الشماتة خيانة .. هكذا تربينا

الشماتة خيانة ..  هكذا تربينا

20-12-2025 03:40 PM

أتذكر جيدا أمم آسيا 2007 التي توج بها المنتخب العراقي برأسية يونس محمود على المنتخب السعودي في النهائي الشهير، وقبلها فرحت بفوز العراق على أستراليا وكوريا الجنوبية، وفوز السعودية على اليابان، كان عمري وقتها 14 عاما وما زلت في المدرسة، كنت مع كل هدف أقفز من الفرح كأن منتخبنا الأردني هو من سجل هذه الأهداف، مع أن الأردن لم يكن مشاركا في تلك البطولة.

أتذكر جيدا كأس أمم أفريقيا عام 2010 في أنغولا، التي توج بها المنتخب المصري، كانت مباريات المنتخبات العربية في البطولة بالنسبة لي كأنها للأردن، أتابعها وأتحمس معها وأقفز مع كل هدف يسجله منتخب عربي.

في تلك البطولة شجعت مصر والجزائر اللذين التقيا في نصف النهائي في المباراة الشهيرة، والتي انتهت بفوز مصر برباعية تاريخية نظيفة، فرحت بهدف "جدو" في النهائي على غانا وكأن الأردن هو من سجل، وقبلها بأهداف "جدو" أيضا، وأهداف الجزائر في ربع النهائي على كوت ديفوار في مباراة ملحمية أيضا.

وبتصفيات كأس العالم 2018، كنت أتابع مشوار المنتخب السوري لحظة بلحظة، عشت لحظة جنونية بهدف عمر السومة الشهير على إيران في اللحظات الأخيرة، وبعدها الضربة الحرة الشهيرة مع أستراليا في اللحظات الأخيرة التي صدها القائم وحرم سوريا من التأهل إلى المونديال، حزنت كأن الأردن هي التي لم تتأهل.

في كأس العالم 2022 في الدوحة، فرحت بهدف سالم الدوسري على الأرجنتين، حالي حال كل بيت أردني، وبانتصار تونس على فرنسا، وبعدها عشت أجمل لحظات كرة القدم في حياة شاب عربي مع المنتخب المغربي العظيم في تلك البطولة، حرفيا كنت أشعر كأن الأردن هي من تلعب، وحالي كان حال كل أردني، لكن لماذا أسرد كل هذا؟

ليس من باب تحميل "الجميلة" لأحد، فأنا أعتبره واجبا علينا كـ "عرب"، وأقف عند كلمة "عربي" ألف مرة، نعم، أنا عربي وأشجع كل العرب، هكذا تربينا في بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا، وهكذا تربينا في شوارعنا وحكايا القهاوي والحارات، نعم، نحن كأردنيين نعشق العروبة ونعلم أطفالنا ذلك كفروض الصلاة. نحن كأردنيين لا نحقد ولا نكره، ونعتبر الأردن وطننا لكل العرب، هذا ما تعلمناه "بدل المرة ألف".

خسرنا نهائي كأس العرب أمام الشقيق المغربي، وما لنا إلا أن نبارك لأسود الأطلس فهم يستحقون، كما أننا كنا نستحق الفوز أيضا، وهذه كرة قدم، لا بد من فائز وخاسر، والكرة في النهاية ابتسمت للمغرب.

في القنوات العربية، جميع النقاد والمحللين ومقدمي البرامج أثنوا على المنتخب الأردني، وكانت الفرحة على وجوههم جميعا، فرحين بهذا المنتخب المقاتل، فهذه النخب الرياضية هي من تحدثت وأثنت وفرحت بالأردن من كل قلبها.

في مواقع التواصل كان الأمر مختلفا عند البعض من إخواننا العرب، وهنا أقصد الجمهور، وأؤكد على البعض.. لم نتعلم في الأردن الشماتة أبدا، ولا نقبلها، ولا هي في قاموسنا.. لا نشمت، هكذا تربينا وتعلمنا، ونعتبرها "خيانة".. أتمنى أن تكون قد وصلت الرسالة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد