الخمر والتدخين والخلوي

mainThumb

06-02-2010 12:00 AM

لا تتوانى الحكومة في اتحاف المواطن المسكين بأصناف الضرائب التي صارت تنهل عليه كثلوج سعد الذابح، وهي تطمئنه في الوقت نفسه بالرأفة به والعمل من أجله وتخفيف قتله، من الوحشية المفرطة الى الموت الرحيم، فالمحروقات ترتفع والغاز الذي تركوه فترة سيرتفع بشكل وحشي، والبنزين كذلك، وهي سلع مرتبطة بكل السلع وسيرتفع كل شيء من رغيف الخبز الى المواصلات والكهرباء وغيرها مما جعل المواطن يحس بالحنق الشديد والارباك.

وآخرها الضريبة الجديدة على الخلوي، التي استقبلها المواطن باستهجان مرة وبسخرية مرة أخرى، لأنها بطريقة أو بأخرى ارتبطت مع رفع الضريبة على الخمر والدخان، وفكر الكثيرون بالرابط العجيب بين هذه الثلاثة، وأيا كان المواطن في رؤيته للأمور وفي مستوى التزامه بأعراف المجتمع أكان من الذين يرون في السكر هروبا من الواقع ودواء للقهر والتجبر أو العكس، أم من الذين يظنون أن التدخين يخفف من توترهم ويعين على الهموم وينفث القهر من الجوف، لكن الخلوي ما الذي حشره مع هذين!! هل الخلوي يجعل المواطن يغيب عن الوعي ويتصرف بلا عقل وعلى الحكومة انقاذ المواطن من شره، أم هو أداة لزرع الخلايا السرطانية في الجسم ومن الضروري التخفيف من استعماله وحمل المواطن على التفكير مئة مرة قبل تعاطيه الخلوي من خلال العقبات المالية التي تمتص دخله المحدود.

من المؤكد ليس الحلال والحرام هو الرابط بين هذه الثلاثة، وأيضا قد لايكون محاولة من الحكومة إبعاد المواطن العزيز الذي هو " راس المال" عن ضرر الثالوث الممرض والمحافظة على صحته.

كأن الحكومة تكثر من الضرائب على الهواتف ظنا منها أنها سلعة كمالية أو استعماله "بطر" من المواطن، في حين أمسى الخلوي من الضرورات، وإن كان من يستعملها بطرا قلة، وأيا كانت قيمة الضريبة فهي تشكل عبئا على المواطن الذي يئن أصلا من تدني الدخل، وازدياد الحاجات، والضرائب الخاصة التي صارت تغزو جيوب المواطن دون وجه حق.

على كل رب أسرة وكل مرب أن ينبه المسؤول عنهم ويوجههم الى ثقافة الاقتصاد في المصروف " والتصرف حسب واقعهم والبعد عن " الفشخرة والعرط" الذي لا يفيد إلا الضريبة! وأن يستغنوا عن الخطوط الزائدة في البيوت ومع الأطفال والمراهقين، والخط الثاني والثالث بعدد الشركات المشغلة، والاقتصار على خط واحد بعد عمل قرعة بين الشركات أواختيار الأقل كلفة، والتقليل من المكالمات والترشيد من البطاقات، واستعمال الأجهزة مع المراهقين والشباب بدون خط، لأن الوسائط تؤدي الغرض المطلوب عندهم دون الربط مع شركة، ويبتعدوا عن الكلام مع الآخرين لأن الكلام قد يجر النقم ويوقع صاحبه بالمهالك، فقط اسمع ماهو مخزّن في ذاكرة الجهاز بصمت ولا تكثر الكلام.

يمكن أن يكون مبرر الحكومة أنها ألغت ضريبة الدخل عن صاحب الدخل الضعيف، واستبدلتها بضرائب قد تأخذ من جيوب الأغنياء أكثر بكثير مما يدفعه ذو الدخل المحدود، إن كان هذا ما تقصده الحكومة فإنها مخطئة فلا يجوز أن تساوي بين الغني والفقير في الضرائب فحاجاتهم واحدة نسبيا، ثم تقول إن الغني يستهلك أكثر وبالتالي الضريبة تكون عليه أكثر! لكن مهما يكن مبررها فدخل المواطن لا يحتمل الضرائب والاقتطاعات التي أصبحت أضعاف ضريبة الدخل التي اسقطتها عن المواطن، وما زالت الحكومة تقتل محدود الدخل وتبكي عليه.

saberawidi@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد