أبنائي الأعزاء ليتكم تسمعون

mainThumb

02-11-2010 04:22 AM

لا أعرف ماذا أكتب وكيف أبدأ كلامي ، كل ما أعرفه أن في نفسي كلاما كثيرا ليتكم تسمعونه وتفهمونه يا أزهار عمري ويا هدية من الله لنا ، لو تعلمون كم أحبكم وأخاف عليكم اعذروني إن قسوت عليكم يوما بكلام أو فعل قد ترونه ظلما لكم ، واحدا من شخصيتكم واستقلاليتكم، فما أقوم به هو لصالحكم أولا وأخيرا.

ما من أب في الدنيا إلا ويسعى أن يكون أبنائه أفضل منه بل أفضل من كل البشر فيا نبض قلبي ومهد فؤادي اسمع من أب محب ومشفق لأبنائه واحفظها عن ظهر قلب ورددها أنتم في زمن كثر فيه الفساد والفتن ، فاسمحوا لي أن أنجو بكم من الشياطين وشركهم.عندما ولد كل واحد فيكم ، فرحت به فرحا كبيرا ، زرعت كل واحد فيكم برعما في قلبي ، ورويتكم من شراييني ودمعي حتى شببتم وأصبحتم زهور تفوح عطرا وسحرا وجمالا ، وإن شاء الله تعالى أدبا واتزانا والتزاما.


وأنتم صغارا ، كنت أحلم باللحظة التي أراكم فيها شبابا تنور سماء حياتي ،فتحيل الظلام ضياء وبهاء أبنائي الأعزاء إياكم ، إياكم من رفقة السوء فكم من شاب قد خاب وخسر بسببهم ، فهم بلاء ومرافقتهم لا تفيد في السراء والضراء والأيام شاهدة على سوء معشرهم وضيق سبيلهم ، ربما زينوا لكم الكلام ونفخوا فيكم بالون الرجولة وأوهموكم بأحلام وردية ونتائج مرضية فلا تصدقوهم لأنهم تخلوا عن أسس التوفيق .


ومتى كان معكم سلاح العلم والإيمان فلن يضركم بحول الله شيطان ، فاحرصوا - رعاكم الله على طلب العلم النافع والشرعي خاصة فإنه يورث قرباً من الله تعالى وبه تنالوا الفوز في الدارين وتعرفوا حدود دينكم وعاقبة أمركم وسبيل نجاتكم ونجاحكم . واخدموا وطنكم وأمتكم بما يتوافق مع شرع الله وكونوا غيورين على محارمكم شهماء كرماء، لا تردوا الفقير وامسحوا دمعة اليتيم ففي الإحسان إليه أجر عظيم .



 لا أخفيكم أن السعادة صعب تحصيلها وتاه الناس لعلهم يجدونها ؛ولم يعرفوا أن السعادة كنز يستقر في القلب وينمو في الشرايين وله أفرع في أعضاء الجسد يجدها من وافق شرع الله في فعله وقوله ، ابتداءً بالتوحيد الخالص وتنفيذ الأوامر واجتناب النواهي ،  تجدها عندما تخر ساجداً وتقف قائماً بين يدي مولاك ، وتطعمها لذيذة هنية وأنت تتلو كتاب العزيز الحميد وأخيراً.. لنضع نصب أعيننا مقولة الفاروق رضي الله عنه: "لا تصغرنّ همتك فإني لم أر أقعد بالرجل من سقوط همته" ومقولة الإمام ابن الجوزي رحمه الله: "ينبغي للعاقل أن ينتهي إلى غاية ما يمكنه، فلو كان يتصَوَّر للآدمي صعود السماوات لرأيت من أقبح النقائص رضاه بالأرض.


mrabaea@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد