انتخابات أم انتهاكات؟

mainThumb

14-10-2010 08:13 AM

في وقت القيلولة عندما كنت ملقا على سريري أحاول النوم غير آبه بأسعار المحروقات متناسيا المتطلبات المالية على أكتافي ، متحديا أسعار السلع الغذائية ، مشتاقا للبندورة و(قلايتها) ، نادما على كل قشرة بندورة فرطت فيها وأنا اعمل( القلاية ) ، سمعت صوت جرس الباب ، ذهبت لأفتح الباب فوجدت أحد المرشحين للانتخابات النيابية يقف على الباب ولمجرد رؤيته لي ، انهال علي بالقبلات كما لو كنا (نور ومهند ) ، ( طبعا إنفقست النومة ) .


ودعوته للدخول فأجاب الدعوة ودخل مسرعا ، جلس وقال طمني عنك أخ إلياس شو أخبارك وأخبار الأهل ( يا رجل إلك وحشة) ) ، قلت له عفوا فأنا اسمي إياس ( (إحمر وجهه ) وكانت هذه الصفعة الأولى ، ثم بدأ يتحدث عن الوطن وعن مشكلاته ، وأن هذا الوضع لا يطاق ، وأن الأسعار بارتفاع مستمر و و و و .... الخ.


 ثم بدأ بسرد برنامجه الانتخابي وهو نفس البرنامج والذي اعتدنا عليه من جميع المرشحين ، باختلافات بسيطة في تركيب الجمل ، فعندما بدأت بمناقشته ببرنامجه الانتخابي ، وكيف ستعمل هذا ، وما الحل بنظرك للمشكلة تلك ، وبدأ يزداد احمرار وجهه تذكرت البندورة حينها  ، فوجدت أن لا يصلح أن ينوب عن نفسه فكيف سينوب هذا عني في البرلمان ، وعندما لمس مني عدم إحترام ترشيحه انتصب واقفا وقال بكل صراحة ووقاحة .


إذا إنت بياع أنا شراي ، كم صوت عندك؟ ) ، فأجبته بكل هدوء ونعاس : عفوا يا أخ ..... عفوا ما تعرفنا عليك ؟ المهم أيا كان اسمك ، فأنا أحتاج صوتي كثيرا ولن أستطيع أن أبيعه ، فصوتي هو الذي ينوب عني وقت الشدائد ، وصوتي هو ترجمان أفكاري والتي أحارب بها أمثالك ممن يعبثون في إزدهار وطننا ، صوتي هو الشيء الوحيد الذي يعبر عما يجول بخاطري من حب لوطني ، صوتي والذي بح من كثرة مناداتي بالحرية والحياة الفضلى لا يمكن أن أتنازل عنه بهذه السهولة.


إخواني ،حتى يصبح لدينا برلمان بحق ، برلمان يحتوي شعبا مصغرا ، لابد أن يكون لدينا شعب يقدم مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية ، لا يبع صوته ولا حتى يرضى المساومة عليه ولن أٌول أن يكون هذا من منطلق أخلاقي ، بل هو من منطلق حب الوطن والخوف على مصالحه ، لا نريد أن يكون حب الوطن مجرد شعارات براقة نصنع منها الأغاني والأهازيج ، بل نريد حبا خالصا مخلصا فيه لوطن يحتوينا بداخله .

eyas16@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد