الخربة .. بين الكوميديا والمشهد العربي

mainThumb

07-06-2025 07:27 PM

الخربة.. المسلسل السوري الكوميدي الذي عرض عام 2011، المليء بالأحداث الاجتماعية السائدة، ليتضمن عدة رسائل سياسية مبطنة تتحدث عن حال الشعب السوري خاصة والشعب العربي عامة.

منذ عرض المسلسل لأول مرة، نُشرت عدة مقالات لنقاد يحللون شخصيات العمل وكيف كل شخصية تجسد فرد من أفراد المجتمع العربي، واليوم بعد أكثر من ١٤ عاما ما زال يثبت قوته بتمثيل واقع المنطقة العربية.

لم تكن هذه الشخصيات عابرة في المسلسل بل كانت تأكيدا على الحال الذي وصل إليه أفراد المجتمع العربي، من تخبط وتيه وعدم اتزان وضياع البوصلة الحقيقة.

ولا يتوقف المسلسل على الشخصيات فحسب، بل ركز أيضاً على مواقف عربية مهمة منها الصراع بين الأجيال والانقسام السياسي والتهميش للطبقات الضعيفة ونفوذ السلطة إلخ.

وفيما يلي بعض من شخصيات المسلسل تحاكي أفراد المجتمع كما حللها نقاد الدراما:
•أبو نايف وأبو نمر، شيوخ العشائر المتمسكان بعادات بالية رثة لا فائدة منها على حساب هيبتهما والانصياع لكلمتهما من قبل أبناء العشيرة الواحدة.
•جوهر الذي سمي بـ "مسيح الجوخ" كما وُصف، الذي يحاول دائماً بتحصيل حقه عن طريق السلطة والانصياع لها.
•توفيق، الصهر النموذجي الخاضع لبيت حماه وزوجته، الذي يفقد صوته وحقه في اتخاذ قراراته بقناعة داخلية منه.
•فياض، الذي يمثل الطبقة المهمشة في المجتمع والتي لا يأخذ بآرائها ودائماً ما يتم إسكاتها وإقصاؤها.
•ملحم وجميل، المنقادان خلف الأحزاب وترديد شعاراتها السياسية دون الفهم والوعي لما يرددانه.
•غطاس، يمثل فئة الشباب الذين يتمردون كلاميا لا فعليا على العادات والتقاليد المهترئة.
•عبود الكازية، الذي يرمز للرأسمالية المحلية، ودائما ما كان يقف على الحياد في المناوشات بين العشيرتين، "حتى لا تتأثر تجارته" كما كان يقول.

المؤسف في الأمر أن بعد مرور كل هذا الوقت على إنتاج "مسلسل الخربة" وكيف كان له قدرة تركيز على ما يعانيه الواقع العربي ليثبت قوة الدراما السورية، نضيع اليوم الدراما العربية بعد أن كانت منفسا للمواطن العربي بمشاهدته فنا حقيقيا يرى نفسه وحقيقة واقعه فيه، إذ اليوم نحن بحاجة إلى إعادة ترميم الدراما العربية بما يتناسب مع الذوق العربي الأصيل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد