لا لبرجوازية التعليم

mainThumb

02-12-2008 12:00 AM

انطلاقا من مقولة : ( أن التعليم لا يتوقف عند مرحلة معينة بل إنة عملية مستمرة ...) ولما للتعليم من منافع ايجابية على الفرد والمجتمع فقد غدا تعليم الكفاءات هو الثروة الاساسية في الاردن ، فإتاحة فرصة التعليم والتدريب المهني – غير الأكاديمي – لإعداد الايدي العاملة الفنية ورفع كفايتها في مختلف التخصصات والمستويات يساعد في مواجهة المشكلات والصعوبات التي يعاني منها الاردن لتعزيز الاقتصاد الوطني في حين اننا نعتبر بلد فقير الموارد .

والا يتم ذلك مالم يحترم المجتمع مثل هذه الحرف والمهن الغير أكاديمية عن طريق فتح باب التعليم العالي لها وتغذية اصحاب هذة المهن بالثقافة الجامعية العليا فيتخرج حرفيون يحترمون مهنتهم ويخلصون لها فيحترمهم مجتمعهم ويكنون بالمستوى الثقافي والاجتماعي الذي يوازي اصحاب التعليم الاكاديمي . ومن ناحية اخرى نلاحظ النقابات للمهن الاكاديمية والغير اكاديمية منتشرة كصوت مسموع تعبر عن مطالب واحتياجات المنتسبين لها ولكن نجد مهنة التعليم لا نقابة لها ....!!

رغم انها من المهن الاساسية في مجتمعنا تلقى اقبالا شديدا عليها من كافة طبقات المجتمع وهذا المعلم الذي يبني وينشئ الاجيال التي هي عماد هذا الوطن هو الأحق بالنظر بحقوقه ومطالبه ورفع مستواه المادي كذلك يجب مراعاة اسس وقواعد معينة لتعيين معلميين ومعلمات يمتلكون القدرة على الاخذ بايدي ابنائنا فتأهيلهم لاستخدام الأساليب المناسبة للتعامل مع فلذات اكبادنا يجب ان يؤخذ على محمل الجد ففي بلاد الغرب على سبيل المثال نجدهم يؤهلون كل من يدخل في سلك التعليم ليكون قادرا على تطوير الطلبة ومراعاة طرق واساليب التعامل معهم ثم يمنحونهم رخصة للمعلم ليتمكن من مزاولة هذة المهنة الجليلة، والاردن قبل عشرين عاما كان يسمى بالبلد المواجه لخط النار حيث كان يجد شبابه الدعم المادي الكامل للتعليم الجامعي من خلال السفارات والجمعيات الخيرية المختلفة والمنظمات المتعددة كمنظمة التحرير الفلسطينية على سبيل المثال .

واليوم وبعد توقيع معاهدة السلام نجد ان الشاب الاردني الذي قد فقد هذا الدعم رغم الجهود العظيمة والمشكورة للقائمين على التعليم العالي والديوان الملكي لتغطية التكاليف لدعم الطالب المادي وبذل الجهود لذلك ولكن للاسف لا يغطي ما كان متوفرا له قبل معاهدة السلام والطالب ما زال يتطلع من خلال انتسابه للجامعة لتحقيق اماله ونجاحاتة في الحياة ولكنة يجد احلامة قد تحطمت على باب ارتفاع الاقساط الجامعية التى في تزايد مستمر فحرمت العديد من الطلبة الحاصلين على معدلات عالية من الانتساب للجامعة وما زاد الامر سوءا هو فتح باب الموازي للدراسة الجامعية وكأن التعليم العالي اصبح حكرا على الطبقة البرجوازية فأفقد ذلك الأمل نهائياً للطالب الفقير بحقة في التعليم العالي .....

لست ضد رفع الرسوم الجامعية وخاصة مع موجة الغلاء التي تلف اجواء البلاد ولكن ارى ان يطال الرفع الطلبة الاجانب والعرب والمنتسبين لجامعاتنا فقط وعمل الدعاية الاعلامية الازمة لجذب الطلبة العرب والاجانب للانتساب لجامعاتنا فنحقق الدخل المادي الذي يمنح الطالب الاردني التعليم المجاني في بلده لان التعليم المجاني هو من ابسط حقوق المواطن الاردني ليحصل من خلاله على العلم و الثقافة فيرتفع به مستوى البلد ثقافياً واقتصادياً فسلاحنا الوحيد هو التعليم لكافة فئات الوطن العربي .

فلماذا لا نضع نصب اعيننا توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين – حفظه الله ورعاه – للاهتمام بالمواطن وتأهيلة ليصبح فردا منتجاً وفعالاً في المجتمع مشاركاً في التقدم عن طريق التسلح بالعلم والمعرفة والشهادات العليا التي تفتح الأبواب المغلقة امام جيل الشباب المتحمس الذي هو أمل الوطن وقائده .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد