نعم إنها حكومة أردنية ..

mainThumb

16-12-2009 12:00 AM

د . أحمد النوتي - دبي

لقد أحسن دولة رئيس الوزراء صنعا عندما رد على سؤال لوكالة الأنباء الفرنسية بقوله: هذه الحكومة لا ليبرالية ولا محافظة، إنها حكومة أردنية. فما معنى الليبرالية؟؟ وما معنى المحافظة؟؟ وما معنى أردنية؟؟.

يُعرف أهل العلوم السياسة الليبرالية(LIBERALISME) بأنها تيار فكري يؤمن بالحرية الفردية، ومن شعاراتها : دعه يعمل دعه يمر. وهناك ما يسمى بالليبرالية السلطوية(LIBERALISME AUTORITAIRE) وهذا النوع يدعو إلى الانفتاحين: السياسي والاقتصادي، ويدعو إلى تحول ديمقراطي محدود يُمكِّن السلطة السياسية من تجاوز أزمة داخلية، ومالية من خلال المشاركة السياسية.

أما مصطلح المحافظة (THE NEOCONSERVATIVES) أو المحافظون الجدد، فيقول (فوكوياما) في مقالة له منشورة في صحيفة نيويورك تايمز: بأن جذورهم تمتد إلى مجموعة من المثقفين اليهود الذين امتد أثرهم إلى التأثير على القرار السياسي الأمريكي في عهد ريغان، ودعو إلى ضرورة تركيز الخطاب السياسي الأمريكي على القيم التقليدية اليهودية، واعتماده على فكرة الميراث اليهودي ، والانحياز عقائديا وسياسيا إلى جانب إسرائيل ومعاداتها للعرب. أعزائي القراء. لن أعلق على هذين المصطلحين،ولكن علينا أن ندرك أن دولة رئيس الوزراء (الرفاعي الابن)، عندما صرح لوكالة الأنباء الفرنسية: بأن الحكومة ليست ليبرالية ولا محافظة، بل هي حكومة أردنية كان يدرك تمام الإدراك جميع هذه المصطلحات وما تعنيه من أبعاد سياسية وإقليمية.

ويدرك أيضا، وبوعي الأردني الصادق الذي رضع لبان السياسة أبا عن جد، مفهوم الأردنية التي تعني أن الأردن دولة عربية ملتزمة بقضايا أمتها من المحيط إلى الخليج، وأن قضية فلسطين هي قضيتها الأولى، وأن دستورها يساوي بين جميع الأردنيين المنحدرين من شتى المنابت والأصول ، ويدرك أيضا أن الأردن يتعرض على الدوام لهجمات المنتهزين والحاقدين والمرجفين سواء كانوا في الداخل أو في الخارج، ويدرك أيضا معنى العشائرية وقيمها السامية والنبيلة ، ويعي تمام الوعي كل ما جاء في كتاب التكليف السامي، فجاء رد الحكومة عليه بينا وصريحا وواضحا لا لبس فيه ولا غموض؛ ليزيل الستار والضبابية عن أعين الفئة المعطلة المملوءة قلوبها بالسادية المتعددة الألوان والصفات، وليقول لكل الأردنيين: إن هذه الحكومة هي حكومة أردنية خالصة، ولن تخضع للابتزاز والمزاجية والأهواء التي تقف عائقا أمام تقدم الأردن وازدهاره، وأن لا فضل ولا منة لأحد على الأردن وشعبه المتعدد الأصول والأعراق.

فنحن في الأردن لسنا ليبراليين ولا علمانيين ولا محافظين ولا ديجتاليين، بل نحن أردنيون أبناء عشائر عريقة، ننتمي لتراب هذا الوطن، ونقف خلف قيادته، ونعرف جيدا أصولنا وأعراقنا التي انحدرنا منها، ولا مجال بيننا لمغرض أو حاقد أو مرتزق. وكل من يحاول تمزيق وحدتا الوطنية، أو العبث بها، فإننا نقول له: إن جاءنا من يشتهي السوط?Z جلدُهُ .... سنجلده حتى تقر نواظره. وفي لقاء قادم أعزائي القراء سيكون للحديث بقية ......

Alnooti_2005@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد