المعلم .. الرسالة والرؤية

mainThumb

12-05-2010 08:35 AM


على الدوام يبقى المعلم أحد أهم أركان البناء في أي مجتمع يسعى للنجاح والإستمرار على كافة المستويات، إذ ان البناء القوي يحتاج لقواعد راسخة تمكنه من الصعود بثقة والإستمرار كجزء مهم في رسم الخريطة الحية لأي مجتمع يحترم تاريخه وحضارته، وبالمثل فإن المجتمع يحتاج لقواعد متينة لبناء أجيال تساهم في تطوره وتبني وطنه، وأعتقد أن المعلم هو الركن الأساسي في هذا البناء.




وبعيداً عن الأوضاع المادية والاجتماعية الصعبة التي تعيشها الأسرة التربوية بشكل عام, والمعلم والمعلمة بشكل خاص، يبقى الرهان على المعلم الإنسان الذي يعطي بشرف، ويقدم ما لديه من علم ومعرفة بكل محبة وتقدير لوطنه ولأبناء شعبه الذي هو جزء منهم، فالمعلم صاحب رسالة إلهية، شرفه بحملها رب العزة عز وجل بقوله «إقرأ باسم ربك الذي خلق» إذ جعل ربنا تبارك وتعالى القراءة والمعرفة الأساس المتين لبناء الدولة وبناء العقيدة ونصرة الدين، وكلف المعلم بهذا الأمر العظيم.




وبالقياس مع أهمية الدور الذي يقوم به المعلم في المجتمع من حيث بناء جيل بعد جيل من أبناء الوطن الأعزاء، يبقى الحديث عن ضرورة تكريم المعلم من كافة النواحي، رؤية يسعى إليها المعلم وكل من يؤمن بدوره المهم في بناء الوطن، فالمعلم الناجح هو لبنة مهمة من لبنات بناء الأسرة والعائلة والمجتمع وبالتالي بناء الدولة النموذج من كافة النواحي، إذ إن تكريم المعلم ينتج عنه أجيال صالحة مؤمنة بأهمية دورها في بناء الأوطان، والمعلم الذي يتم تكريمه هو قبل كل شيء إنسان يحمل رسالة صادقة تقوم على البناء والتطوير مرتكزاً على مبادئ دينه وثوابت عقيدته في تحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية التي يفرضها عليه ضميره الحي.




ما نريد قوله أن المعلم صاحب الرسالة الإلهية والعقيدية هو ركن أساسي في عملية بناء أي مجتمع وركن أساسي في بناء الأجيال وركن رئيسي في بناء الأوطان، ومن أجل المحافظة على قوة هذه الأركان جميعا لا بد من المحافظة على المعلم الإنسان من كافة النواحي, فالمعلم المستقر مادياً ونفسياً ووظيفياً وغيرها من الجوانب، هو المعلم الذي نستطيع أن نطالبه بتقديم كل ما لديه من علم ومعرفة للأجيال التي يخرجها سنة بعد سنة، مع العلم أن المعلم لم يقف عند أي بعد مادي في أي يوم من الأيام, وإنما كان على الدوام القدوة والمثل في حمل الرسالة العظيمة التي كرمه بها رب العالمين وقدم ويقدم كل ما لديه من علوم ومعارف بكل شرف وانتماء بعيداً عن كل المغريات والضغوطات المالية التي يعانيها.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد