نحن لسنا هنودا والمسؤول ليس بقرة مقدسة

mainThumb

30-04-2010 09:16 AM

لا تكاد تخلو جلسة في هذا الوطن سواء في فرحٍ أو ترحٍ أو اي مناسبة اخرى او حتى في لقاء الاصدقاء و الاقران وفي أي مكان كان من الحديث عن شجون وهموم الوطن والمواطن فتارة عن السياسة وأخرى عن الفساد وثالثة عن الآفآت الاجتماعية التي أصبنا بها وعن القتل والثأر والاعوجاج القائم في كثير من مرافق الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وهنا يختلط الحابل بالنابل لكن بالمحصلة نتحدث جميعاً عن الألم الذي نشعر به ولماذا وصلنا إلى هذه الدرجة من عدم إنتظام الامور وعدم سيرها في سياقها الصحيح ...




فعندما تنتفي العدالة فلا إنتظام للدنيا ولا صلاح فيها إلا بالعودة إليها وعندما يتم الأعتداء على الأنظمة والقوانين من أجل محابآة الآخرين فإن ذلك يشكل جورا كبيرا ولا أفسد لضمائر الخلق من الظلم والجور ولا أعرف كيف يقف المسؤول بين يدي خالقه غدا ولم تكن لديه حجة لتبرير مواقفه وتصرفاته ...




فعندما يتصرف المسؤول ويتطاول على امانة المسؤولية ويسيرها رغبة لهواه ومزاجه ويعين المحاسيب والمعارف والاقارب ويصرف المال العام لمن يشاء ويرغب، ويبتعث ابن زيد ويترك ابن عمر فإن ذلك يدخل في باب الفساد الوظيفي والاداري والذي هو أشد إيلاما على الوطن والمواطن من الفساد المالي وكلاهما يؤثر في النفس ويجعلها تنتفض ألما وحسرة على مستوى الانحطاط الخلقي والادبي بل وتبتعد عن جادة الصواب وتشكل خللا نفسيا في شخصية المواطن وتصبح موازين الانتماء والولاء في موضع شك وتساؤل وتصبح المعايير مقلوبة فكثيرا ما نسمع أن مسؤولين متقاعدين ينعتون أنفسهم بالغباء لإنهم لم يشاركوا في السلب والنهب وسرقة المال العام ولم يتطاولوا على المنصب الذي كانوا يشغلونه والانكى من ذلك أنه أيضا أصبح كثيرمن المواطنين يوسمون المسؤول النظيف والشريف بأن يده ليست (طايله ) وإلا لسرق وأنه يدعي النزاهة والشرف لانه جبان... ألهذا أصبحت الامور مختلة والمعاييرباطلة ...




أقول نعم هي كذلك عندما تختل موازين العدالة ويتم التجاوز على الانظمة والقوانين لذلك من الضرورة بمكان أن تتم المحاسبة لكل من إخترق وتطاول مهما علت رتبته ودرجة مسؤوليته لإنه بدون ذلك يستشري الفساد ويستقوي الفاسد على الوطن لذلك فالمعيار الصحيح أن يضع المسؤول نفسه أمام يدي الله وأن يكون مثالا يحتذى في الاستقامة والنزاهة ولا يعيبه أن لايملك فيلا فاخرة أو شركة أوبزنس ولا يعيبه أيضا ان يكون فقيرا والامثلة في هذا الحمى على هؤلاء كثيرة وبهم كبر الوطن وكانوا كبارا . إن الأصل ان يفخر المسؤول بأنه لم يتعدى على المال العام ولا أستخدم الوظيفة للثراء وأخذ الكومشن والهدايا السحت لأن ذلك يسجل له لا عليه.




 (ويحضرني في هذا المقام أن اذكر أن مارغريت تاتشر أهديت عقدا من اللؤلؤ من أحد حكام العرب فلما تركت وظيفتها تركته في 10 داووننق ستريت مقر اقامتها الحكومية في لندن) إن التاريخ لا يرحم فنحن أبناء وطن واحد يعرف قاصينا دانينا ولا شيء يخفى وإن بدا أنه مستور فكشف المستور فيما آلت إليه الأمور لابد وأن يظهر ولو بعد حين ويكاد الكثير منا يعرف المسؤولين أبا عن جد وهل ثراءهم من الورْثة أم من المعاش أم انها نزلت عليهم بالمندل....




.إن إشهار الذمة لكل مسؤول يتبوأ شرف المسؤوليةهو أمر واجب والأوجب منه أن يتم محاسبة المسؤول وتقييم أوامره وتعليماته وماله من أين أتى به بعد تركه المسؤولية وأن يدفع أوبالأحرى يخصم من ماله الخاص لكل من أعطاه أو حابى معه وعيًنه على حساب الوطن والمواطن ....إن رب العباد ولا تشبيه يحاسب العبد بعد موته فإن خيرا فالجنة مثواه وإن شرا فللجحيم وبئس المصير لذلك فالمحاسبة يجب أن تتم للمسؤول بعد تركه وظيفته وللذين يدافعون عن المسؤولين ويلمعونهم بقصد التزلف نقول المسؤول ليس بقرة مقدسة ونحن لسنا هنودا ...واخيرا يحضرني قول فرانسيس بيكون "إذا لم تحترم الدولة قواعد العدالة فإن العدالة لن تحترم قواعد الدولة".


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد