تحصين الجبهة الداخلية .. بالديمقراطية
تحصين الجبهة الداخلية ... بالديمقراطية قضية مذكرة التوقيف التي اصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ، بحق الرئيس السوداني عمر البشير ، اثارت الكثير من الجدل في العالم العربي ، وكان الانطباع المسيطر شعبيا ، ومن قوى الرفض الشعبي للهيمنة الغربية على العالم العربي ، هو رفض المذكرة ، باعتبارها خطوة على طريق اذلال السودان كبلد عربي ، يبدو ظاهريا رافضا للهيمنة الغربية ، سوف يتبعها خطوات اخرى لتطويعه واذلاله ، وربما تبرير الاحتلال العسكري ، واستنساخ التجربة العراقية .
ابرز المبررات التي يرفعها الرافضون لمذكرة التوقيف ، هو الانتقائية التي تمارسها المحكمة الدولية ، خاصة فيما يتعلق بالجرائم الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ، والتي ما زالت مستمرة ، واخرها حرب الابادة الواضحة المعالم ، ضد قطاع غزة ، والتي اتضح فيها للقاصي قبل الداني ، من خلال الاسلحة المستخدمة ، ومن خلال الاهداف التي ضربت ، ومن خلال الضحايا الذين سقطوا ، انها لم تكن ردا على صواريخ بدائية ، كانت تطلق على المستوطنات الاسرائيلة في القطاع ، والتي كانت في احسن احوال الدقة في التوجيه ، تصيب شخصا هنا ، ونادرا ما كانت تقتل شخصا هناك ، وبالتالي فان رد الفعل لم يكن بمستوى الفعل ، بل كانت حرب ابادة حقيقية ، كشر فيها قادة العدو الصهيوني عن انيابهم ، وحقيقة السلام الذي يتشدقون به . كما يبرر الرافضون العرب لمذكرة التوقيف ، رغم ان منهم الكثير من دعاة الديمقراطية ، ويجاهرون بعدائهم لنظام السودان ومن ماثله ، يبررون رفضهم لها بالسكوت عن جرائم امريكا ضد الشعب العراقي ، وما آل اليه الوضع في العراق بعد الغزو الامريكي ، من انتعاش للطائفية ، وقتل على الهوية ، وتدمير لمكونات العراق ، مما زاد في معاناة الشعب العراقي ، ونقله الى وضع اسوأ بكثير ، مما كان عليه ابان العهد السابق .
كل هذا صحيح ، فالمحكمة الجنائية الدولية ، لم تقترب من الاسرائيليين والامريكيين ، لكن ماذا فعلنا نحن العرب بهذا الاتجاه ، هل تقدمت أي دولة عربية او هيئة حقوقية ، او أي طرف لديه الامكانية للنهوض بهذه القضية ، بأي خطوة بهذا الاتجاه ، لقد سمعنا الكثير من التصريحات اثناء الغزو وبعده مباشرة ، تتعهد بملاحقة قادة الحرب الاسرائليين والامريكيين من خلال القضاء الدولي ، فلماذا تلاشى ذاك الحماس ، واين وصلت الجهود بهذا المجال ، ولماذا لا تربط الدول العربية تعاونها مع المحكمة الجنائية الدولية بخصوص قضية البشير ، بخطوة مشابهة ضد الاسرائيليين ، من الواضح ان هناك تقاعسا عربيا بهذا الخصوص ، والاكتفاء بالرفض لمذكرة التوقيف ، فقط لان البشير رئيس عربي ما زال على رأس السلطة ، وان في هذا استهداف للسودان ، وفيه تصعيد للاحتراب الداخلي ، او مجاملة للرفض الشعبي ، او خوف انظمة مشابهة لحالة السودان من مصير مماثل .
اما غير الرافضين للمذكرة ، ومنهم عربا وسودانيين ، والذين لا يستطيع الكثير منهم المجاهرة بقناعاته ، بسبب الارهاب الفكري والتهم المعلبة الجاهزة ، فان لهم منطقهم المغاير ، فقد حدثت مجازر بشعة في دارفور ، قتل فيها 300 الف شخص ، تقول الحكومة السودانية انهم عشرة الاف فقط ، وكأن هولاء العشرة الاف ليسوا بذي شأن ، فهم اكثر بكثير ممن قتلوا في مجازر اخرى وفي امكنة اخرى ، كما هجر اكثر من مليوني سوداني في دارفور اماكن سكنهم ، وتعرضوا للتنكيل والتعذيب وهم احياء ، ويعيشون مجاعة تقتل العديد منهم ، دون ان يضافوا الى قائمة ضحايا الابادة ، علما ان الجلادين والضحايا هم مواطنين سودانيين مسلمين ، وهذا قد يساعد في نفي التحيز الغربي ضد المسلمين ، لصالح اطراف اخري غير مسلمة ، كما اعتدنا دائما الصراخ والعويل من مثل هذا التحيز ، ويلزم التذكير في هذا المجال ، بما حدث في يوغسلافيا السابقة ، من تدخل عسكري لقوات خلف الاطلسي ، وقصف صربيا لاسابيع عدة ، وتجزئة هذا البلد الى دويلات ، وملاحقة ومحاكمة رؤسائها وقادة اخرين غير مسلمين ، بتهمة الابادة الجماعية ضد المسلمين ، وهذا تاكيد اخر على عدم انحياز المحكمة ضد المسلمين ، اضافة الى امثلة حدثت في دول اخرى ، مثل ليبيريا ورواندا وكمبوديا .
كما يعزز المؤيدون للمذكرة موقفهم ، بافتقاد السودان للديمقراطية ، فالرئيس البشير يقود حكما عسكريا منذ عشرين عاما ، بعد انقلاب عسكري اطاح فيه بالديمقراطية ، التي كان يقودها الرئيس المهدي ، ثم انقلب على شركاءه في الانقلاب ، مثل الدكتور حسن الترابي ، الذي اودعه السجن اكثر من مرة ، وهو حاليا من مؤيدي قرار المحكمة الجنائية الدولية ، وبالتالي فان القول ، ان البشير يمتلك حصانة الرؤساء ، هو حجة ضعيفة بغياب الديمقراطية وتناوب السلطة ، بل ان هذا القرار ، هو اكبر عون يقدم لعشاق الديمقراطية ، للتخلص من الديكتاتورية والاستبداد ، وها هي امريكا التي لم توقع على اتفاقية روما ، تنفي أي نية لها في المساهمة باعتقال البشير ، فالقضية لا تعنيها ، وقد سحبت بذلك البساط من تحت اقدام الرافضين .
بغض النظر عن الرافضين والمؤيدين لمذكرة اعتقال البشير ، ومبررات كل منهم ، فان كل ذلك ما كان ليحدث ، ولما حدث في العراق ما حدث ، لو كان هناك ديمقراطية حقيقية ، وتناوب حقيقي للسلطة ، وعدم قمع لمعارضة ، تجد في مذكرة التوقيف ، او التدخل الخارجي متنفسا لها ، اما حشد الناس في الشوارع ، ورفع العصا لتحيتهم ، والرقص بثياب فلكلورية في دارفور ، فهذه مظاهر يعرف حقيقتها الشعب العربي في مختلف اقطاره .m_nasrawin@yahoo.com
بلدية إربد تُثبت اسم ميدان فضل الدلقموني
كيف تختار اللابتوب المناسب لاحتياجاتك؟
فيضانات باكستان تودي بحياة 64 شخصًا
مواعيد ربع نهائي كأس العالم للأندية 2025
الأمن يحبط تهريب مخدرات ويضبط 17 مروجًا
صابر الرباعي يدعم عودة شيرين وفضل
غوغل تواجه غرامة بـ314 مليون دولار
الأمن يحذر من مخالفات المواكب ويشدد الرقابة
خمسة أنواع شاي تعزز شباب البشرة
غوف تودّع ويمبلدون وتحمّل الملاعب العشبية المسؤولية
إسرائيل تواصل تهجير سكان غزة قسرًا
السقا: لا يوجد نمبر وان في الفن
التربية .. بدء استقبال طلبات التعليم الإضافي الخميس
فضيحة طبية تهز جرش .. فيديو وصور
ضبط سائق شاحنة تسبب بتلف 15 كم من الطريق الصحراوي
مدعوون للامتحان التنافسي في مؤسسات حكومية .. أسماء
حرارة تلامس 50 مئوية بسبب قبة حرارية لاهبة .. تفاصيل
توجه حكومي لخفض جمارك السيارات المستوردة
مهم للأردنيين الراغبين بالسفر براً عبر السعودية
تعيين أول سيدة برتبة متصرف في الداخلية .. من هي
انخفاض جديد على أسعار الذهب محلياً السبت
محاميان: منع الطلبة من الامتحانات تجاوز أكاديمي خطير
استئناف النقل البري بين أوروبا والأردن بعد انقطاع دام 14 عامًا
الحكومة ترفع أسعار المحروقات بنوعيه البنزين والديزل .. تفاصيل
مرشحون للتقدم للإختبار التنافسي لإشغال وظيفة معلم
بلدية إربد تدعو لتسديد المسقفات قبل نهاية الشهر الحالي
انسحاب منتخب الأردن يثير غضب الإعلام العبري .. تفاصيل
أستاذ مخضرم ينتقد امتحان الرياضيات: لم يراعِ الفروق الفردية .. فيديو