صحيفة السوسنة الأردنية

رياض الربابعة

ترقبت الأوساط الرياضية العربية بحذر شديد مباراة المنتخبين العربيين المصري والجزائري والتي جرت مساء الجمعة ؛ فكان الخوف هو العامل المسيطر على ما ستؤول اليه أحداث المباراة بعد أن فتح الأعلام المصري والجزائري أبواقه بكل الأتجاهات لأشعال الفتنة التي كادت أن تعصف وتطيح بعلاقات البلدين أثر مباراة المنتخبين في القاهرة وأم درمان.
ذكريات وأرجو أن تكون ذكريات قد انتهت وتجاوزها البلدان الى غير رجعة؛ ذكريات مرة ومؤلمة؛ والسبب فيها أعلام غير مسؤول في كلا البلدين؛ لعب لعبته في أشعال فتيل الفتنة وتأجيج المشاعر والعواطف؛ وجر الشعوب الى مواقف أشبه ما تكون بالعدائية بسبب مباراة رياضية في القاهرة أو السودان.
لماذا يتحول الأعلام الى اعلام عاطفي لا يحكم العقل فيما يقدمه للناس؛ ويتحول الى معول هدم لكل روابط الدم والدين واللغة والمصير والتاريخ بين شعبين عربيين. وما قيمة مباراة أو أكثر مقابل هذه الروابط المصيرية بين الشعوب.
الأعلام المسؤول هو الأعلام الذي يستثمر رسالته أيجابيا في تدعيم روابط المحبة وتجاوز مواطن الخلاف؛ وهذا ما أدركه أعلام البلدين أخيرا في الجزائر وفي مصر قبيل مباراتهما أمس ؛فسكتت الأبواق الأعلامية وعادت الى الرشد وجادة الصواب بعد أن كان همها صب الزيت على النار وتأجيج مشاعر هذا الطرف ضد الطرف الآخر؛ وأيقن أعلام البلدين أنهما لا يسيران في النهج الصحيح أوالمستقيم وأن مباراة في كرة القدم مهما كان حجمها لا ينبغي أن تفرق بين الأشقاء ؛ وهذا مما أتاح لمباراة الأمس أن تتنتهي على خير وسلام دون صخب وضجيج وافتعال أزمات وتلويح بسحب السفراء.
الرياضة رسالة محبة وأخاء من غير أن ننكر أن للفوز فرح ونشوة ولكن ليس على حساب المصالح العربية بين الأشقاء؛ والفائز من مصر أو الجزائر هو فريق عربي تمنينا له أن يصل سواء أكان هذا الفريق أو ذاك دون أن نكون في صف أحدهما دون الآخر لأنه سيمثلنا جميعا في كأس العالم أو أفريقيا.
كل أمنيات الخير والمحبة للشقيقتين العربيتين مصر والجزائر؛ داعين الله أن تكون مباراة الأمس سببا في انقشاع الغيوم التي لبّدت سماء البلدين لفترة وجيزة؛ مباركين لمنتخب مصر تأهله الى المباراة النهائية للظفر بالكأس؛ وأمنيات الخير والتوفيق للمنتخب الجزائري السفير العربي الوحيد في كأس العالم .

riyad_rababah@yahoo.com