيدا ؟
لست ادري كيف سأبدأ بسرد حكايتي مع العيد ؟؟؟ ومن أين ابدأ؟؟, أتذكر حين كنا أطفالا صغارا, كنا نفرح بملابس العيد الجديدة الزاهية التي تشري لنا , والهدايا ( لعبه بسيطة , حلوى ) والهدايا النقدية , التي تهدى لنا (شلن وعلى الأكثر بريزة ) , كنا ننفقها فورا كي نستمتع باللعب على المراجيح الخشبية الكبيرة التي كانت تنصب في الحارات , نعم كنا سعداء بالعيد , كما يقول احمد شوقي ( ألا حبذا صبيه يمرحون .....عنان الحياة عليهم صبي) ...(خليون من تبعات الحياة .....على الأم يلقونها والأب)....(جميل عليهم قشيب الثياب ..... وما لم يجمل ولم يقشب)...(فيا ويحهم هل أحسوا الحياة..... فقد لعبوا وهي لم تلعب).....
ويبدو أننا كأطفال حين كنا نمرح ونلعب ونلهو ,ولا نحس بشيء , ولا يعنينا شيء , كانت الحياة التي تسير بوتيرتها الجادة الصارمة , تتربص بنا وتخبئ لنا ما لم يكن بالحسبان , لأنها لا تعرف اللعب والمزاح ....... كنت في الصف الرابع الابتدائي , حين بدأ كل شيء في حياتي يتغير ...ولم اعد ذلك الطفل الذي كنته قبلا ....كان السبب في ذلك ... استشهاد والدي رحمه الله الذي كان جنديا في الجيش العربي الأردني الباسل في تلك الحرب المشؤومة ( حرب حزيران 67 ) التي قيل عنها أنها (نكسة ) بل قل عنها ما شئت, التي أصابت الأمتين العربية والإسلامية في مقتل , وأدت إلى ضياع كامل فلسطين وتشريد شعبها ...
كان قدر والدي رحمه الله أن يستشهد شرق النهر( في الوادي الأبيض بين الشونة والكرامة ) وهو يقاتل طائرات العدو برشاشة إلى أن استشهد ...بشهادة زملاءه الذين كانوا معه ....فتم إحضار جثمانه الطاهر بعد أيام من ذلك المكان ودفنه في مقبرة بلدتنا ( ماحص ) واذكر أن أعدادا غفيرة من الناس من آهل البلدة ومن النازحين الفلسطينيين حضرت تشييع الجثمان وكان معظمهم يبكي ....
ولا أدعي انهم كانوا يبكون على آبي لان أكثرهم لا يعرفه ....ولكن الرجال كما تعرفون عندما يبكون ...تكون المصيبة عظيمة ....وهل هنالك مصيبة اكبر من مصيبة ضياع فلسطين والقدس ؟.
هنا لا بد من العودة إلى حكايتي مع العيد , فمنذ ذلك الحين دخل الحزن والبكاء والعويل والهم والغم إلى بيتنا كأسرة ,فقدت أباها ,معيلها وراعيها , هذا الحزن والبكاء , يتجدد باستمرار وعند كل عيد يأتي , وكانت العادة آنذاك ,تقتضي بان يتواجد أهل المتوفين الجدد منذ أذان الفجر في صبيحة يوم العيد عند القبور, ومعهم القهوة والحلوى , كي يقوم المصلون بمعايدتهم والسلام عليهم بعد الصلاة مباشرة .
كانت الأعياد في تلك الأيام تأتي في فصل الشتاء وبرده القارص , كنت اذهب مع والدتي وعماتي ونساء العائلة عند القبر قبيل الفجر , نشعل النار , ثم بكاء وعويل ونواح تعم كافه أنحاء المقبرة , ولكم أن تقدروا بعد ذلك , كيف يكون عيد طفل بدأ نهاره مثل نهاري؟؟ ..
ولقد استمر الحال على ذلك لسنين عديدة حتى ألغيت هذه العادة .... ورغم أن الوالدة شفاها الله ...لم تكن تبخل علينا بالملابس الجديدة ...بل وتحرص على ذلك في كل عيد ...إلا أنني كنت اكره أن يأتي العيد بسبب ذلك ...وربما لغاية ألان تتكون لدي مشاعر اكتئاب مختلطة ..قبيل يوم العيد ,أما لماذا أتذكر كل ذلك ألان في هذا العيد , فربما أنني لم الحظ , أي فرحه للعيد على وجوه الكثير من الأطفال , ولا حتى على وجوه الرجال والنساء .... الأسباب كثيرة منها الاقتصادية ,التي تتمثل في ضيق ذات اليد عند الكثير من الناس, والغلاء المبالغ به رغم انخفاض أسعار النفط ... التي كانت السبب في حرمان الكثير من الأطفال في أن يحظون بحله جديدة يفرحون بها ....والتجار أنفسهم الذين لا يرغبون في تخفيض اسعارهم , بد أو يتذمرون من كساد بضاعتهم فيقولون بأن الأسواق لم تشهد من قبل أبدا مثل هذا الكساد وقله الإقبال على الشراء كما في هذا العيد .
وكيف تكون هنالك فرحه بالعيد , وقد انتشرت هنا وهناك , بيوت العزاء , للذين توفوا قبيل العيد وخلاله وكأننا في حالة حرب وهم بالعشرات , ناهيك عن الجرحى وهم بالمئات , جراء الحوادث التي كان أكثرها ناتج عن حوادث السير, التي لا نعرف نحن في هذا البلد إلى ألان , كيف نجد حلا , يوقف هذه الكوارث التي تحل بنا؟ .
وكيف لنا أن نفرح بالعيد و أهلنا في فلسطين المغتصبة عامه وفي غزة هاشم خاصة مازالوا يعانون من الجوع والألم والعتمة تحت الحصار الجائر الظالم , الذي منع حتى حجاج بيت الله الحرام من الذهاب إليه لممارسة الركن الخامس من أركان الإسلام , وكذلك أهلنا الصابرين في خليل الرحمن , الذين يقاومون قطعان المستعمرين بلحمهم الطري وصدورهم المكشوفة , دفاعا عن بيوتهم التي تسلب وتحرق , تحت سمع العالم وبصره ,بل و السلطة نفسها التي لم تفعل لهم شيئا, ولا حتى قواتها(التي تزيد عن أربعمائة مقاتل) التي أدخلت أخيرا إلى الخليل في تنفيذ مهمة نزع سلاح المقاومة واعتقال حامليه , لم تحرك ساكنا .
وكيف لنا أن نفرح بالعيد , وعالمنا العربي لا تنتهي مشاكله ومعاناته والعراق مازال ينزف دما عربيا زكيا تحت احتلال بغيض لا يرحم ,وذكرى إعدام الشهيد البطل صدام حسين رحمه الله , الذي أراد له المحتلون وعملائهم أن يكون صباح عيد الأضحى قبل عامين ,انتقاما وتشفيا وحقدا , أصبحت تلازم كل عيد أضحى , وهم لا يدرون انهم بفعلتهم الحقيرة هذه , قد جعلوا من هذا الشهيد البطل , رمزا للعرب والمسلمين والعالم في التضحية والفداء والمقاومة,تتجدد ذكراه في كل عيد أضحى , والموالون لهذا الاحتلال يوقعون معه اتفاقية جائرة , حماية لانفسهم , وللتغطية على هزيمة المحتل , الذي يعترف انه اخطأ في احتلال العراق ويريد أن ينسحب , هذه الاتفاقية اللعينة لا تخدم العراق , وتنتقص من سيادته , وهم لا يعرفون أن الاتفاقيات التي توقع تحت الاحتلال باطلة , فالاتفاقيات تكون عادة بين دول ذات سيادة .
فعلينا وعلى دولنا منذ الآن أن نتوقف عن الاحتفال بالعيد وإظهار مشاعر الابتهاج والفرح , و نعود إلى الاكتفاء بممارسه الشعائر الدينية فقط ...كما كنا نفعل ذلك بعد سقوط فلسطين والقدس في عام 1967 وحتى أعوام خلت ....فحالنا لم يتغير ...وهو على ما هو عليه ....بل هو أسوأ من قبل ...وفي كل حي ضجة وعويل ....ولا حول ولا قوة إلا بالله .
مرصد الزلازل يطمئن: لا تأثير لزلزال المتوسط على الأردن
مرصد الزلازل: الأردن لم يسجل أي زلزال فجر اليوم
هزة أرضية في القاهرة .. تفاصيل
مهم للأردنيين الباحثين عن وظائف حكومية .. أسماء وتفاصيل
بورصة عمّان تغلق تداولاتها على ارتفاع
افتتاح المعرض الإنتاجي لطلبة BTEC في العقبة
بعد ضجة استقباله بالأردن .. راغب علامة يرد: المحبة مش هستيريا
اتخاذ أقصى العقوبات بحق من يمس المقدرات المائية بالأردن
الاحتلال ينذر بالإخلاء الفوري بعد إطلاق صواريخ من شمال غزة
الرواشدة يقرر تأسيس مكتبة للطفل في قضاء الجفر
مجلس الأمن يستمع إلى إحاطة بشأن خطورة الأوضاع بغزة
المتواضع صديق الفقراء .. وفاة رئيس الأوروغواي السابق موخيكا
إنجاز كبير .. بلدية أردنية بلا مديونية
بيان من النقابة بخصوص الحالة الصحية للفنان ربيع الشهاب
مهم من التربية للطلبة في الصفين الثالث والثامن
تحويلات مرورية بتقاطع حيوي في عمّان اعتباراً من الجمعة
تحذيرات من موجة حر غير معتادة .. آخر مستجدات الطقس
متى تنتهي الموجة الحارة وتبدأ الأجواء اللطيفة
هام بخصوص تأجيل السلف والقروض لمنتسبي الجيش
الأردنيون على موعد مع انخفاض ملموس في درجات الحرارة
اكتشاف نيزك قمري نادر في وادي رم .. صور
اعتماد رخص القيادة الأردنية والإماراتية قيد البحث
الهيئة الخيرية الهاشمية ترفض أكاذيب موقع إلكتروني بلندن .. تفاصيل
تراجع كبير بمبيعات السيارات الكهربائية محلياً .. لماذا
حب ميرا وأحمد يُشعل سوريا .. خطف أم هروب