اترك الأردن وشأنه يا ابن لادن

mainThumb

21-03-2009 12:00 AM

حمى الله الأردن هذا البلد الصغير في مساحته الكبير بقيادته وشعبه ، مما يحاك له من مكائد تستهدف أمنه واستقراره ، فهذا العجوز الخرف هيكل ، يهاجم الهاشميين ويشكك بهم ، مستغلا الحرية الصحفية أسوأ استغلال ، ولن اكتب في الرد عليه لأنه اصغر من أن يرد عليه فهو كالنار أن تركتها بدأت تأكل نفسها ، ولان الكثير من الكتاب انبروا متطوعين للرد عليه ، ولكني سأكتب عن دعوة أسامة بن لا دن إلى تحرير الأردن !!! فلماذا يا اسامة بن لادن ؟ فانا كنا من المتعاطفين معك منذ جهادك الأول في أفغانستان ضد الروس ، لماذا تدفعنا دفعا إلى اتخاذ موقفا معاديا لك ، باتخاذك مواقف ارتجالية لا تحسب لها حساب .

لكن يبدو أن بوصلتك قد ضلت طريقها منذ فترة ، منذ بدأ مسلسل قطع الرؤوس في العراق وقتل وتهجير العراقيين الشيعة على الهوية ، منذ أن أرسلت رجالك ليفجروا فنادق العاصمة عمان بحجة الجهاد ، وأعجباه من مثل هذا الجهاد!!

وليكن كلامنا واقعيا وشرعيا لا عاطفيا وارتجاليا ، هل الأردن محتل حتى يدعوا ابن لادن لتحريره ؟ وهل الأردن عقبة أمام رجال ابن لادن ليجاهدوا في فلسطين ، فقد وصلوا إلى قلب أمريكا واخترقوا أمنها وامن مطاراتها ، فهل سيعجزون عن دخول تل ابيب أذا أرادوا ؟ وهل تم تحرير العراق حتى يبدأ ابن لادن بتحرير الأردن ، إلا إذا كان يسمى الوضع الذي أوصلت القاعدة العراق إليه من قتل وتهجير وتفريق تحريرا ، أو السيطرة على أجزاء من صحراء الانبار دولة إسلامية ؟ أن من المتفق عليه عند علماء الأمة أن الدولة الإسلامية حتى تبدأ بالتوسع والجهاد خارجيا يجب أن تكون قادرة على حماية نفسها أولا ثم حماية المناطق التي تسعى إلى فتحها ثانيا ، وليس غزو مناطق وإزالة أنظمة الحكم فيها وتركها للنهب والسلب وشريعة الغاب ، فهل دولة ابن لادن في أفغانستان أو العراق قادرة على توفير مثل هذه الحماية ، بل على العكس تماما أن التجارب الماثلة أمامنا حول حكم بعض الجماعات الإسلامية تجعلنا نتوجس الخيفة من سيطرتها على الحكم ، فهذه حماس منذ أن تولت السلطة عملت على إبعاد حركة فتح عن الساحة السياسية ، وهذه طالبان انفردت بالحكم وأبعدت كبار المجاهدين الأفغان من أمثال احمد شاه مسعود على الرغم من تاريخهم الجهادي ، وهذا الحزب الإسلامي في العراق يحاول الانفراد والسيطرة على الساحة السنية في العراق ، فهل ستحرر الأردن يا ابن لادن من حكم الهاشميين الأطهار الذين حكموا هذا البلد على مر السنين بكل أمانة وإخلاص ، ليتولى أتباعك السلطة ويطبقوا النظام الطالباني .

أن دعوة أسامة بن لادن ليست دعوة بريئة ويجب النظر إليها بسوء نية ، لأنها دعوة إلى الفتنة وإثارة القلاقل والاضطرابات ، فان كانت الحجة تحرير فلسطين فهي حجة واهية قد استخدمها الكثير من قبل ابن لادن ، فمن أراد الجهاد في فلسطين لن يعدم الوسيلة ، فتحرير فلسطين لا يكون بالإساءة إلى امن الأردن ، بل على العكس يجب المحافظة على الساحة الأردنية هادئة .

أن هذه الدعوة المشبوهة تندرج تحت احد البندين التاليين ، إما أنها جاءت لإظهار أن أسامة بن لادن ما زال موجودا ومسيطرا على تنظيمه وان كلمته مسموعة لدى أتباعه والمتعاطفين معه ، فان كانت كذلك فقد اخطأ ابن لادن باختياره الأردن ليكون مادة إعلامية يحاول استرجاع شعبيته وجلب التعاطف معه من خلال الإساءة إليه ، وإما أن تكون هذه الدعوة جاءت فعلا لإثارة البلبلة والقلاقل داخل الأردن ، وقد اخطأ ابن لادن أيضا للعوامل التالية :

أولا : وعي الأردنيين اكبر مما يتوقعه بن لادن ، فهم شعب مثقف يعرف الغث من السمين لا يتأثر بشعرات رنانة ، أو تلاعب بالعواطف الدينية ، يحكم على الأمور من خلال عقله لا عواطفه.

ثانيا : الشعب الأردني شعب متدين محافظ ، يرفض الفتنة ويعلم أنها ملعونة ملعون من يدعوا إليها ، ويعلم علم اليقين أن دينه يدعوه إلى الحفاظ على الأمن والضرب بيد من حديد كل من يسيء إلى أمنه واستقراره .

ثالثا : التفاف الشعب حول قيادته الهاشمية وحبهم لها يجعل من الصعب على ابن لادن أو غيره أن ينجحوا في الإساءة للاردن أو القيادة الهاشمية ، مهما استخدموا من شعارات دينية يدغدغون بها عواطف الناس .

رابعا : طبيعة التركيبة السكانية للاردن تجعل أهله اشد حرصا على عدم إثارة أي نوع من الفتنة لأنها أن وجدت لا سمح الله انتشرت كانتشار النار بالهشيم ، والأردنيين شاهد عيان على ما حدث في فلسطين والعراق من فتنة بين الأهل وما نتج عنها من ويلات ومصائب على العباد والبلاد ، فهم احرص الناس على اجتنابها .

وفي نهاية مقالي أوجه رسالة ذات شقين إلى أسامة بن لادن ، الشق الأول لا ضير يا شيخ أسامة أن تستعين بمستشارين لك في المجال الشرعي والسياسي ليبينوا لك الحكم الشرعي الصحيح في أقوالك وأفعالك ، وليبينوا لك أثار هذه الأقوال والأفعال السياسية وهل فيها ضرر او مصلحة للمسلمين .

الشق الثاني هو : دعك من الأردن واترك الأردن في حاله ، فلن يسمح الأردنييون مهما كانت منابتهم وأصولهم لك ولا لأتباعك بان تسيء للاردن وقيادته وسيقطعون كل يد تمتد للإساءة لأمنه واستقراره ، ومحاولات اتباعك السابقة في التسلل إلى الأردن والإساءة إليه قد باءت بالفشل وستلقى كل محاولة نفس المصير الأسود.

حمى الله الأردن وقيادته الهاشمية من كل سوء ، ولعن الله الفتنة ولعن من يدعو إليها مهما كانت حجته .

Fd25_25@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد