يا طروش

mainThumb

20-11-2008 12:00 AM

اخذني الوقت وانشغالي في العمل الاسبوع الفائت عن رؤية اعز ما املك والدي ووالدتي ادام الله في عمرهما وهذا الشيئ لم يعتادا عليه فكنت كل يوم اشاركهم السهر لدرجة انهم تعلقوا بي وهذا الوقت أشعرني باني قد ابتعدت عنهم قليلا .

وعندما سنحت لي الفرصه اليوم للذهاب فوجئت بما شاهدت فلقد بدأت امي بالبكاء من شدة اشتياقها لي فاعتذرت لها مبتسما والدموع تملأ عيني سامحيني يا امي وقبّلت يداها الطاهرتان ولما نظرت لوالدي اصبت بالدهشة فوالدي كان اشد بالبكاء فضممته الى صدري حتى ظننت اني قد سكنته. وعلى الرغم من شدة الموقف وتمازج الدموع الا انني كنت فخورا باني احترم والدي ووالدتي واحترم منهم ايضا.

فاذا كان والدي هو الذي زرع في نفسي حب الاخرين فوالدتي هي التي بذرت ذلك الحب في نفسي فوالله ما احلى واجمل من ان تكون الى جانب والديك تساعدهم وتشاطرهم وتسامرهم بما تبقى من الحياه.

لقد ابكاني رجلا مسنا يجلس على رصيف يحاول قطع الشارع وهو يناديني يا ابني فاجبته نعم يا والدي وأمسكت بيده وقال لي انا ليس والدك فأبني بحياته لم يقل لي نعم يا والدي فنظرت الى وجهه فوجدت فيه كل معالم الحزن والخوف والتعب والكفاح ولقد كنت متاثرا بذلك على عكس الحالة التي كان هو بها فقد كان مستمتعا والذي زاد الطين بلة عندما بدأ بالبكاء فأنا اذبل عندما ارى هذه الاشجار التي نستظل تحتها تهتز .

استصرخ عاليا ما بال الابناء غافلون عن ابائهم ينعمون في بيوتهم مع زوجاتهم واباؤهم يبحثون عن دار تأويهم او رصيف شارع يحويهم .

استذكر في هذه اللحظات شعر بعنوان يا طروش كلمات تغنى بها الفنان عمر العبداللات كادت ان تقصم ظهر البعير لشدة ما يتوجع به اباؤنا عند فقدانهم لابنائهم لسبب تجهله اسس التربيه وخيانة الضمير ونكران المعروف .

واخيرا سامحونا يا اباؤنا ويا امهاتنا فوالله ما هناك شيء يستحق ان نبتعد عنكم لاجله مهما قست الظروف فأنتم الحياه والنبض الذي ننعم نحن به.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد