إرفع فالشّعب تعوّد على الرّفع!!

mainThumb

10-02-2010 12:00 AM

تعد كلمة رفع كلمة غريبة أو مستهجنة من قبل أبناء الشعب الأردني الطيب بعد أن كانت في الماضي البعيد كلمة تثير الأعصاب وتبعث الإشمئزاز والقرف في نفس كل فرد من أفراد وطننا الحبيب، فعندما كنا نسمع في الماضي أن سلعة معينة ستتعرض لعملية الرفع من قبل الحكومة كان الكثيرون منا يعبرون عن غضبهم بطرق متعددة، فمثلا رأيت أحدهم قبل سنوات وقد عبر عن غضبه بأن قام بكسر ساعة الكهرباء التي في بيته بعد أن علم بأن هناك رفع على أسعار الكهرباء، وآخر قام بالتعبير عن غضبه من خلال قذف صوبة الكاز من أعلى منزله بعد أن علم بأن هناك ارتفاع على أسعار المحروقات، ليستعيض عن تلك الصوبة المقذوفة بقطع حطب من بستانه المجاور ويحول تدفئته إلى تدفئة تعتمد على الحطب من باب التوفير، وهناك طريقة أخرى للتعبير عن الغضب تعتمد على الأسلوب (الإستصراخي) بأن يصرخ أبو جمال وهو رجل ثمانيني العمر لا يقوى على قذف اسطوانة غاز من فوق سطح منزله ولا يقوى على كسر ساعة كهرباء بحكم عدم قدرته الجسدية على الحركة من فراشه، فاكتفى بالأسلوب الاستصراخي المتمثل بالدعاء على ثلة الرافعين في هذا البلد الطيب.

ومع الاستمرار السريع في عمليات الرفع المتوالية من رفع للمحروقات والماء والكهرباء والمواد الغذائية وغيرها من السلع المتنوعة، فقد أصبح المواطن الأردني يمتلك مناعة من نوع خاص تسمى مناعة (ضد الرفع)، والمادة الرئيسية المكونة لذلك المحلول المناعي هي مادة تجميعية من عدة حكومات متتتالية عملت على تحضير ذلك المحلول ليدخل في تركيبة نفس وجسد المواطن الأردني ويعطيها مناعة ضد أي صدمات تحملها أي عملية ر فع كانت!!.

ها نحن نسمع منذ فترة قصيرة بأن هناك رفعا سيكون على اسطوانة الغاز، وهذا الرفع ربما سيوصل سعر الاسطوانة الى تسع دنانير أو أكثر قليلا، وهذا سيكون من أول بركات حكومتنا الحديثة بعد بركة نتائج التوجيهي التي مازال الكثيرون يعانون آثارها المدمرة على أبنائنا الطلبة وأولياء أمورهم، فأنا لا أظن بأنه سيكون هناك تعابير قوية معبرة عن الغضب من قبل أبناء الشعب بالنسبة لرفع اسطوانة الغاز، فلتطمئن الحكومة ولترفع (على كيفها)، لأن محلولها المناعي ضد الرفع قد سرى في أجساد أبناء الشعب الطيب، فمهما رفعوا فلن يكون هناك أي ردة فعل حتى لو قاموا برفع المواطن نفسه!!.

أما من ناحيتي شخصيا فإنني وبكل تأكيد سأكون في الليلة التي سيعلنون بها رفع اسطوانة الغاز ضيفا على قهوة كركية أصيلة وشاي بالزعتر البلدي عند الشيخ الجليل الطاعن في السن (أبو جمال)، لأسمع منه ردة فعله وهو على فراشه الذي مازال يمكثه منذ زمن طويل ، لأنه فعلا (مافي باليد حيلة)!!.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد