واقع المسيرات ، محاولة للفهم
هناك معطيات افرزتها هذه المسيرات، وهنا لست بصدد الحديث التقليدي والمكرر او المعطيات الاعتيادية ، بل تلك المعطيات التي ميزت هذه المسيرات وجعلتني اتحمس في تحليلها واصبر غورها، ما امكنني الى ذلك سبيلا . هذه المعطيات تتمثل فيما يلي :
1- تركزت شعارات هذه المسيرات على الوضع الاقتصادي وضنك العيش والفوارق الاجتماعية وقضايا الفساد وما يمس الناس ومستقبلهم ، وقد غابت تلك الشعارات السياسية التقليدية ذات المصطلحات الفضفاضة والعنترية والدعائية " المعروفة بحجمها الكبير وتاثيرها القليل وتسجيل المواقف ليس اكثر " التي عادة ما تفرزها بعض احزاب المعارضة وتردد في كل مناسبة .
2- لقد شاركت في هذه المسيرات مختلف المحافظات تقريبا بما فيها المخيمات، وكان هناك تناغم في الهم والشعارات، ولعل شعارات المخيمات كانت داعمة ومعززة، فقد جمعت شعارات الفقر والعودة ، والاصرار على حق العودة ورفض كل من يريد طمس هذا الحق المقدس .
3- تكشفت حقائق كانت متداولة، ولكنها ثبتت الان بالوجه الشرعي اليقيني وهي ؛ ضعف تاثير احزاب المعارضة والنقابات في الشارع وتحريكة قد يصل حد العدمية وفقدان التاثير ، بل اكتملت لدينا الحقيقة التي نعرفها جيدا حين لم تستطع هذه المعارضات ان تخرج مسيرة من بضعة عشرات نصفهم او اكثر لا علاقة لهم بالنشاط رغم ان بعض النشاطات لها وقع في النفوس، وكاني بالعقل الجمعي الذي عادة ما يتصف بالصفاء والنقاء ويمثل بوصلة القياس الحقيقية لنبض الشارع ، كاني به يقول؛ كل ما تنادي به هذه القوى مرفوض ولو كان له صدى في الصدور ، فحين احجمت هذه القوى " الديكورية " عن المشاركة انطلق الناس بفطرتهم واوصلوا الرسالة بامان واخلاص وهدوء ومحبة للوطن والقائد والامن . ومن هنا فاني اضع يدي على سبب رئيس لضعف التنمية السياسية وهو فقدان المعارضة ومقارها لاي تاثير في حياة الناس ووجدانهم السياسي والاجتماعي والثقافي مما يضعنا في حاجة ملحة وضرورية لاحزاب وقوى تلامس حاجات الناس وهمومهم وتشكل دعامة اساسية في استقرار الدولة..
4- حقيقة اخرى ايضا تاكدت رغم ان ملامحها كانت واضحة بعد الثقة غير المسبوقة، وهي ثقة الناس بالنواب وصلت الى حدود غير مقبولة ، ولا تصلح اعتبارها سندا يصلب النظام ويدعمه ، وهذا بدى واضحا من الهتافات واشعارات التي نددت بهم، والمواقف التي ظهرت من رفض الناس مشاركة هؤلاء النواب في مسيراتهم ، للحد ان بعض هذا الرفض لا يمكن وصفه على الورق ..
5- لقد اثبتت هذه المسيرات، ولله الحمد، ان لدينا شعب على مستوى عال من الوعي والثقافة والالتزام وايصال الرسالة كما يجب وانه ليس بحاجة لوصاية ما يسمون انفسهم بالنخب والرموز والمعارضات التي اشبعتنا بطولات في صالاتهم المغلقة وعلى مسطحات الورق المطوي في ملفاتهم .
6- لاول مرة ادرك واتاكد ان العقل الجمعي وما يرافقه من وعي وصدق واخلاص ، قادر على ايصال الرسالة كما هي، دون ان يشوبها هوى المنظرين وغاياتهم، وانهم على قدرة " بفطرتهم " ان يجتمعوا ويبلغوا صوتهم دون ان يتولاهم ويولى قيادتهم من يريد ان يستغلهم او يصل على ظهورهم .
7- لم يستجب المشاركون الى كل من حاول قيادتهم من السياسيين والحزبيين، بل قادوا انفسهم واوصلوا رسالتهم ولم يلتفتوا لاحد سوى الى ايصال رسالتهم، وقد تفرقوا بكل هدوء ومحبة كما كانت بدايتهم في المسيرة .
8- الحراثون الذين انتسب لهم ، اصحاب البداية وملح الارض ، اوضحوا فكرهم ومنهجهم بجلاء عندما رفعوا شعارا رئيسيا لمسيراتهم " شكرا جلالة الملك " وكان ذلك واضحا جليا اكثر عندما اكدوا ان لا سياسيين ولا احزاب يمكن ان تقودنا او توجهنا في حراكنا هذا ، وان لا احد له فضل وشكر سوى قائد الوطن ورمزه . لقد برزت حكمة القيادة وتجسدت وتعمقت في النفوس من خلال ما سبق المسيرات من توجيهات متميزة بالسماح للمسيرات بالانطلاق دون التعرض لها وما سبق من تفهم لحاجات الناس وظروفهم وما رافق المسيرة من حكمة في التعامل مع الناس وحراكهم .
ومن هنا يمكن القياس والاسقاط ، حيث يقرأ الكتاب من عنوانه ، وعنوان الجمع الذي خرج بالمسيرات كممثل للناس واضحا، من خلال شعاراتهم التي عكست معاناتهم ، ومحبتهم للوطن والقائد والامن واضحا جليا ، ولدي قناعة ان المحبة تلك سوف تتعزز وتتعمق وان القيادة بحكمتها وادراكها المعمق الذي برزت بدايته قبل المسيرات سوف نراه يثلج الصدور جميعا ولن يكون هناك مكان لمن يسعى ان يثبت مواقف اصبحت مكشوفة للجميع . وتبقى هذه محاولة لفهم ما جرى في هذه المسيرات ، فان كان هناك من يخالفني فهو الراي والتعبير ، وان كان هناك من يؤيدني فهو التوافق ، وللجميع التقدير والشكر والعرفان .
العقبة تستضيف وفدًا سياحيًا أوروبيًا للترويج للأردن
الرئيس الإسرائيلي يندد بالهجوم المروع على اليهود في سيدني
ضريبة الدخل: 300 سلعة أساسية معفاة أو مخفضة
اتفاقية لتركيب أنظمة تسخين شمسية في 33 مستشفى حكومي
10 قتلى وجرحى بحادثة إطلاق نار في مدينة سيدني الأسترالية
اربد: حفل تكريمي لنخبة من حملة شهادة الدكتوراة
الأوقاف تعقد امتحانها السنوي بمنهاج الوعظ والإرشاد
استقرار أسعار الذهب في الأردن الأحد
توجيهات حكومية عاجلة لوقف بيع مدافئ الشموسة
الأردن والأمم المتحدة عقود من الشراكة الداعمة لفلسطين والقدس
وفاتان بحادث سير مروع على طريق جابر - الرمثا
فلسطين النيابية: المستوطنات الإسرائيلية الجديدة انتهاك للقانون الدولي
الدفاع المدني: تشابه وسيلتي التدفئة في حادثي الزرقاء ومأدبا
المواصفات والمقاييس: المدافئ المتداولة محلية ولم تُسجل عليها حوادث سابقًا
ميسي يعلّق على مواجهة الجزائر والأردن في مونديال 2026
سوريا وفلسطين إلى ربع النهائي كأس العرب .. خروج تونس وقطر
بلدية أم الجمال تعلن عن وظائف في شركة تغذية
وظائف شاغرة في وزارة العمل والأحوال المدنية .. تفاصيل
فصل نهائي ومؤقت بحق 26 طالباً في اليرموك .. التفاصيل
إطلاق أطول رحلة طيران تجارية في العالم
وظائف في الصحة وجهات أخرى .. الشروط والتفاصيل
اكتمال ملامح ربع نهائي كأس العرب 2025 .. جدول المباريات إلى النهائي
باراماونت تقدم عرضًا نقديًا مضادًا للاستحواذ على وارنر براذرز
توضيح حكومي حول أسعار البنزين والديزل
وظائف في مؤسسة الاقراض الزراعي .. الشروط والتفاصيل


