سحّيجة فلسطين!

mainThumb

18-03-2009 12:00 AM

لا نبالغ عندما نصف ما يدور في الساحة الفلسطينية إلاّ بالمسخرة ،ولا نبالغ عندما نصف تلك التكتيكات الساسية إلاّ بالمسرحيات الهزلية ، فأبطالها منظّرون إستخبارييون من الدّرجة الأولى ،فلذلك نراهم على شاشات وسائل الإعلام والفضائيات بأنواعها وهم يبتسمون أمام كاميراتهم بإبتسامات شفّافة وذلك حتّى يتسنّى لنا نحن الشعب المغلوب على أمره لنقرّر أنّ هذه الوجوه ستحرر فلسطين بإذن الله ،وهم يتباطحون من أجل الفوز بالكرسي العزيز على قلوبهم والذي سيقودنا إلى الإستقلال.

توافدت فصائلنا ملبية نداء الوطنية إلى أرض الكنانة وذلك بعد ضغوطات من الدوائر الشيطانية تحت حجّة إنهاء الخلافات والإنقسام الفلسطيني تارة،ومن أجل تشكيل حكومة وطنية وتوزيع المناصب بعدل وشفافية تارةً أخرى،والمتأمل لهذا الحوار يستطيع أن يصفه بأي مسمّى يأتي على باله،والمضحك أنّ الشعب الفلسطيني مازال متأمّل من هذا الحوار الكثير للنهوض بالقضية الفلسطينية ،ولكن هناك معضلة حسب إعتقادي أنّ هذا الحوار هو حوار لم يكتب له النجاح ولن ينفّذ عملياً للأسباب التالية:

- عند قراءتي لأسماء المتحاورين وجدت أنّ معظمهم أتى إلى طاولة الحوار من أجل الكرسي أولاً،وثانياً أنّ بعضهم ليس له علاقة بالنضال الوطني الفلسطيني لا من قريب ولا من بعيد،وثالثهم وجود أسماء لأول مرّة تظهر على الساحة الفلسطينية وأعتقد أنّهم يأخذون دورات تدريبية لتعليمهم التفاوض والمناورة السياسية،ورابعهم وهذا هو المبكي وجود أسماء عملوا للعدو الصهيوني وباعوا القضية بثمن بخس،وأيضاّ هناك أسماء لصوص بارزين فكلهم ذهبوا من أجل فلسطين.

- إن ما يقال أنّ هذا الحوار هو حوار وطني فهذا غير صحيح لوجود صراع على الكراسي وتقاسم الكعكة ،حيث تم إختيار خمسة لجان فنية تكتيكية تحت شعار كلنا نعمل من أجل فلسطين ،وعلى هذا الأساس لم يتفاءل الناس من هذا الحوار المعذّب بأهله ..

- أنّ المتحاورين حسب إعتقادي هم منقسمون إلى حلفين هامين في الساحة الفلسطينية الأوّل حلف دايتون وهو معروف للجميع،والثاني حلف الخميني ،ونتساءل ماذا فعل دايتون والخميني لفلسطين لا أعلم!

- لا يوجد من الأسماء المتحاورة أي قائد عسكري فذ تابع لفصيل عسكري ،وإنّما كالعادة لا نرى إلاّ السياسيون بما فيهم أصحاب المكتب السياسي وأعضاء اللجنة المركزية وغيرهم،أماّ العسكريون فبأيديهم فقط التنفيذ والرّد على الأوامر.

بعد مرور أكثر من ستين عاماً على إغتصاب فلسطين ،تتراقص على جوارحنا فصائل وتيّارات وأجنحة عسكرية تحت شعار "تحرير فلسطين وكل فلسطين"،ولا نكاد أن نستلّ أيّ بيان سياسي صادر عن أي فصيل إلاّ يدعو به في نهاية ذلك البيان عبر جملة بما معناها ستواصل الكفاح المسلح لتحرير فلسطين ،ولكن الأغرب من هذا عندما يقوم الصهاينة بعمل إبادات جماعية ومجازر بشعة تقشعر لها الأبدان ضد أبناء شعبنا البطل،عندئذ يخرج علينا رفاقنا ومناضلينا الأشاوس من جميع الفصائل ليصرّحوا لنا أمام وسائل الإعلام والفضائيات بتصريحات زلزالية على مقاييس ريخترية ليتوعّدوا هؤلاء بالمجرمين بالرّد المزلزل،ولكن بعد هولوكوست غزّة لم نر أي رد مزلزل سوى الكذب على شعبنا المرابط من أجل الكرسي وكما أسلفت جاء منه ذلك الحوار فنحن بارعون بالكلام حتّى تحرير فلسطين.

أيّها المتحاورون وأنتم جالسون في غرف مغلقة وتحت الحماية الإستخبارية يحاصر الأقصى الجريح ،وتتعرّى النساء أمام المصلين ،وتستصرخكم سلوان المسلوبة وتزف لكم أنّها مليئة بالمستعمرات الإجرامية ،وأنّنا طردنا من أرضنا وبعد ذلك لا نشتكي إلاّ لله العلي القدير.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد