الحكومة الجديدة والتحديات الكبيرة ؟؟!

mainThumb

19-12-2009 12:00 AM

بادئ ذي بدء أقول بصراحة لست متفائلا بهذه الحكومة التي لا أرى بها أي تغير حقيقي إلا على طريقة الفنان الظريف نهاد قلعي رحمه الله في مسرحية غربه الشهيرة ، والحكومة الحقيقية كما في كل دول العالم المتحضر تأتي عبر صناديق الانتخاب والإرادة الشعبية الحرة ، عند ذلك تكون مسئولة أمام الشعب الذي هو وحده مصدر السلطات كما تقول كل دساتير العالم ودستورنا الأردني الذي نسته الحكومات المتعاقبة ونحته جانبا .

والحكومات التي لا تحترم دساتيرها لن تكون حكومات ممثلة للشعب أو لها علاقة به مهما كانت النوايا حسنة إذا كانت هناك نوايا حسنة من الأصل ، وعلى هذه الحكومة تحديدا مسؤولية كبيرة مهما كان رأينا في تشكيلها فهي جاءت في ظروف محلية وإقليمية ودولية في غاية الحساسية ، وهناك على الساحة المحلية ظروف ومستجدات بعد حل مجلس النواب الذي أرادت منه حكومة الذهبي غيرالمأسوف عليها أن يكون شماعة تعلق عليه كل أخطائها بحجة موافقة المجلس إياه على كل ما اتخذته من سياسات طائشة رعناء ، كما يوجد بالساحة الأردنية تذمر شعبي حقيقي من رفع الأسعار وغلاء المعيشة ويوجد تدهور اجتماعي واضح وأزمة حقيقية ، كما أن هذه الحكومة كما يبدو أنها لا تحمل جديدا بحكم أن معظم الحقائب السيادية لم تتغير من الحكومة السابقة إلى هذه الحكومة ناهيك عن الوراثة التي أصبحت واضحة فرئيس الوزراء ابن رئيس وزراء والوزير ابن الوزير وهلم جرا .

وعلى الجانب الآخر هناك حكومة صهيونية فاشية تتآمر على الأردن وفكرة الوطن البديل طرحته كل الحكومات الصهيونية تقريبا ولا زالت الحكومات الأردنية تتحدث عن عملية السلام وتواصل التمسك بمعاهدة وادي عربة التي نراها أسوأ من الاتفاقية التي أبرمتها إحدى الحكومات الأردنية ذات يوم مع المحتل البريطاني وألغاها الزعيم الوطني البارز سليمان النابلسي ، واليوم للأسف لم يعد لدنيا قامات كبيرة بوزن سليمان النابلسي في موقع رئيس وزراء وعلى الساحة الدولية نرى عالم يتخبط اقتصاديا وسياسيا عالم مجنون تقوده أمريكا التي هي الوجه الأكثر قبحا للكيان الصهيوني .

والسؤال الذي يطرح نفسه : الأردن إلى أين يتجه في ظل كل ما أسلفت ؟ وهذه الحكومة مطلوب منها الشيء الكثير مطلوب منها التحضير لانتخابات نيابية حقيقية لإفراز ممثلين حقيقين للشعب وليس تجار شنطات وممثلين عليه ، وخطورة المرحلة والظروف لم تعد تحتمل التأخير إلا إذا أرادت الحكومة أن تعمل عكس حقائق الأشياء وحركة التاريخ وبالتالي مطلوب منها أن تصدر قوانين انتخابات عصرية تركز على المواطنة أساسا قوانين لا تتناقض مع الدستور شأن القوانين السابقة التي سلقتها حكومات سابقة ، إذا نحن أمام حكومة أمامها تحديات كبيرة محلية من خلال شعب ينتظر ، إقليميا تعثر ما يسمى بالعملية السلمية الميتة أصلا وحكومة صهيونية أكثر من يمينية تتآمر على الأردن ، ودوليا عالم يعاني من ألأزمات المالية المتلاحقة عالم تقوده أمريكا التي فشلت في كل ما استخدمته من مساحيق الترميم حتى لوضعها الداخلي وها هي تتهاوى اقتصاديا وسياسيا وأخلاقيا ، وهل سيبقى الأردن في ظل كل تلك الظروف أسيرا لتعليمات صندوق النقد الدولي أو الفقر الدولي بشكل أكثر دقة ، وباختصار شديد هذه الحكومة ورغم تواضع خبرة وزرائها إلا أن أمامها مسؤوليات صعبة وكبيرة إنها الحكومة التي ستشرف على انتخابات مجلس تشريعي في مرحلة من أخطر وأدق المراحل في تاريخ الأردن ، إننا أمام حكومة مطلوب منها أن تقوم بأعمال معجزات في عصر انتهت به المعجزات .

وكان الله في عون الشعب الأردني الذي تحمل من حكومات تتحدث باسمه أكثر من صبر أيوب والحديث موصولا .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد