حضانة فكرية .. مشروع للنقاش .. !!

mainThumb

07-02-2010 12:00 AM

موسى الصبيحي

قد تجد نفسك في مرحلة حياتية ما تنتقل من الثورة إلى الثروة، ولا يكون العكس صحيحاً إلاّ في حالات نادرة، وقد تنتقل من الفكرة إلى العبرة، ومن الغلظة الممزوجة بالعنف إلى الحكمة الممزوجة باللين، وفي كل الأحوال أنت محظوظ بهذا الانتقال، ما لم تفسده بانتقاص القيمة، وطرق الأبواب المهترئة..!!

من المفارقات العجيبة في حالات كهذه، أن المرء قد يلجأ إلى مقارنات غير عادلة وغير موضوعية، مما يوقعه في ردّة نفسية تدفعه إلى مزيد من الحيرة والألم وأحياناً كثيرة تقوده إلى الخطأ وربما الخطيئة أيضاً..

ولتوضيح ما أقصد: فإن الأفكار التي تراود المرء في لحظات الانعتاق الكلية من الأرض وقيودها، وهي قليلاً ما تنبثق ولقليل من الناس فقط، ينبغي أن تُعامل بشكل مختلف عن أية أفكار عادية أخرى، بمعنى أن الفكرة الحرّة ولكونها قابلة للتشكيل الحرّ وضخ آراء حيوية قد تسهم في إشاعة نمط التغيير المجتمعي المستهدف، لن تكون تداعياتها كالفكرة العادية المقيدة التي انبثقت في ظل معطيات أقل ما يقال فيها أنه يشوبها الكثير من الغباش والانحياز..!! ومن أجل ضمان تداعيات إيجابية ملموسة للأفكار الحرّة يمكن ترجمتها على شكل برامج وفعاليات منظمة على أرض الواقع تفسح أمام عملية الضخ مسارات واسعة مؤثرة، فإن الأمر يتطلب إيجاد حضانات فكرية تعمل على رعاية الأفكار الحرة والاهتمام بها وتنميتها بصورة حثيثة ودائمة حتى تنتج التغيير المنشود..

أطرح هذا المشروع الفكري للنقاش كمشروع إصلاحي وطني، يبحث عن التميز والتفرد، ويستقصي إلى أبعد حد الفكر الثاقب، ويستنفر عقول القلة المفكرة، ولا أقول النخبة، من أبناء الوطن، ويستفزّها أيضاً، فلعل هذا المعين يقودنا إلى ريادة من نوع جديد كمجتمع يعيش وسط عالم يتنافس على كل شيء حتى على الفساد..!!

المجتمعات الحيّة تعيش وسط المعامع وفي أتون المعارك، ولا تموت بل تظل قوية وربما تزداد قوة ونضارة، لأنها محصّنة بالعلم والمعرفة والقناعة والإيمان.. وليس أكثر من الأفكار الحرة، الخارجة لتوها من حضانات فكرية، ما يقود إلى الحصانة والتطور.. فما هو رأيكم..!؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد