صحيفة السوسنة الأردنية

لم أكن أفكر بأن أكتب في مثل هذا الموضوع المختص بالخيانة، ولكن إصرار أحد الأصدقاء المقرّبين لي بأن أكتب في مثل ذلك الموضوع جعلني أخضع لتلك الرغبة دون تفكير ،فربما أن صديقي ذلك قد تعرض لخيانة من الدرجة الأولى، ورغم إصراري عليه بأن يشرح لي عن نوع تلك الخيانة إن كانت خيانة عاطفية أم خيانة صداقة أم خيانة عمل، إلا أنه ألحّ على عدم الخوض أكثر واكتفى بالقول(خلص يامعاذ المهم إنها خيانة إكتب واسكت)!!. وهاأنا أعصر دماغي لألبّي رغبة ذلك الصديق، وأقول له بأن الخيانة جرم لايغتفر وخصوصا إن جاء ذلك الجرم من شخص عزيز وغالي ربما ظنناه بالامس مثالا للخلق والمحبة وكل ماهو حسن وطيّب، ولكن للأسف أننا اكتشفنا اليوم بأن ذلك الشخص لايعد إلا مثالا للغدر والخيانة وكل ماهو سيء ومشين. الخيانة تعني ألا تحفظ من أحبّك وقدّرك ووضعك في أفضل المراتب الأخلاقية الحسنة ، ولا تكتفي بذلك بل أن تقوم ببيع ذلك المخلص بأرخص ثمن ومن أجل شخص آخر ربما لايساوي (قشرة بصل) على رأي من سمعنا منهم ذلك التشبيه، فذلك الخائن قام بطعن ذلك المسكين طعنة قاتلة ربما ستبقى آثارها في ذلك الشخص كالوشم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فمن خان مرة فإنه سيخون مرات كثيرة لأن كل مولود يولد على الفطرة وفطرة ذلك الخائن التي جبل عليها تسمى فطرة (الغدر والخيانة). عموما ياصديقي لاتحزن فالخيانة أصبحت لعبة للكثيرين وهؤلاء الكثيرين يتقنون تلك اللعبة بكل (حرفنة)ودقة لأنهم خضعوا لدورات مكثفة في فن الخيانة فكانوا مثالا متكاملا لإتقان تلك اللعبة السيئة , وربما ياصديقي أننا بحاجة ولو للقليل من الخيانة حتى ندرك ونتأكد بأن ليس كل من هم حولنا طيبون، ولكن الكثير الكثير منهم يعدون مثالا واقعيا وحيا لكل ماهو أسوأ من سيء!!! وهل هناك في هذه الدنيا ماهو أسوأ من سيء؟ ربما نعم وهو من (يخون)!!. muath_majali@yahoo.com