في كنف المدنيّة
ومشكلة الإنسان مع الضجيج والضوضاء ليست مشكلة سهلة ، ولا أريد أن أشمل بكلماتي هـذه الضوضاء - الضرورية - التي تصدر عن آلات المصانع ووسائل النقل والطائرات وغيرها ، بل أريد الحديث عن الضوضاء المحيطة بنا يومياً ، والتي تؤثر على منظومتنا العصبية ، فهناك أصوات نعتادها ولا نبالي بها ظاهرياً ، لكن جهازنا العصبي يسجلها جميعاً ، ويعاني من تأثيرها وعدم حصوله على القدر الكافي من الهدوء الذي يُعيد التوازن لهذا الجهاز العصبي الهام ، فكما نعلم يستمرّ دماغنا بالعمل حتى خلال نومنا ، ولهذا يحتاج أن ينعم ببعض الهدوء ليتمكن من العمل بكفاءة عالية في اليوم التالي .
فمن أبواق السيارات وهدير محركاتها ، وهي تجوب الشوارع منذ أول شروق الشمس ، إلى موسيقى سيارات الغاز التي تمر من وقت لآخر ، إلى عربات النفايات التي يجرّها عمّال الوطن الطيبون . وأصوات أطفال الحارة ودراجاتهم ونداءاتهم خلال لعبهم ، الأبواب التي تقفل بحدّة ، برامج التلفاز وإعلاناته التي تنتقل بآذاننا من قمة الهدوء إلى قمة الفوضى والموسيقى المثيرة للأعصاب بلحظات ، مما يؤثر على استقرار طبلات الأذن ومع الوقت تقل حدة حاسة السمع . صوت محركات ضخ المياه ، والغسالة والثلاجة والكمبيوتر ، أصوات إزاحة أثاث جيرانك من وقت لآخر ، أحد الشباب ينادي رفيقه من أسفل المبنى ويتحدث معه مطولاً دون مراعاة لعدم رغبتنا في سماع هذا الحوار ( الهادف ) بينهما ! وهِرَرةٌ لا يحلو لها أن تموء ذلك المواء الغريب إلا تحت نافذتك المفتوحة بُعَيد الثالثة فجراً وأنت في قمة إرهاقك !!
ومع إيماني المطلق بالله تعالى وضرورة وصول نداء ( لا إله إلا الله .. محمد رسول الله ) إلى أكبـر شريحة من الناس ولأوسع مدىً ممكن ، إلا أن ما يجري الآن يستوجب الحديث فيه ، فربّ العزّة تبارك وتعالى قد قال في كتابه الحكيم : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ) وهذا يعني المساجد طبعاً ، وقد حدّد ربنا ما يجب أن يُذكَر على هذه المآذن ، وهو اسمه تعالى فحسب ، لا أن يسبق النداء الرباني للصلاة مقتطفات من برامج الإذاعة والتي بتنا نعرف مذيعيها من خلال سماعة المسجد ، وشكاوى المواطنين وجدالهم ( هذا قبل أذان الظهر ) ، والابتهالات الدينية والأناشيد وخاصة في ساعات الفجر وقبل أذان الإمساك ، وتلاوة القرآن على السماعة الخارجية وما يصاحب هذا من تشويش في صوت السماعات واختفاء جزء من الآيات المقروءة ، مما يفقدها كثيراً من معانيها لغير من يحفظها ، وتحس أنك ترى المؤذن يتلمس مكبر الصوت من اختلاف أصوات التشويش ، وعدم حصول الخشوع اللازم من أغلبية الناس عند سماع القرآن على السماعة مما يحرمنا أجراً عظيماً ، والأدهى هو أن تسمع صوت الأطفال قبيل صلاة الجمعة يتخاطفون المكبر وكل منهم يحاول أن يؤذن بنفسه وهم يتضاحكون !!
نحن نعلم أننا في بلد إسلامي – والحمد لله – ولهذا فمعظمنا يسكن بجوار مسجد ما أو يوجد على مقربة منه مسجد ، وهذا من نعم الله تعالى علينا ، لكن علينا أن نستشعر أنّ بيوت الله هي بيوت السكينة والأمن والهدوء ، ولهذا فما يجري الآن لم يأمر به عزّ وجل ّ ولم يكن بلال ينادي للصّلاة إلا بالأذان وحده ، ولنا فيه قدوةٌ حسنة !
ربما يكون مفيداً لنا في خضم أصواتٍ كثيرة تكتنف أسماعنا أن نتخيّر لأنفسنا عدّة ساعات إن أمـكن خلال الأسبوع ، ونقفل على أنفسنا باب حجرتنا ، ونغلق النافذة ونخفت الإنارة ونضع سماعة أذن بلا أي صـوت ، أو أصوات رقيقة هادئة جداً كصوت خرير ماء أو حفيف ورق الشجر ، ونستغرق في بعض التـأملات الإيجابية أو التسابيح الخفيفة، لنترك لدماغنا فرصة ليرتاح ويبدأ يوماً جديداً بنشاطٍ وحيوية .. وقد صدق نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم عندما قال : ( إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيكَ حَقاً ، وإنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيكَ حَقاً ) ، فلنعطِ كل ذي حقّ حقه !!
شهيد في غارة إسرائيلية جنوب لبنان
شخصية السيكو دفعت هنا الزاهد لزيارة طبيب نفسي
7 أعراض قد تكشف إصابتك بسرطان الدماغ
إنجاز مشاريع زراعية ومائية في كفرنجة بكلفة 145 ألف دينار
بعد خسارة نوبل .. ترامب ينال جائزة مهندس السلام
أمي رحيلها لم يكن موتًا .. كان انطفاء العالم بأسره
تراجع عودة اللاجئين السوريين من الأردن إلى بلادهم بنسبة 27%
قرار مرتقب لـ العدل الدولية حول منع المساعدات لغزة
نتفليكس تستخدم الذكاء الاصطناعي في الإنتاج البصري
عمان الأهلية حذفت المستحيل من قواميسها !!
ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية الاربعاء
التعليم: من إعادة التدوير إلى إعادة الانتاج (1)
تفسير حلم الامتحان للعزباء في المنام
دلالة رؤية ورق العنب للعزباء في المنام
الأردنية: فصل نهائي بانتظار طلبة شاركوا في المشاجرة الجامعية
إغلاق طريق كتم وتحويل السير إلى الطريق الرئيسي (إربد – عمّان)
إحالة موظف في أمانة عمان للمدعي العام .. تفاصيل
إطلاق حزب مبادرة رسميًا لتعزيز العمل الحزبي وتمكين الشباب
أسعار الذهب محليا تسجل قفزة جديدة
عطية يطالب الحكومة بإعادة العمل بالتوقيت الشتوي
قفزة جديدة في أسعار الذهب محلياً
تحرك برلماني يطالب السعودية بإعادة النظر في قرار الحافلات