صحيفة السوسنة الأردنية

صادف يوم الجمعة الثامن و العشرين من تشرين الثاني الذكرى السابعة و الثلاثين لاستشهاد البطل الأردني وصفي التل رحمه الله و أسكنه فسيح جنانه ...

فلقد كان الشهيد رمزا من رموز الرجال الأوفياء للعروبة و مفخرة لكل الأردنيين المنتمين لثرى الأردن الطهور ... و بيرق عز ٍ انحنت أمامه جبال شيحان و مؤاب و الشراة و رم ... !! الشهيد وصفي التل يعيش اليوم في ثنايا أرواح الأردنيين ولا ُيذكر تاريخ الأردن دون أن تكون البصمة الأكبر لذلك الكبير الذي أبى إلا أن يحافظ على ثرى الأردن و بان يكون جل اهتمامه في وقت كنا بحاجة لرجل قوي مثله.. !!

وصفي التل ذلك الجبل الشامخ الذي لن تلد النساء مثله ... و لن يسطر تاريخنا بين صفحاته رجل يملك الحكمة و الشجاعة و الرأي و العزيمة مثله .. ذلك لأنه كان ذلك الأردني المنتم و العربي القومي و ذلك النهر المتدفق حبا و شوقا و عشقا للاردن أرضا و شعبا و قيادة ..!!

وصفي التل ... ذلك الشهيد الذي بكته نساء الأردن جميعا ... و بكاه الكبير و الصغير من رجالاتنا الشرفاء الذي شعروا أنهم فقدوا ركنا من أركان الدولة في ذلك الوقت و ترك وراءه فراغا لم و لن ُيملأ ... فليس كل الرجال هم وصفي التل ... لقد كان رجل المواقف و المبادئ .. وطني أردني عربي يملأ قلبه حب الأردن كما هي فلسطين تلك المقربة لقلبه و التي ألف فيها كتابا اسماه ( فلسطين .. دور العقل و الخلق في معركة التحرير ) كان الشهيد ذلك الفارس الذي لا تكل فرسه و لا تمل من تعبئة القبائل الأردنية ليكونوا سندا قويا للنهضة و التطوير و على خلق جيل مؤمن بحريته و انتمائه و مؤمن بالمشروع الوطني الذي وحد من اجله جميع الأردنيين من جميع مدن وقرى الأردن من معان للكرك لاربد للمفرق لعجلون للسلط ليكونوا يدا واحدة معا في تحقيق الاستقرار و الأمن و الحرية و لينهض الأردن مرة أخرى ...!!

كانت نساء الأردن لا يزغردن إلا حين يشاهدن ذلك العملاق الذي لا يخشى في الحق لومة لائم ... كانت الهجينة لا تكون إلا له لأنه ارتبط بالأرض و كانت هناك علاقة خاصة بينه و بين الأردنيين يحبونه لأنه ذلك الأردني المخلص و المدرك و العارف بالدور الإقليمي الذي تستطيع المملكة أن تلعبه في ذلك الوقت العصيب ...

اليوم في ذكرى استشهادك سيدي نردد جميعا سيمفونية واحدة يحدونا الأمل برجال مثلك لا يغريهم الثراء و لا الوجاهة ... يحبون الأرض و يدافعون عن ثرى الأردن .. يملكون ما كنت تملك من نظرة ثاقبة و فكر مستنير و قلب لا يملك إلا الانتماء للعروبة و للأردن .. قلب صادق لا يعرف النفاق و لا الفساد ...!ّ!

في ذكرى استشهادك يردد جميع الأردنيون : رفن رفوف الحجل رف ٍ وراء رفِ و خيل الأصايل لفن صف ٍ وراء صفِ أقول يا صويحبي يكفي عتب يكفي .. و يا مهدبات الهدب غنن على وصفي حوران و شمس الحصايد لوحن لونه يتوقد الجمر يومن تومض عيونه نادى النشامى يا ربعي حذركو تخونو و الخيل لن حمحمت تنزف لها نزف ِ يا مغليين أرضنا و مرخصين دمك السنديان استند ع جبالنا و ضمك يا وصفي يا رمحنا الموت ما همك قلت يا أرض أرتوي و يا نبع لا تجف ِ

في ذكرى استشهادك بيت عزاء في كل بيت أردني ... فيه تبكي النساء و يتحسر الرجال عليك ... فيه يتلهف أطفالنا للقراءة عنك ... و نتلذذ بقصصك و ببطولاتك و برجولتك ... نعلم أطفالنا حب الوطن و الانتماء إليه ولا نملك أنموذجا صادقا سواك ... لأنك علمتنا أبجديات حب الأرض و الولاء ... !!

إلى جنات الخلد سيدي الشهيد أنت ومن سبقوك و من ذادوا عن الكرامة العربية لنبقى نعتز بتاريخنا المليء بالرجال وفي الأردن أقسم أننا نعتز بك و نترحم عليك ليل نهار ...!!

لقد عشت حرا و مت حرا من أجل أردننا الحر الذي نفتديه بأرواحنا و نقدم الغالي و الرخيص من أجله ...!!

رحم الله وصفي التل و جميع شهداء أمتنا العربية من المحيط للخليج ... !!

Fugara2006@yahoo.com