بس بلاش يا بوش؟

mainThumb

09-12-2008 12:00 AM

كنت مستلقيا اتابع التلفزيون واتنقل من محطة الى محطة لعلي اسمع او ارى خبرا يسر الحال، فكلها قتل ودمار وتشريد وحصار ، وبينما انا كذلك وقعت يدي على محطة ABC الامريكية والا بمقابلة مع السيد بوش وزوجته، وكنت استمع الى الحدث وكأني اتابع محاكمة لهذا الرئيس، وهو يمتعض ويتأفف، ويضرب كفيه ببعض نادما على ما فعله في العراق، كان يقول الرئيس، انه جدا اسف على انه اعتمد في هجومه على العراق على نصائح القاده الاستخباراتيون لديه، وان المعلومات الاستخبارية لديه لم تكن دقيقه، وتلك المعلومات الاستخبارية الامريكية طبعا اعتمدت على معلومات استخبارية من جهات عراقية ارادت تدمير البلد ومنهم احمد الجلبي وشاكلته مثلا، الذي وشووش في اذن الامريكان، بان صدام حسين يخفي اسلحة دمار شامل، وانه على وشك تدمير اسرائيل ، واشياء اخرى، هنا الامريكان ما كذبو خبر، وبدون ان يقدرو الامر، سمعو كلام الرجل، وبدأو في التحضير للهجوم، وكأنهم جاهزون ولكن كانوا ينتظرو واحدا من العراقيين ليكون دليلهم لتدمير العراق. قال بوش ان المعلومات الاستخبارية التي استند اليها في غزوه للعراق، كانت مضلله وغير دقيقه، وبدأ الغزو وغرق العراق في دوامة العنف المتصاعد وفشلت الادارة الامريكية في إقامة نظام حكم محلي لتسيير الامور في البلاد بعد حل جميع الاجهزة الحكومية والجيش والشرطة العراقية وعدم ضبط الحدود مع بلدان الجوار مما جعل العراق منطلقا للجماعات المتطرفة لتنفيذ أعمال عنف وقتل عشرات الالاف من الاشخاص جراء الاغتيالات العشوائية التي طالت جميع شرائح المجتمع دون استثناء فضلا عن الانفجارات المدمرة شبه اليومية بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة إضافة إلى انتشار ظاهرة التهجير القسري الذي طال أكثر من اربعة ملايين عراقي.

كنت اشاهد بوش وهو يتحسر على ما اقدم عليه، تذكرت ذلك المنظر الذي لا يزال عالقا في مخيلتي عندما شكلت محاكمة سريعة للرئيس الروماني نيكولاي تشاوتشيسكو وزوجته، وتم اعدامها رميا بالرصاص.

وقلت هل سيأتي يوما نرى المجرمين الذين اوصولوا الاخبار المغلوطه عن العراق والذين سكتوا عما جرى في العراق وسهلوا للقوات الاجنبية الدخول الى مرابعنا، ودمرو الشجر والحجر، هل نرى هذا اليوم الذي يحاكم فيه هؤلاء محاكمة عادلة تشفي غليل كثير من الارامل اللواتي فقدن ازوجهن، والايتام الذين فقدو ابائهم، وان يستريح العالم من عائلة كلها دمار للمنطقة، من بوش الاب الى بوش الابن، لم نر يوما طيبا في حياتنا منذ ان تولو السلطة.

كنت اعتقد ان امريكا تراقبنا حتى في مرابطنا، في بيوتنا، وفي سياراتنا، وفي مكاتبنا، وتعلم كل شيء عنا، فهل عجزت امريكا ان تعرف حقيقة ما في العراق، ام ا ن الغزو كان مدبرا له، ومخططا اصلا، سواء هناك اسلحة دمار شامل ام لم يكن هناك، وان العراق اصبح اليوم ملاذا للمجرمين من كل حدب وصوب، ويكفي على رأسهم الحاكمين به الان، الذي اقتسموا الثروات فيما بينهم، وتفشي الرشاوي والاتاوات، والفساد الاداري والمالي، واصبح بترول العراق مباح لكل طائفة على حدة، وجزء للصحوة وجزء للنخوة وجزء للغفوة، وكله على كله، يأكل والعراق يتمزق.

والان وبوش يغادر البيت الابيض، لم يعد ينفع ما يمكن ان يفعله، فترك الامر على عاتق الاستخبارات، وانه مجرد عبد مأمور لم يكد بوده عمل مثل ماعمل، ولولا اصرار الاستخبارات على ذلك ما فعل، سيترك البيت الابيض والايام السوداء في حياته، لكي يؤمن مستقبله، فالقى تبعيات الحرب على غيره، واوقع خليفته في ازمة مالية مفتعله، وانخفض سعر النفط لاقل من 40 دولار ولسه، والان وزيرة خارجتيه ارادت ان تودع المنطقه بزيارة الى الهند لتحريضها على باكستان، وهناك اصوات في البيت الابيض تنادي بتغيير معاملة باكستان الى ما هو اشد واقوى، ولسه.

وتمر هذه الايام ذكرى استشهاد صدام حسين يرحمه الله، الذي كان موحدا للعراق، سنة وشيعة، عربا واكرادا، اما اليوم وبعد رحيل البطل، لم يعد العراق عراقا، ولا الشيعة شيعا، ولا السنة سنه، وانتظرو موسم اللطم والذبح القادم في مناسبة عاشورا، ونرى كيف ان تلك العادات والبدع الدينية التي منعها صدام حسين في حياته، عادت وزادت في العراق، والكل منكم معزوم على لطم والسكين والسيف على حساب الحكومه في العراق. والله سبحانه وتعالى نسأل في هذه الايام الفضيله، ان يعيد الحق لاصحابه، وان يزهق الباطل، وان يعود العراق سالما معافى الى اخوانه العرب الذين باعوه، وان يكون حصار غزة اخر الحصارات الاسرائيلية لكي تبدأ الحصارات العربية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد