أخلاقياتنا : إلى الخلف دُر !

mainThumb

02-02-2010 12:00 AM

سليمان أبو شلذم

أخلاقنا تتراجع سريعا واختلط الحابل بالنابل فلم نعد ندري اصح نحن أم نحن على خطأ. إن كان صحيحا أن الإجماع يعني الصحة فانه في هذه الحالة يكون إجماعاً على خطأ. منظومتنا الأخلاقية لم تعد تعمل بالشكل الصحيح ولم تعد نقية صرفة بل أصبحت ملوثة وهجينة يختلط فيها الأصل مع المستورد وللأسف فإن المستورد لم يكن نقيا ولا صافيا بل غث هزيل فأصبحنا كالقبّرة " وهي نوع من الطيور " التي أرادت أن تقلّد مشية الغراب فما استطاعت ولمّا أرادت أن تعود لمشيتها لم تتذكرها فبدت تمشى كالعرجاء.

ومما يُؤسف له أن التردي الأخلاقي لم يقتصر على فئة آو إقليم معين من المجتمع بل هو كالسرطان الذي استشرى في كامل الجسد فلم يعد ينفع معه دواء وكلما استؤصل منه جزء نبت جزء في مكان غيره.

بحجة التطور واللحاق بالآخرين استوردنا سيء الأخلاق فما عاد صغيرنا يوقّر كبيرنا ولا يستطيع كبيرنا أن يوجّه صغيرنا فقد تاهت البوصلة وتلاطمت أمواج الحقيقة وغرقت سفينة أخلاقنا في بحر من التنظير والسفسطائية التي ليس لها مرجعية سليمة من دين آو عرف أو تقليد.

الطبيب لم يعد إنسانيا في تعامله مع مرضاه بل أصبح همه أن يسلب ما في جيوبهم ولو عن طريق إيهامهم بأمراض ليس لها في أجسادهم وجود من أجل أن تتضخم الفاتورة حتى أصبح المريض يخرج من المستشفى سليم الجسد أحيانا ومريض النفس دائما.

المعلم وفي ظل ظروف صعبة يعيشها ويتعامل معها بقرف وسوء أداء لم يعد قادرا على تأدية رسالته في التعليم بعد إن لم يعد قادرا على تأدية رسالته الأولى في التربية وهو غير ملوم ما دام النشء الصغير قد فقد الأخلاق ولم يعد لحسن التربية لديه معيار.

والمهندس الذي يخضع لمعيار المنفعة الشخصية لا يمكن الوثوق به لأن النتائج ستكون كارثية ولا يمكن التنبؤ بها. والسائق والعامل والبائع والمشتري وكل السوق ورواده قد نسوا مكارم الأخلاق وأصبح ديدنهم الغش والخداع ولا أهمية عندهم لخلق أو دين أو عادات وتقاليد.

ما الذي يحصل للمجتمع؟ لماذا تتراجع أخلاقنا إلى الخلف ومعها تتراجع قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا وأصبحنا نرتضي ما لا يرتضيه بعض البهائم ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد