المركز الأردني للدراسات الاستراتيجية وقادة الرأي

mainThumb

06-12-2008 12:00 AM

يعرف قادة الرأي في أي مجتمع بأنهم النخبة من المفكرين في مجالات: السياسة، والاقتصاد، والتعليم، والصحة، و الأحزاب، ومؤسسات المجتمع المدني.

وهم الذين يوجهون الرأي العام الوجهة السليمة، وهم الذين يقودونه نحو التفكير الإبداعي الخلاق، والإنتاج المتوازن، و في هذه الحالة يكونون قادة لهم مسؤولياتهم واهتماماتهم الوطنية التي تعود على الوطن بالخير والنفع، وبالمقابل نجد صنفاً آخر من قادة الرأي أصحاب التوجهات السياسية والآيدولوجية الذين يوجهون الرأي العام لصالح تلك السياسات أو تلك الآيدولوجيات .

أما الجهات التي تحدد قادة الرأي فغالبا ما تكون مراكز الدراسات الاستراتيجية, ويكون اختيارهم مبنياً على أسس علمية مدروسة ، فيخضعون لأسئلة استطلاع الرأي، وأسئلة الاستبانات الموزعة، حيث تأمل هذه المراكز أن يكون قادة الرأي المستأنس برأيهم حياديين، وموضوعيين وبعيدين عن الهوى والمصلحة الشخصية ، لأنه يترتب على نتائج الاستطلاع تعديل في الخطط والبرامج والسياسات العامة التي تعود على الوطن والمواطن بالخير والنفع.

أما إذا كانوا من أصحاب المصالح والأهواء فإن إجاباتهم قد تؤدي إلى انحراف في السلوك العام الذي يكشف عن عدم الرضا والرفض العام للسياسات والخطط والبرامج .

أما الجهة المنفذة للاستطلاع فهي مراكز الدراسات الإستراتجية التي تقوم باختيار العينة وتحليل النتائج. ولدينا في الأردن عدة مراكز من هذا النوع ، وفي مقدمتها المركز الأردني للدراسات الإستراتيجية الذي قام أخيراً باستطلاع للتعرف إلى الرأي العام المتعلق بحكومة دولة المهندس نادر الذهبي، وبمدى التزامها بالسياسة العامة الأردنية، وخطاب التكليف السامي، والبرامج والخطط الموضوعة لخدمة الوطن والصالح العام.

فبعد أن قام المركز بتحليل نتائج الاستطلاع ثبت لديه علميا بأن الحكومة قد حصلت على نسبة متقدمة جدا من الرضا العام. السؤال المطروح :هل اهتمت الحكومات السابقة المتلاحقة، أو الحالية بنتائج هذا اللون من الاستطلاع ؟ أم أنها وضعت في الأدراج، وهل لدى ثقافتنا السياسية والاجتماعية قناعة بأهمية مثل هذا النوع من الاستطلاعات؟ خاصة وأنها في العالم المتقدم جزء مهم من تلك الثقافة التي يترتب عليها تعديل في السياسات والخطط والبرامج، وتغيير في القوانين والنظم والسلوك العام. آمل أن يكون استطلاع الرأي العام الأخير وما سبقه من استطلاعات مصدراً من مصادر المراجعة والمقارنة؛ حتى لا تذهب تلك النتائج هدرا، ودون فائدة . عذراً أعزائي القراء، وكل عام وأنتم بخير، وللحديث بقية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد