رسالة من ميت

mainThumb

18-09-2010 06:52 AM

لا سلام ولا كلام ولا أشواق ولا هيام ، حقا انا أحزن على حالكم واحوالكم ، أنا الآن أرقد هنا في قبري بسلام وأنتم لا زلتم تلهثون وراء دنياكم ومتاعها ومصيركم ها هنا بجواري ، أنتم لازلتم تحت الإستبداد الناجم عن الحكومات وقرارتهم التي تضيق المعيشة ، ولكن أنا الآن خرجت عن تلك القرارت ، ربما الفرق الذي بيني وبينكم أنكم أموات بهيئة احياء .



 أخبروني هل ما زال المعلمون يطالبون بنقابة بعد هذا الوقت حيث أن عظامي أصبحت تراب ، هل ما زالت أسعار النفط بازدياد ، هل نجحتم بتكوين برلمان همه تطوير الوطن والنهوض به ، وما أخبار الفساد والسرقات من موارد وخيرات الدولة ، هل عبدت الطرق وتطورت الخدمات ، ما أخبار المتقاعدين ومشروعهم .... الخ .



 أما أنتم أيها الأصدقاء فأنتم خسارتي في هذه الدنيا ، وددت لو كنتم بجانبي الآن لا حبا لموتكم ولكن حقدا على واقعكم والذي بات من سيء إلى أسوأ ، أصبحتم مسلمين بلفظ الشهادتين ، ولكن ماذا قدمتم للإسلام من خدمات غير المفروضات ؟ ، ماذا أنجزتم بدنياكم غير كسب القوت ؟ أصبحتم ضحية لمؤامرات قذرة من أعدائنا مع بعض أبناء جلدتنا ، الغرب يكتشف ويخترع ويتطور وأنتم قد ألهيتم بلقمة العيش ، فكيف من كان مغرقا بالديون والهموم سينجز منفعة له ولبلده ولدينه .



أنا الآن أتمتع بنعمة الموت ، لا آبه بقانون ظالم ، أو مسؤول حاقد ، ربما أنني الآن لست إنسان ولكن على الأقل أنا بقايا إنسان ، ويا أسفاه على من كانت تدب رجلاه فوق الأرض وحقيقة مستواه أقل من ذلك بكثير ، تمنيت أن أدعوا لكم ولكن قد توقفت أعمالي ، سألني صلاح الدين عن فلسطين فقلت له أتقصد دولة غزة ودولة الضفة وإسرائيل ؟ .....



ثم صادفني وصفي التل وسألني عن وطني ، فقلت له يا ريت إنه على حطة إيدك ، لا أريد الإطالة عليكم فلتعودوا إلى أعمالكم وإلى واقعك وأنا سأعود إلى قبري فهو أنيسي وخير جليس . عفوا ، نسيت أن أقول لكم سبب وفاتي ، فقد تم إعدامي خنقا ( ليس شنقا ) بتهمة حب الوطن 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد