مدرسة تفكر .. وطن يتعلم .. !!

mainThumb

13-12-2008 12:00 AM

هذه المقولة العظيمة للسيد رئيس وزراء سنغافورة ( جوه شوك تونغ ) التي أطلقها من اجل تطوير التعليم و من اجل الارتقاء بدور المدرسة و التي نعي جميعا أنها اللبنة الأساسية في تكوين المجتمعات الإنسانية ... و كلنا يعرف بان سنغافورة يوجد فيها أفضل النظم التعليمية على مستوى العالم .... و المقولة التي أطلقها رئيس الوزراء جعلت من المدرسة مكانا للتفكير بدلا من التلقين و أصبحت المدرسة تعلم مهارات التفكير و أصبحت توجه نحو التعلم و التقصي الذاتي و ذلك من اجل اتخاذ القرارات و صنع و تشكيل و صياغة المستقبل بما يواكبه من تطورات تعليمية و اقتصادية عالمية ... في سنغافورة لكي يساعدوا المدرسة على التفكير الناقد كان لا بد من تقليص المواد الدراسية و التخفيف من أعباء المدرس التدريسية لإتاحة فرصة اكبر لممارسة الأنشطة الصفية التفاعلية مع الاهتمام بتعليم الأساسيات في المراحل الأولى من التعليم و التركيز على التخصص في المراحل المتأخرة ...كذلك الاهتمام بتوفير مناخات مدرسية ميسرة للتعلم و جاذبة للمتعلمين و معززة لعادة مواصلة التعليم ...إضافة إلى تنمية مهارات و قدرات التواصل الفعال و العمل الجماعي من خلال ما يقوم به من مناهج و أنشطة صفية و لا صفية ...مع التوظيف الفعال لتكنولوجيا التعلم ... بذلك كان لا بد من إعادة صياغة تقييم وسائل القياس و التقويم لتقيس مدى قدرة المتعلم على استيعاب و تطبيق و تطوير ما تعلمه لا على قدرته على التذكر و الحفظ و الاستظهار... كل ما تم ذكره ساعد على عملية التعليم الناقد و البناء لأن تعليم التفكير لم يكن يشكل مشكلة و أنواع التفكير المختلفة يمكن تدريسها بسهولة إضافة إلى أن القدرة على التفكير موجودة ...إذ أنها فقط بحاجة للتحفيز ...

التفكير حاله حال أشياء كثيرة من حولنا تحتاج للتدريب وذلك باختلاق مواقف حياتية تفاعلية تتحدى فكر المتعلم و استخدام عمليات التحليل و التركيب و النقد و المقارنة و بذلك و مع الممارسة العملية و التجارب الحياتية المختلفة يصبح التفكير خبرة مألوفة عند الطالب و المعلم لأنها أولا و أخرا عمليات تكاملية تساعد المتعلمون إلى التوصل إلى الحقائق باستخدام المنطق العلمي و التفكير العقلاني في الأمور و هذا لا يتأتى أن لم يكن الجميع معنيون في هذا الجهد التاريخي - و اقصد بالجميع المعلمون و التربويون و أولياء الأمور و حتى المتعلم نفسه .......

و بذلك أصبح تعليم التفكير هدفا مصاغا تبنته السياسات التربوية و في عام 2004 اشترطت الجامعات السنغافورية على المتقدمين اجتياز اختبارات تقيس قدراتهم و مهاراتهم على التفكير و الاستنتاج و التحليل ...

و لكي يعطى الأمر بشكل ايجابي عقدت هناك ورش عمل تعلم المعلمون كيف يستطيعون تعليم التفكير و استمعت لمبادرات البعض في تحفيز المتعلم و إيجاد البيئة التعليمية المناسبة التي تعطي مدى واسعا للتفكير الخلاق ....

و ركزت تلك الورش على إيجاد غرف غنية بمصادر التعلم ... و على إثارة التفاعل على التفكير و المحاكمة ... و توزيع الطلاب إلى مجموعات للنقاش و الحوار أو لإنجاز مشروع أو حل مشكلة ... و التركيز على الأسئلة المفتوحة الاستفسارية التي تستثير ذهن المتعلم و تستدعي التحليل و المقارنة و الاستنتاج ...و قد يخطر لبال البعض أن عمليات التفكير هي اقرب للمواد العلمية منها للمواد الأدبية ... وهذا من الخطأ بمكان إذ أن جميع مجالات حياتنا تحتاج للتفكير الذي قد يبدو بسيطا في احد مجالاته و يبدو عميقا في أخرى ... الخيال الواسع في المواد الأدبية هو نوع من التفكير الإبداعي .... الكتابات الأدبية ... التحليل الأدبي بل و التذوق الأدبي .. هو من ركائز التفكير إننا بنهجنا مبدأ التفكير الناقد نولد لدى المتعلمين الميول و الاتجاهات الايجابية نحو المدرس و التعليم و نخلق اهتمامات جانبية تكون محور اهتمامه و نحفز لديه التأمل بالأشياء و التفاعل معها بعيدا عن مبدأ النمطية و الجمود و المواد الجاهزة المعلبة مسبقا و الحلول السريعة .... نحن بحاجة إلى إطلاق يد المعلم لكي يستطيع هو إطلاق يد المتعلم ... عوده على ذي بدء .... نحن في عالمنا العربي اشد ما نحتاج إليه هو ( مدرسة تفكر ) لكي يصبح لدينا ( وطن يتعلم )
Fugara2006@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد