تسونامي الصيف في الأردن

mainThumb

23-06-2010 07:05 AM

 تهب على الأردن في كل صيف عدة موجات تسونامي تعود عليها الأردنيون، ولكن هذا الصيف يبدو أنها الأقوى وأول هذه الموجات وأخفها عودة المغتربين الأردنيين والطلبة الدارسين في الخارج ، فعلى الأهل والأقارب والأصدقاء زيارة المغترب وتهنئته بالعودة بالسلامة وقد يتعدى الأمر إلى إطلاق عدة أيمان لعزيمته وتقديم الواجب له ، وبدوره يجب أن يحضر معه مجموعة من الهدايا للأقارب والأصدقاء وتتفاوت حسب قرب الشخص ومكانته وفيما إذا كان قدم الواجب أو لم يقدم وبالأخير فان النوعين لن يعجب أحدا، وأيضا في نهاية الصيف لا بد من المرور عليه وتوديعه .



أما الموجة الأقوى فهي طلبة الثانوية العامة وهذه تستهلك الكثير من وقت الأردنيين ومالهم وجهدهم ، فإذا نجح وجب تقديم التهاني له حتى لو كان معدله خمسين ولا بد من اخذ هدية ،وتكون إما علبة حلو أو طقم فناجين أو كاسات زجاج ،وعادة أهل الطالب يخبئون هذه الهدية لإهدائها قريب آخر واذكر انه في إحدى المناسبات لأحد الأصدقاء رجعت إليه هديته نفسها (علبة توفي ) بعد فترة فالله وحده العالم كم بيت لفت عليه، وآخر تفاجأ عند فتح العلبة وإذا هي مليئة بالوثائق الرسمية وقواشين الأرض، فيبدوا انه حصل لبس وتبديل أثناء إحضارها من فوق السدة أو الخزانة .ولا بد من تهنئته أيضا في حالة إن كان حظه طيب وحصل مقعد جامعي . ولا يقتصر الأمر على من نجح فالراسب له نصيب من الزيارة فلا بد من زيارته للتخفيف عليه وأهله هذه المصيبة ،وان الأمر لن ينتهي وما عليك إن شاء الله السنة القادمة تعوض وتنجح وهذا التوجيهي حظ .



ويتبع هذه الموجة أيضا من نجح وتخرج من الجامعة حتى لو كان تخصصه غير مطلوب فهي فرحة ويجب أن نشارك الأهل بها وعند الوداع إن شاء الله نبارك لك بالتوظيف ،وكلتا الموجتين لها آثار أيضا على الأهل ، فلا بد من تقديم الحلو وربما إقامة حفلة فهذا ابننا ويجب أن نفرح فيه ونبين للآخرين انجازاتنا والناجح أيضا يلزمه لبس جديد للمناسبة عدا عن مصاريف نثرية للإخوة والأخوات المتزوجات فلا بد من المكوث عند الأهل بضعة أيام لمشاركتهم أفراحهم .



والموجة الأخرى رمضان وهو ضيف عزيز فتكثر فيه الولائم واحدة للأهل وثانية للنسايب وثالثة للأخوات ورابعة للحارة وخامسة للعدلاء ،واحيانا كل فرد من هذه المجموعات له يوم فيصعب الجمع في يوم واحد ولا يكفي ذلك، فكل واحد أيضا يجب أن يدعوك وتلبي الدعوة فليس طعامهم رخيص وطعامك غالي فينقضي الشهر وأنت لم تنهي البرنامج وربما يغضب منك احدهم لأنك قررت في يوم إفطاره مشاركة أطفالك، عدا عن ذلك فان للشهر ميزانية إضافية لبيتك خاصة مع قفز الأسعار أضعافا منذ اليوم الأول وكله في طريقين حاويات القمامة والأخرى مفهومة فلا استطيع ذكرها الان .



ومع اقتراب أفول الشهر تأتي موجة تابعة وهي العيد فشراء ملابسه وحلوياته واجب مقدس والعيد وما أدراك ما العيد، فكل الذين عزمتهم يجب أن تزورهم وتعايد عليهم ،وتبدأ الخمسات تهل على البنات وبناتهن والأخوات وبناتهن ،وكذلك العمات والخالات والاهم النسيبات فهذه بنت أو أخت متزوجة خارج العائلة ويجب زيارتها للسمعة ولتتباهى أمام أهل زوجها وسلفاتها ،وهذه متزوجة عند الأقارب ولكن عمتها أو سلفتها لسانها طويل وتظل نقر حكي ،وليت الأمر ينتهي عند هذا الحد فمن مات له قريب فيجب زيارته وتعزيته (تذكيره ) بميتته وينقضي العيد وأيامه أيضا لا تكاد تكفي فيغضب أناس ويرضى أناس .



وتنجلي هذه الموجة أو تخف لتأتي بعدها موجة جديدة إنها موجة بدء المدارس فالتبرعات (الرسوم ) والملابس والدفاتر والأقلام وجميع القرطاسية اللازمة وغير اللازمة يجب تحضيرها ومن لديه ثلاثة أبناء أو أكثر وهذا الغالب يستدين ويأخذ سلفية فالمدرسة أو الجامعة لا تسجل على الدفتر ولا تعرف ما معي الآن آخر الشهر بدفعلك، أولما ربك يفرجها.



وهناك موجة متكررة طوال السنة ولكنها تكون في أوجها في الصيف وهي الأعراس ،فالجاهة وكتب الكتاب والتلبيسة والفاردة كلها يجب أن تشارك بها وفوق ذلك النقوط فإذا كان قريب من بعيد أو ليس من علية القوم أو ما فيه تصوير وهذا نادرا فالخمسة دنانير تكفي وإلا تنزل العشرات على الأقل .وتصدف في كثير من الأحيان أن يكون في الأسبوع الواحد ثلاث حفلات وأكثر ،وهنا يجب الاحتياط على سيارة سريعة إذا كان كل حفلة في بلد .



وهناك موجات خفيفة إلى نشطة السرعة تشتد أحيانا تهب طوال العام مثل المرض كسر اليد أو الرجل الولادة  الطهور الوفاة .


هذه ابرز موجات التسونامي التي تجتاح الأردنيين في كل صيف وقد يقول قال إن هذه عادات اجتماعية لا بد منها ولها ايجابيات كثيرة أما أنا فاترك الرأي لمن هم اقدر مني وأكفا أخواني وأخواتي القراء. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد