بأي ذنب قتلت

mainThumb

29-01-2010 12:00 AM

خالد تيلخ
يوجد مثل عامي يقول : أمران لا يعلم بهما الناس "عيبة" الغني، وموتة الفقير ؛ أي أن الغني عندما تصدر منه العيبة والفقير عندما يموت لا احد يعلم بهما، فقوة الأول تغطي على عيبته ،وضعف الثاني يغطي على موته.
ومناسبة هذا ما ذكرته الصحف المحلية عن خبر وفاة فتاة في الأربعينات من عمرها شنقا في إحدى دور المسنات، وفي تفاصيل الخبر أن إخوانها أرسلوها إلى الدار بعد وفاة والديها، و السيناريو الذي أتوقعه لحياة هذه البائسة أنها كانت تعيش في كنف والديها تنتظر فتى أحلامها يأتي ويخطفها من بيت أهلها ويؤسس لها مملكة تعيش فيها وتكون هي الملكة، لكن يبدو أنها كبرت في السن ولم يتقدم لها احد ،أو حصلت مشاكل معينة تعيق زواجها، توفي والديها وتزوج إخوانها وأخواتها وبقيت هي تتردد على بيوت إخوتها ولأنها لم تكمل دراستها لا تستطيع أن تعمل فبيوم وليلة أصبحت عالة على إخوتها وحملا ثقيلا عليهم وبإيعاز من زوجاتهم- وهكذا فان المرأة تظلم المرأة قبل أن يظلمها الرجل فالظلم الذي يقع على المراة اغلبه من النساء وليس من الذكور الرجال ،فكم من امرأة أوعزت لزوجها صاحب الشخصية الضعيفة أن يطرد بناته من زوجته الأولى أو يطرد أمه إلى دور العجزة بلا رحمة ولا شفقة فالقصص كثيرة التي تثبت أن شقاء امرأة سببه امرأة مثلها .
-قرر إخوانها أن يضعوها في ملاجئ العجزة ولأنها في أوج عطائها وقوتها رفضت أن تتقبل الوضع فاكتأبت وأنهت حياتها. نعم إنها مأساة فمن الصعب أن تتأقلم من بقوتها وعطائها مع نساء لا يستطعن التحكم ببولهن، لكن السؤال الذي يجب طرحه في البلد مؤسسات لرعاية النساء المعنفات والمؤسسات المدافعات عن حقوق المراة فأين هي من هذه الحالات، تصدع هذه المؤسسات صبح مساء رؤوسنا في اتفاقية "السيداو" التي تخالف الشرع ويغيب عنها حالات مثل هذه .
كان بامكان إحدى المنظمات أن تزور هذه البائسة وتستمع لحالتها وتشرح لها وضعها وتجند الرأي العام لتبني حالتها في تامين مسكن ملائم وعمل يكفيها ذل السؤال أو العيش في بيئة لا تلائمها ، أم أن منظمات حقوق المراة ينطبق عليها المثل "اسمع جعجعة ولا أرى طحنا "
تفضل هذه المنظمات المؤتمرات والندوات وتخسر في سبيلها الشئ الكثير أما تبني قضايا على ارض الواقع فلا نرى شيئا لمثل هذه الحالة التي انتهت نهاية مأساوية ،
ولو ذهبت منظمات حقوق المراة إلى دور رعاية النساء لوجدت هذه المنظمات كل نزيلة لها قصة خاصة بذلك نقول : بأي ذنب قتلت هي وغيرها .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد