مشكلة «البَطالة» عند المرأة الأردنيه

mainThumb

13-07-2010 06:37 AM

في الماضي اتجه مجتمعنا كله بنسائه ورجاله إلى العمل والكسب المشروع و تفعيل كافة القوى الذاتية من أجل البقاء, فلقد كان أجدادنا، شبه الأميين، أكثر حصافة منا, فبفطنتهم اهتدوا إلى أن مساعدة المرأة للرجل في العمل والكسب هو طريق لدرء العديد من المخاطر التي كانت تواجههم مثل الجوع والفقر والمرض. ولكن هيهات الآن أن تقنع الأحفاد بمنطق الأجداد بعد أن أصبح مجتمعنا متخماً بالظواهر الغربيه الدخيله على مجتمعنا في الأردن الحبيب مما دفع المرأه للتنازل عن فطرتها التي خلقها الله سبحانه وتعالى عليها وابتعدت عن الدور الطبيعي الكبير المناط اليها في الاسره والمجتمع، وذلك من خلال تفعيل دور المرأه الاردنيه لتتبوأ أعلى المناصب وتنافس الرجل في دوره متخليه عن فطرتها من خلال المطالبه بالمساواه مع الرجل ؟.



 أصل عمل المرأة مكفولٌ لها من الله عز وجل، ووظيفتها التي يعجز عنها الرجال موجودة في مؤسستهاالكبيرة (الأسرة) فهي لا تعرف بطالة أبداً، ما زلت أذكر وتذكرون جداتنا وأمهاتنا حينما كانت وظائف بيوتهنَّ تشغل أوقاتهن، وإذا احتاج العمل في الحقل، أو المزرعة دعمها ومساعدتها خرجت من المنزل في وقت الحاجة لتؤدي دورها في المساعدة، ثم تعود إلى عملها المهم في أسرتها وبيتها، ومازلنا نرى الآن، ونعيش مع نساءٍ من أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا يقمن بهذه الوظيفة خير قيام، وتستغرق أوقاتهنَّ بأعمال نافعة منتجةٍ مهمة للأسرة والمجتمع والأمة، فإذا احتاجت إحداهن إلى عملٍ وظيفي، أو أتيحت لها فرصة لا تضر بعملها الوظيفي الأوَّل خرجت إلى عملٍ يناسبها ويحفظ لها كرامتها.



 فلا بطالة إذنْ إلا في عقولِ من ينظرون إلى عمل المرأة بمنظارٍ يُلغي أو يتناسى عملها الحقيقي الكبير في منزلها الذي تنشيء فيه سواعد العمل لأمتها. فكرة تحرير المرأة التي لا تعني شيئًا إلا فرض المفاهيم الغربية حول المرأة على مجتمعنا ,فإن حديث الغربيين في زاوية تحرير المرأه المسلمه ليس حديثًا جديدًا بل هو حديث قديم خبره المسلمون بل وتجرعوا مرارة آثاره على أحوالهم الاجتماعية، وعلى تفكك الأسر وعلى انتشار الانحرافات المختلفة وعلى الاضطراب في العادات والتقاليد والقواعد الاجتماعية الراسخة، بل وانعكس أكثر على تحلل الالتزام بالتعاليم الدينية الإسلامية، كما أن ما اقترحه هؤلاء بالنسبة إلى أوضاع المرأة المسلمة ليس أيضًا شيئًا جديدًا، لأن أجهزة المعونةالغربيه الناشطة في الكثير من البلدان الإسلامية ، كانت منذ عقود مضت تعمل على إنجاز هذا التغيير في وضع المرأة المسلمة في عالمها وفي بيتها وفي مجتمعها، وذلك من خلال النص الصريح على توجيه الأموال والمساعدات والقروض القادمة في إطار هذه المعونة إلى مشروعات سميت باسم مشروعات تمكين المرأة أو مشروعات التمييز الإيجابي لصالح المرأة لتعويضها عن ظلم تاريخي مزعوم تعرضت له.



 يؤكد لنا الاستقراء التاريخي الموثَّق أنَّ الدعوة الى تحرير المرأه ليست نابعةً من مجتمعاتنا المسلمة، وإنما هي منقولةٌ من المجتمعات الغربيَّة التي ابتعدت عن الدين الصحيح، وخرجت عن نطاق الفطرة السليمة، وصادمت سُننَ الكون الطبيعية، فأخرجتْ بثوراتها التحرُّرية المزعومة المرأةَ من دائرة عملها الكبيرة، إلى دوائر عملٍ صغيرةٍ، زاحمتْ فيها الرِّجال، وهي لا تقوى على المزاحمة، وبدأت حياة شقيَّة من الركض وراء الأستقرار الوظيفي خارج إطار عملها الكبير عمل المنزل فما رأت إلا التعب والشقاء وهضم الحقّ والاعتداء على العرض من قبلبعض الرِّجال الذين انسلخوا من القيم والأخلاق، فأصبحوا حريصين على رؤية موظفاتٍ مكشوفات النحور والسيقان في مكاتبهم، حتى يستكملوا دائرة اللذَّة المحرَّمة القائمة على تحطيم الأسرة وكيان المجتمع المتماسك . هنا بدأت مشكلة «البَطالة» عند المرأة، وبدأت المطالبات بفتح أبواب توظيفها حتى يتم توظيف الأعداد الكبيرة من النساء اللاَّتي ينتظرن أعمال المكاتب، والمصانع والمزارع، بعيداً عن مجال عملهم الأهم الأوسع والأفضل في بيوتهنّ.



 وإذا التفتنا إلى الوضع الطبيعي لعمل المرأة وجدنا أن وظيفتها الكبرى في منزلها، تعدل كلَّ الأَعمال الأخرى التي تقتحم فيها مجالاتٍ ليست لها إلا في نطاقٍ ضيف. ليس في مجتعاتنا نساء عاطلات، وليس في حياة المرأة المسلمة بَطالة، إنَّما نشأت هذه القضايا من وجود خَلَلٍ في حياة الأسرة المسلمة، والمجتمعات المسلمة في ظل هذا التّيه الحضاري الخطير الذي يعيشه العالم. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد