كن مستحقاً للحياة ..

mainThumb

02-10-2010 07:00 PM

    

      كثيرٌ منا من يستحقُ الحياة ، ولكن هناك من استحقها و وصلَ لمرادِه وحققَ أهدافَه وهناك من غابت عنه الأساليبُ الصحيحةُ التي تجعلُه مستحقاً للحياةِ كالفئةِ الأولى .

 

       للسعادةِ متطلباتٌ لابدَّ من تحقيقها لتعيشَ سعيداً في حياتك ، فسعادتُك بيدك لا بيد غيرك ، كما أنّك تستطيع تغييرَ سهم ِالسعادةِ لتجعلَه ثابتا ًفي مؤشرٍ محددٍ، وإن جعلته في يد غيرك فقد يتحكمُ بالمؤشرِ ليغيرَ اتجاه السهم ، الثقةُ بالنفسِ إحدى هذه المتطلبات التي بتحقيقها ستحصلُ على ثقة الناس بك ، ومن ثَمّ ستسمو بفكرك وتعاملك مع الآخرين ، ومن منا لا يملك نقاطا تُثبت الضعف لديه؟ ولكننا في المقابل نملك نقاطَ القوة التي تتغلب على ضعفنا ،  فعلينا أن نقلصَّ الضعف لدينا ونعمل ما بوسعنا لتمديد إحساسنا بالقوة في مختلف النواحي .

 

     الإنسان بطبيعته يميل إلى التجديد والتغيير ، فقد تنقضي مرحلة من حياته يكون قد ملّ فيها كلّ شيء ، ويرغب في الإحساس بلذة الحياة وهذا يتطلب أمورا عديدة ؛ كإلقاء الماضي خلفَ الظهر والتقاطِ صورةِ الاهتمامِ بالمستقبلِ والتفاؤلِ به ، فالماضي الأليم جزء من كل إنسان في هذه الحياة ، ومهما زادت أعراض هذا الألم فمن الممكن استئصالِ الأحداثِ والمواقفِ التي تذكرنا بهذا الماضي ، من خلال النسيان الذي يعد هبة من الله تعالى علينا .

 

          لكل إنسان غاية كما لكل بَدء نهاية  وغاية الإنسان أن يبلغ غايته ويحقق هدفه وينال مراده ، فماذا تنتظر ؟ قم بتحديد هدفك الرئيسي في حياتك ، وما يندرج تحته من أهداف ثانوية ، فإن حددت هذا الهدف عليك أن تؤمن بأنك أهل لتحقيقه و بلوغه ، بالإضافة إلى خلق روح التحدي والتصميم والإرادة ، فإن كنت واثقا بقدراتك فإنك ستصل إلى مرادك .

 

      للحياة وجوه عديدة فقد تلقى وجها للحياة ترغب بأن لا تلاقيه أبدا ، ووجها آخرا تتمنى أن تلقاه دوما كالذي ينظر إلى المرآة ويلقى نفسه أمامه في كل مرة  ، وثمة وجه يصادف حياتك بين الحين والآخر وكأنه يضع قناعا على نفسه ؛ لتجهل هويته أهو وجه جميل أم قبيح ؟ لذلك اغتنم وجودك في  الحياة ، فهذه الفرصة لا تعوض أبدا ، واحمد الله بأنك موجود أنت وليس غيرك فقم بإسعاد نفسك على الوجه المطلوب .

 

          إن كل ما ذكر مرتبط ببعضه فالثقة بالنفس وتغييرها نحو الأفضل وجهان لعملة واحدة ألا وهي السعادة ، فمن كان واثقا بقدراته ومعتزا بنفسه سيبلغ غاياتِه مهما تعددت ، وهذا كله يجلب السعادة ومن حقق سعادته استحق حياته ومن لم يستحقها عليه أن يبحث عن الشيء الذي يجد سعادته فيه ، فالسعادة عنصر أساسي في الحياة ، كالملح إن لم يضاف إلى الطعام ، لن يتذوقه أحد وإن أضيف يستمتع به الآكلون ، وهكذا الحياة لابد أن تضافَ السعادةُ لها ليتذوقَ لذتَها الإنسانُ ، وإن خلت من السعادة ومشتقاتها ، كالفرح والسرور أصبحت حياة ًمرة ًلا طعم لها     ... فكن مستحقا للحياة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد