حين يتوضأ الكلام بالنور: تأملات في سر الحوار والاختلاف
في زمنٍ صار فيه الاختلاف بابًا للتنازع لا للمعرفة، وحُوّل الحوار إلى صراعٍ على الصوت لا على الفهم، نعود إلى الكتاب الذي أنزل رحمة للعالمين، لا لنفسّره، فلسنا من أهله، بل لنفهمه من تلك الزاوية التي تتوضأ فيها الروح بنور المعرفة، وتخرج منه بكلمة تصل إلى القلب قبل أن تُعرض على العقل.
فالله تعالى منحنا نعمة الفهم بقدرٍ يتناسب مع صدق نوايانا ونقاء قلوبنا، وفهمنا هنا ليس دعوى علم، بل همسة روح تسكن النص وتنصت لما وراء الحروف.
نقف هنا أمام أربع آياتٍ عظيمة، تفتح لنا بابًا نحو فلسفة قرآنية راقية في الحوار مع من نختلف معهم:
١. "ولقد كرمنا بني آدم"
هي نقطة الانطلاق، الكرامة التي لم تُربط بعقيدة ولا انتماء، بل بالإنسان ذاته.
في هذه الآية يُرسم إطار الحوار: تكافؤ، لا تعالٍ؛ احترام، لا إقصاء.
من يفهم هذا التكريم لا يُمكن أن يبدأ حواره بجرح أو سخرية.
٢. "فقولا له قولًا لينًا"
الخطاب موجه إلى نبيين، والكلام موجه لطاغية يُجسّد الجبروت... ومع ذلك، جاء الأمر باللين.
إنها دعوة لأن تنبع الكلمة من قلبٍ هادئ، لا من نفسٍ غاضبة، لأن ما يخرج من اللين يصل، وما يُقال بغلظة يُغلق السمع والبصيرة.
٣. "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم"
هنا تظهر أخلاقية الحوار.
ليس فقط احترام الآخر، بل تحمل المسؤولية في تجنب استفزازه.
فالفكر لا يُنتج إلا في مناخٍ آمن، والاحترام هو شرطه الأول.
٤. "وجادلهم بالتي هي أحسن"
الجدال ليس صراعًا، بل مرافقة للعقل نحو النور.
هو تقديم البرهان، لا للانتصار، بل لإيقاظ السؤال في الآخر دون أن يُشعر بالإهانة أو العزلة.
لوحة قرآنية للحوار
عندما نجمع هذه الآيات، تظهر لنا لوحة قرآنية فائقة الجمال،
لوحة لا تُرسم بالأمر والنهي فقط، بل بالتناسق بين الكرامة واللين والاحترام والعقل،
كأنما القرآن يُعلمنا أن الحوار الحقيقي لا يبدأ من الكلام، بل من نية اللقاء... ومن رغبةٍ صادقة في الوصول إلى الإنسان في الآخر.
ختامًا...
في البدء، لم تكن الكلمة سوى نبض...
نبضٌ خرج من صمتٍ يشبه تأمل الأرواح حين تعود إلى أصلها النقي.
ومن هذا الصمت، وُلدت الحروف لا لتُقال، بل لتُحسّ،
وتُفهم حين تلامس تلك المساحة الهادئة في القلب، حيث يسكن النور الأول.
الحوار في جوهره ليس مناظرة، بل لقاء كوني،
تتلاقى فيه الأرواح كما تتصافح الأشجار في نسيم الفجر.
هو مساحة نخلع فيها عباءة الذات،
لنرى في المختلف مرآة لشيء منّا قد غفلنا عنه.
الكلمات التي تُولد من روح توضأت بالحكمة،
لا تحتاج إلى تفسير، لأنها تُفهم بفطرة الروح،
كأنها آيةٌ غير مكتوبة، لكنها تُبصر بالحدس، وتُبكِي بالمحبة.
وعندما نتحول من "أنا على صواب" إلى "دعنا نبحث معًا"،
نصير نحن أنفسنا اللوحة والنور واللغة.
ويصبح الحوار صلاةً تمشي على الأرض،
جسرًا تعبر عليه الأرواح العطشى،
لتعود إلى أصلها الذي لا يعرف الكراهية،
بل يعرف فقط أن الإنسان، كل إنسان، هو احتمالٌ للحب، إن أُحسن الإصغاء إليه.
حصيلة قتلى جنود الاحتلال منذ بداية حرب غزة
وزير الثقافة يوقد شعلة مهرجان الفحيص .. صور
حرب بالوكالة .. البطالة النخبوية وصناعة التشويه
الأمير الحسن يرعى انطلاق فعاليات المؤتمر الرابع للطبيبات الأردنيات
البروفيسور الدعجة يتسلّم الدكتوراه الفخرية من المركز السويدي
الترخيص المتنقل في الأزرق من الاحد حتى الثلاثاء
الفيصلي يحسم الكلاسيكو ويستعيد وصافة الدوري
أبو السعود: تخفيض الفاقد المائي خلال الفترة الماضية
التحديات الاقتصادية في الشرق الأوسط
24 مشروعاً جديداً في مجال الطاقة بالأردن
قرارات مجلس نقابة الصحفيين السبت
حجازين: معايير دقيقة لضمان جدوى المشاريع السياحية
بعد احتلالها .. البدء بإجلاء الفلسطينيين من مدينة غزة خلال أيام
التربية تدعو مرشحين لإشغال وظيفة معلم .. أسماء
ترفيع وإنهاء خدمات موظفين لاستحقاق التقاعد المبكر .. أسماء
إعلان نتائج التوجيهي جيل 2008 إلكترونيًا وورقيًا نهاية آب
مهم بشأن موعد نتائج التوجيهي 2008
مدعوون للامتحان التنافسي في شركة حكومية .. أسماء
إعادة تفعيل رابط المكرمة الملكية ليوم واحد
الجواز الإلكتروني الأردني متاح دون إلزام بتجديد القديم
وقف ضخ المياه عن مناطق في عمان والرصيفة إثر اعتداء على خط الديسي
طب اليرموك تفجع بوفاة الطالب أزهر الزعبي
توضيح حول حقيقة شروط خدمة العلم المتداولة بين المواطنين
التربية تحدد موعد توزيع الكتب المدرسية
تنقلات واسعة في أمانة عمان الكبرى .. أسماء
غرامات على المخالفين لوضع الحواجز في عمّان