في أول حديث لمدير المخابرات السابق الذهبي: مكان الأردن الطبيعي كان في قمة الدوحة

mainThumb

04-02-2009 12:00 AM

 ـ القدس العربي ـ من طارق الفايد:

فوجيء المراقبون السياسيون في الأردن بنشر حديث صحافي هو الأول من نوعه لمدير المخابرات السابق الجنرال محمد الذهبي بعد تسجيل مفاجآة موازية ظهر فيها رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض ألله متحدثا إعلاميا بهموم الملف الإقتصادي.

الذهبي تحدث ببعض القضايا السياسية وكشف بعض التصورات ووجهات النظر الشخصية التي يعتقد انها تسببت في خروجه من الحكم.

وبحديثه لصحيفة الأخبار اللبنانية يسجل الذهبي سابقة نادرة في الحياة الأمنية والسياسية الأردنية ويعلن عمليا عن إنتقاله وبسرعة من أضيق قنوات المستوى الأمني للعمل السياسي العلني طارحا أراء مثيرة فيما حصل مؤخرا في المنطقة والبلاد.

وطوال الأسابيع الثلاثة التي أعقبت خروجه المثير من منصبه كرئيس لأقوى الأجهزة الأمنية في البلاد أثرا الذهبي وهو الشقيق الأصغر لرئيس الحكومة الكثير من الضجيج والجدل بعد ان وافق على قبول دعوات تكريم متواصلة وشارك في إقامة حوارات غير مألوفة من رجل أمن مظهرا ملاحظات نقدية على الأداء.

وجاء حديث الذهبي لصحيفة الأخبار اللبنانية ردا فيما يبدو على الشائعات التي تحدثت عن مطالبته شقيقه رئيس الحكومة نادر الذهبي له بالإمتناع عن التحول للنشاط السياسي ووقف تعليقاته النقدية لمسئولين بارزين في مؤسسة الحكم.

وفي حديثه أوضح الجنرال الذهبي أن الولايات المتحدة تبدأ هجمة جديدة على المنطقة لاسترداد ما خسرته من نفوذ في السنوات الثماني من إدارة جورج بوش وهي هجمة مزدوجة: دبلوماسية ديناميكية تستفيد من تحسين صورة أميركا الأوبامية، وعسكرية شرسة من خلال إسرائيل وأوروبا معتبرا ان العدوان الإسرائيلي الوحشي الأخير على قطاع غزة يتضمن رسالة تهديد إلى سوريا ولبنان، وهو حظي بمباركة أميركية ـــ أوروبية، وجرى تتويجه بالاتفاقية الأمنية بين ليفني ورايس.

الاتفاقية تتجاهل كلياً السيادة الوطنية لأكبر دولة عربية، مصر؛ بينما يتطوع ساركوزي لإرسال بارجة حربية لمراقبة شواطئ غزة، في إطار تنفيذ اتفاقية لم تكن فرنسا طرفاً فيها!. وقال الذهبي : السعودية في وضع قلق. ولا يمنح أوباما الأردن أي دور في المنطقة سوى تدريب الشرطة الفلسطينية متهما محور الاعتدال العربي بتجاهل الأردن، و الغرب يتجاهل المحور كله الآن.

وقال أيضا:الحسابات مختلفة: واشنطن سوف تسحب قواتها المنهكة من العراق، وتدير الظهر لحلفائها الكبار والصغار، وقد تضغط على إسرائيل جزئياً من أجل إعادة تأهيلها كعصا ثقيلة للمنطقة بدعم ومشاركة أوروبييين.

وفي تقديرات الذهبي أظهر العدوان الإسرائيلي على غزة الحجم الفعلي لمحور الاعتدال، بينما أظهرت حماس أنها، بإمكاناتها المتواضعة، قادرة على أن تصدّ عن نفسها قرار الإلغاء.

وسوريا، على الرغم من كل نقاط ضعفها، في وضع أفضل من شقيقاتها. فهي تحظى بحليفين إقليميين كبيرين، إيران وتركيا، ويمكنها بالتالي، أن تكون أكثر قدرة على مواجهة مصاعب المرحلة المقبلة. لكن المصاعب كبيرة جداً: إسرائيل المدججة بالسلاح لديها بطاقة خضراء للعمل.بالنسبة إلى الذهبي حسب ما نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية الوضع الفلسطيني هو الأسوأ.

فالسلطة التي تجري محاولات إنعاشها بصورة مصطنعة، متورطة مع إسرائيل وفاسدة تماماً، وهي مستعدة للتفريط بالحقوق والأرض والعودة مقابل البقاء والامتيازات.

ويعتقد الذهبي بعدم وجود إمكانية لحل يتّسم بالحد الأدنى من تلبية الحقوق الفلسطينية. وسواء اتجهت الأمور صوب التجميد، أو تجديد المفاوضات الماراثونية غير الهادفة، أو جرى التوصل إلى صيغة، فإنّ النتيجة واحدة: التوسع الاستيطاني، ومحاصرة الفلسطينيين، وقمع المقاومة والمعارضة، والتهجير.

وقال الذهبي : أن كل الطرق القديمة التي اتّبعتها عمّان حتى الآن، عبر واشنطن وتل أبيب والاعتدال العربي، للدفاع عن الدولة الأردنية واستقلالها وهويتها ونظامها السياسي، أصبحت مغلقة، أو أنها تؤدي إلى جدار الوطن البديل.

لذلك إقترح الرجل إعادة بناء علاقات الثقة والتعاون مع حركة حماس وسوريا والمعارضة اللبنانية وقطر، والتوصل أخيراً إلى مقاربة أردنية مستقلة، ولكنها ليست بالضرورة محايدة. فمكان الأردن في زحمة القمم حول غزة كان في الدوحة، لا في شرم الشيخ.

وكان الذهبي قد أقيل من منصبه على نحو مفاجيء قبل نحو خمسة أسابيع لكنه سرعان ما فاجأ الجميع بتحوله إلى نشط سياسي يصرح بأراء نقدية علنا ويقترح تشكيل قوى ضغط وبرامج عمل ذات بعد سياسي مقتربا من التيارات اليسارية التي تنادي بالإنضمام لخندق المقاومة ومغادرة خندق الإعتدال.

ولم تقتصر مفاجآت الصباحات الأردنية على مرافعة الذهبي في الصحيفة اللبنانية فخصمه اللدود وصديقه وشريكه السابق باسم عوض ألله رئيس الديوان الملكي ظهر هو الأخر علنا وعلى نحو مفاجيء في برنامج حواري متخصص لمحطة العربية .

وكان ذلك أول ظهور علني عمليا لعوض ألله بعد مرحلة صراع وتجاذب حاربه فيها بقوة مدير المخابرات السابق وإنتهى الأمر بخروجهما معا من أهم موقعين في هيكل الإدارة الأردنية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد