هيكل الكلبي… والعدالة القادمة

mainThumb

23-03-2009 12:00 AM

خرج علينا هيكل بظهوره المتلفز والممنهج خلال السنوات الماضية بموسوعة التضليل الإعلامي المحدثة, والتضليل الإعلامي(Media Disinformation ) هو مدرسة قديمة في الإعلام - من موازيات الحرب النفسية- تم إعادة صياغة مفرداتها ونظرياتها تحديدا في بداية هذا العقد, لتوائم بداية مرحلة القرن الحالي إعلاميا حسب أصحاب وواضعي النظرية, حيث تعتمد بشكل أساس مبدأ علم النفس المباشر أو المعاكس Direct or Reversed Psychology) ) من خلال قلب وطمس وعكس الحقائق, والاستمرار في ذلك لفترة من الزمن لترسيخ ذلك في ذهن العامة.

وخرجت النظرية حيز النفاذ بعد تحديثها للتأثير على الرأي العام الدولي من قبل وسائل الإعلام الغربية, وفور الانتهاء من (بعث النظرية) من جديد, قام هيكل بتحديث مدرسته الخاصة في التضليل الإعلامي خدمة لمبادئه, وخدمة للدول التي تناصب بعض الدول العربية وقادتها العداء, حيث قام داعية المدرسة ورسولها هيكل من خلال إعلامه التضليلي بالتلاقي مع الإعلام التضليلي للدولة الباحثة عن الهيكل المزعوم تحت المسجد الأقصى, وتضافرت جهودهما معا في هذا المجال مع دول أخرى.

 

ولنعد لهيكل الكلبي, فهو احد أتباع الفلسفة الكلبية بمفهومها الفكري الضيق الشاذ عن القاعدة, والمؤمن بان السلوك البشري تحكمه وتتحكم به المصالح والمنافع الذاتية حصرا, من خلال الشك في طبيعة الدوافع والنوايا البشرية والإنسانية, حيث يعبر هيكل عن سلوكه ومزاجه ومنطقه الكلبي بالشك والتهكم والسخرية, ولا بد من التوقف هنا حول الحديث عن مدرسة هيكل الإعلامية للتضليل وفكره الكلبي, حيث لا تستوجب مدرسته ولا فكره الحديث عنهما بأكثر مما ذكر.

 

ولكن التوقف عن الحديث حول ما ذكر, لا يعني أبدا الوقوف عن الحديث حول المستوى التطبيقي وأثره الهدام لمدرسة وفكر الدول التي يمثلها هيكل, لأن في هذا مستوى من المخاطرة غير المحسوبة على بعض الدول العربية وقادتها, إن ترك هيكل على تضليله الإعلامي المتزايد مدعوما من تلك الدول, وهنا لابد من الإشارة إلى بعض المعطيات التالية حول المخاطر المذكورة والمتمثلة فيما يلي:

 

1. أن تنصيب هيكل نفسه مؤرخا ليس فقط لبعض الدول العربية, بل لقادة تلك الدول أيضا

- على غرار مؤرخي الحرب العالمية الثانية وديغول على سبيل المثال لا الحصر- وإسقاط تضليله الإعلامي وتصوره السياسي المعاصر على تاريخ تلك الدول وقادتها في العصر الحالي, هو إعادة لقراءة وكتابة التاريخ بمفهوم إعلامي مضلل لتلك الدول وقادتها.

 

2. الهدف من هذا التضليل وبكل صراحة ( التدخل المباشر في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية وقادتها, في محاولة لزعزعة أمنها واستقرارها, حيث أن طيف التدخل السياسي في شؤون أي دولة يتضمن المراحل التالية:

 

أ. التضليل الإعلامي الخاص بسياسة الدولة بشكل عام.

ب. تقديم الدعم الإعلامي والاقتصادي والسياسي للمعارضة إن وجدت, وإن لم توجد فيعمل على إيجادها.

ج. تقديم المستشارين الإعلاميين والاقتصاديين والسياسيين للمعارضة.

د. إقامة تحالفات إعلامية واقتصادية وسياسية معادية.

 

هذا على المستوى المتدني لطيف التدخل السياسي في الشؤون الداخلية للدول, اما على المستوى الأعلى لهذا الطيف:

 

و. فإن التعرض لقيادة الدولة السياسية والعسكرية العليا بالتضليل, في محاولة نزع الشرعية عنها يمثل أعلى طيف التدخل.

 

 

إذن, فالتعرض للقيادة السياسية والعسكرية لأية دولة عربية, من خلال التضليل الإعلامي في محاولة نزع الشرعية عنها, هو من أعلى درجات طيف التدخل السياسي, الأمر الذي قد يعمل على زعزعة أمنها واستقرارها ان تركت الأمور دون تقييم, ودون احتواء أو اتخاذ اجراءات رادعة حيالها.

 

وعودة إلى هيكل وتضليله الإعلامي تجاه الأردن وقيادته, فإن الدافع خلف هذا التضليل هو المصالح والأجندات الخاصة لبعض الدول التي تناصب الأردن العداء, وتطمع في دوره التاريخي والقومي, ولكن وبكل أسف , فقد اتكأ هيكل على بعض المعطيات التالية الخاصة بالأردن حصرا, والتي وظفها لصالحه ولصالح الدول التي يمثلها:

 

أ. استغلال وسطية الأردن السياسية, كونه دوله بلا تطرف يميني او يساري.

ب. استغلال قوة الأردن الناعمة, والمتمثلة في بعض جوانبها في سياسة التسامح التي ينتهجها, ضد من يسيئون إليه من الداخل من خلال الصفح عنهم, وعدم الانزلاق لمنزلق الدول التي تستدرجه من الخارج.

ج. تواضع الرد الإعلامي الأردني الرسمي وغير الرسمي, وتواضع حججه الداحضة فيما قيل ويقال عن الأردن من جانب, وندرة الرد إن لم يكن انعدامه من معظم الصف الاول من صناع ومتخذي القرار الرسميين السابقين, الذين كان لهم شرف العمل تحت لواء القيادة الهاشمية الأردنية على مدار عقود من الزمن.

 

أين يكمن الحل في قضية تنال تاريخ وقومية القيادة الهاشمية الأردنية ماضيا وحاضرا؟

يكمن الحل في إسداء النصائح التالية لهيكل :

 

أ. لا تختبر تسامح الأردن من خلال كلبيتك, ولا تختبر صبر الأردن أيضا من خلال عنفك الإعلامي الإرهابي الذي تسير به على غير هدى.

ب. ولا تختبر من هم بعمر أحفادك, الذين طفح بهم الكيل بكلبيتك, لمقاضاتك في الأردن وجلبك الى العدالة حسب العرف والقانون, والقضاء سواء بيننا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد