تجربة اوباما وامريكا: دروس وعبر

mainThumb

25-11-2008 12:00 AM

تحدث الكثير من الناس والكثير من وسائل الاعلام عن الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما وتم كشف حسب ونسب الرجل وتم ابراز الكثير من الأشياء الخاصة به والمرتبطة بحياته الشخصية تحديداً والتي من ابرزها انه كما نقول نحن في لغتنا العامية( تربية مرة) تربية امراة وهذا للدعابة والسخرية او كما يسمون هم الأم المنفصلة عن زوجها single mom إذ ان والده قد انفصل عن امه وهو طفل صغير, وهي التي تدبرت امره, وعاش الرجل حياة عادية بسيطة ان لم نقل فقيرة.

ان هذه الحياة البسيطة المتواضعة والخلفية العرقية التي جاء منها كينيا افريقيا لم تقف عائقاً امام طموح الرجل في ان يصبح رئيسا لاكبر دولة واعظم قوة في العالم الحديث ويدخل التاريخ من اوسع ابوابه كاول رئيس من اصل افريقي اسود يحكم البيت الابيض.

ان كل ما ذكرته قد لا يقدم او يبدو فيه اي جديد ولكن لعل فيه بعض الدروس والعبر التي قد نستفيد والتي قد يكون منها ما ياتي:

• اصول اوباما الجغرافية (كينيا أفريقيا ولون بشرته السوداء لا بل واصوله الدينية – رغم ما قد يقال عن تمسكه وارتباطه بها- لم تمنع الشعب الامريكي من ان يصوت له ويمنحه الافضلية على جون ماكين مرشح الحزب الجمهوري رغم المزايا الكثيرة التي يتمتع بها هذا الرجل , فبالاضافة الى انه ابيض اللون وذو عيون ملونة وليس فيه نزعة عرق افريقية او اسيوية او نحوهما فقد كان بطلا من ابطال حرب فيتنام .

• نجح النظام التربوي الامريكي في ان يجعل من رجل مثل اوباما باصوله الافريقية ولون بشرنه الاسود ان لا يشعر بالدونية او عدم الكفاءة في ان يطاول اسياده البيض كما كانوا يسمون لفترة وعهد قريبين لا بل وينتصر عليهم ويهزمهم في عقر دارهم وكانه بذلك يقول لمارتن لوثر كنج انك لم تمت وافكارك باقية فينا لقد انتصرت عليهم وانت تحت الثرى وان احلامك اصبحت حقيقية.

• نجح النظام التربوي الامريكي في ان يجعل المواطن الامريكي الابيض يصوت لعبد اسود لم يمض على عتقه مئة عام او نيف ويحعل منه السيد الاول للبين الابيض.

• نجح النظام التربوي الامريكي في ان يجعل كثيرا من الناس –اقبلنا بذلك ام لا- يفتتنون بالديمقراطية والحرية والتسامح الامريكي رغم كثرة الويلات التي ما زلنا نعاني منها بسبب هذه الديمقراطية والتسامح والحرية.

واخيرا نامل ان تنجح تجربة انتخاب الرئيس اوباما في ان تجعلنا نراجع انظمتنا التربوية التعليمية مراجعة عميقة ودقيقة وان نعترف بفشل هذه الانظمة في تحقيقها لابسط اهدافها وان نرجع الى تاريخنا وديننا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي تركنا على المحجة البيضاء والتي ليلها كنهارها والتي لا يزيغ عنه الى هالك ولا يتنكبها الا منافق علنا نتمكن يوما ما من ان نجعل شخصا ما في مكان ما من يفتتن بشيء ما لنا .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد