زاوية حرجــة البورصة " سلة هشة لحفظ المال"

mainThumb

20-11-2008 12:00 AM

لا زلت أذكر أول مرة دخلت فيها إلى البورصة ... سوق الأسهم ... وبالتحديد سوق دبي المالي، فقد أصابني ما أصاب الآخرين من هوس وحب لجمع المال بتلك الطريقة المغرية حتى أنني قررت الدخول إلى الساحة.. والحمد لله أن البداية كانت خسارة .. وسبب الحمد أنني لم أجازف سوى ببعض المال فلو قدر لي – كما حصل مع غيري – من تذوق لطعم المرابح الخيالية والتي وصلت في بعض الأحيان إلى 30% لكانت دافعاً لزيادة المبالغ وبيع الغالي والأغلى ثم لرجعنا إلى الصفر وأي صفرٍ ذاك الصفر.

عاد ذاك الهوس ليلاحقني مرة أخرى عندما كنت في إجازة الصيف في الأردن ، ولكن هذه المرة كان بإغراءات اخرى ، فهناك ألف مكتب يقدم لك خدمات التشغيل وما عليك سوى وضع بعض المال وتجهيز دلة القهوة وبعض الفناجين وجاعد وإن شئت أن تسدل على كتفيك عباءة سوداء موسومة بالخيوط الذهبية لتصبح شيخ عرب وإذا توفرت لديك سيارة مورانو أو x5 فتكون العملية مكتملة الأركان وعليك أن تبدأ بإعداد نفسك لانتخابات نيابية أو بلدية فأنت أهل لها !! .

عاد الهوس .. ولعلي ولأول مرة أواجه هذا الهوس بهذه الطريقة ، رفض شامل ومحاربة معلنه على كل هذه العمليات والإغراءات، حتى أنني قمت بحسابات ومقارنات أفقدتني بعض متعة الإجازة لأصل إلى النتيجة أن البورصة هي سلة هشة لا تصلح لحفظ المال، إنما هي واحة مقامرة تهدف إلى سحب المال والذهب والأراضي والبيوت و..... يمكن تصل إلى الأبناء إذا عجز ( المستثمر) من السداد.. بيوت خربت ... و نساء طلقت ... ومستشفيات استقبلت حالات الجلطة والدوخة والإجهاض.. وأكثر من ذلك الكثير ولكن العجيب أن أحداً لم يتحمل شئ من المسؤولية ولو بشكل شرفي ( دق على صدره ) وبقي التشخيص الدقيق " خطأ ارتكبه المواطن ودفع ثمنه المواطن حتى أصبح يشك في أنه مواطن وتمنى لو أن القانون سلبه حق المواطن في الاستثمار ".

معجم المصطلحات الصعبة:

الاستثمار والمستثمر: عملية معقدة دائماً خسرانة حتى لو ربحت مرة بتخسر عشرة.

جاعد: أشبه بكرسي رئيس الوزراء إلا أنه بدون أرجل.

مورانو و x5: إحدى علامات الساعة انك تشوف البدوي أو الفلاح راكبهم ( بدون زعل)

المرابح: ولا حتى تحلم فيها.

سلة هشة: مثل سلة التين المستوي لما تركض فيها مسافة نص كيلومتر عشان تبيعها وللأسف ما تنباع.

المال والذهب والبيوت : ذهب مع الريح.

دق على صدره : علامة من علامات الرجولة أتمنى ألا نفقدها بسبب .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد