قوات حفظ السلام وسام من العالم لنا

mainThumb

15-01-2011 08:45 PM

وأنا استقبل ابني العائد , من افغانستان, ضمن  مرتب المستشفى العسكري  قبل اسبوعين , شاهدت على محياه علامات الفرح والسرور, وتوقعت ان عودته لاهله وذويه هي السبب, وعندما سألته عن سبب ذلك قال :- لا شك ان العودة الى ارض الوطن , ومشاهدت الاحبة  تشرح الصدر, ولكن الذي اجمل من ذلك , الواجب الوطني والانساني الذي اديته تجاه اخوة لنا مسلمون ابريا فب افغانستان , والذي زادني غبطة وسرورا, انني قد نفذت  ما املاه علي ضميري, وما تلقيته من توجيهات من اولي الامر مني, فقد اوصونا ان نجسد تعليمات القائد وتوجيهاته , بأن نكون السفراء لبلدنا, وان يكون شعارنا الانسانية, نضمد الجراح, ونمسح الدمعة عن وجوه الاطفال الابرياء, نرعى الايتام والثكلى وكبار السن ونأخذ بأيديهم , ونقدم لهم ما نستطيع من مساعدة, وغير ذلك من اعمال انسانية, نفذناها بكل امانة واخلاص , انها توجيهات قائد الوطن , نجلها ونحترمها يا والدي.



في هذه اللحظات , عادت بي الذكريات لدرس التربية الاسلامية الذي تعلمته في سني عمري الاولى, وهو  وصية سيد البشرية محمد ( ص ) لجيشه  قبل مسيره الى مؤتة قائلا ( اوصيكم بتقوى الله , وبمن معكم من المسلمين, اغزوا بسم الله من كفر بالله, لا تغدروا, ولا تقتلوا وليدا , ولا امرأة ولا كبيرا فانيا, ولا منعزل  بصومعته,ولا تقربوا نخلا ولا تقطعوا شجرا, ولا تهدموا بناء)  يا الهي!  تتطابق هذه الوصية مع وصايا سيدي صاحب الجلالة  الملك عبد الله الثاني ابن الحسين, كيف لا وهو ابن بنت رسول الله محمد  ( ص ) ملك الانسانية العربي  الهاشمي, دينه الاسلام, دين الوسطية والاعتدال والتسامح و مستمدا حكمته من تعاليم ديننا الحنيف الذي علمنا كيف تكون الانسانية, فمنذ فجر الدعوة الاسلامية , والانسانية  شعارها, فعندما توسعت الدولة الاسلامية  وقوي عودها, بدأت الجيوش الاسلامية , بواجبها المقدس بنشر تعاليم  الدين الاسلامي, من خلال رسل الخير تارة, ومن خلال الفتوح الاسلامية لمن لم يسعفهم الحظ بالهداية تارة اخرى, وباسلوب رائع, وباستخدامهم لارقى طرق الاقناع , وقبل ان تتوجه الجيوش الى اهدافها, كانت تستمع الى رسالة سمحة  من قادتها  توصي الجنود بما اوصى به سيد البشريةجنوده, فكانت الاستجابة , وكانت النتيجة,  فما ان حلوا بمكان الا والنصر حليفهم, بهذه التوجيهات وهذه الاخلاق إستطاعت الجيوش المسلمةان تحقق مبتغاها, وتصل الى اقصى بقاع الدنيا, وبقيت رسالة الاسلام يتناقلها القادة المسلمون جيلا بعد جيل, حتى وصلت الى الجيل الثالث والاربعون من آل هاشم الاطهار وبالذات سيدي صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين , الذي يرتبط بأجداده من السلف الصالح, آل بيته الاطهار, والذين قال الله فيهم ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت , ويطهركم تطهيرا) صدق الله العظيم.



هذا هو نهج الهاشميين, وهذا هو ديدنهم, توارثوا النخوة والعزيمة والمروءة  كابرا عن كابر, فما نشاهده اليوم من اعمال انسانية يقوم بها جيشنا المصطفوي, لهو خير شاهد على ذلك, فعلى الصعيد الداخلي تجدهم يد تحمل السلاح ويد تبني الوطن, سلاحهم الايمان , وشعارهم الاردن اولا.



يا الاهي اين هو الجيش الذي يساوي بين الدين والدنيا , واين هو الجيش الذي يبني مسجدا في خطوطه الامامية , وعلى جبهات القتال , لو سألت عن هذا الجيش لوجدته جيشنا العربي الاردني المصطفوي, وكم تكون سعادتك غامرة , عندما تشاهد في كل وحدة عسكرية  مسجدا عامرا بالايمان, مهما كان حجمها واينما كان موقعها,  مزود بعلماء اجلاء , ووعاظ ومرشدين, ممن غمر الايمان قلوبهم, يقيمون ذكر الله في كل الاوقات, وفي كل مكان, يؤمها ضباطنا الاشاوس جنودنا البواسل , ينهلون من نبع الايمان الصافي , لتمتليء صدورهم بالتقوى , والخوف من الله , والرجاء بنيل رضاه.



هذه المخرجات لمسناها الآن من افعال جنودنا الاوفياء, قلوبا تفيض ورعا وانسانية, مثلما هم اسود الوغى لمن راودته نفسه النيل من حمى الاردن الطاهر,هذه افعالهم كما نراها سبقت اقوالهم, وهذا فيض من غيض من انجازات جيشنا البطل , حيث لا يتسع المجال لذكرها كاملة.



 اما على الصعيد الخارجي,  فما نشاهده اليوم , من مشاركة فاعلة , في حفظ السلام في شتى بقاع  العالم, وتضميد االجراح من خلال المستشفيات العسكرية المنتشرة  في دول المت بها النائبات, وحلت بها الكوارث, واطاحت بها الحروب والويلات, لهي خير رسالة  صادقة تدحض حجج المشككين, بدورها الانساني في العالم, وتغلق الطريق امام كل من تسول له نفسه ان يشير بالبنان, او يتلفظ ولو ببنت شفه, منتقدا الدور المشرف لهذا الجيش المؤمن بربه وقيادته, قدوتهم ملك الانسانية ابا الحسين "حفظه الله" الذي نراه دوما بين شعبه, في المدن والقرى والبوادي والارياف, يتحسس واقعهم, يتابع بنفسه, يضع يده على الجرح, ويعالجه العلاج الشافي, وخير شاهد على ذلك فزعته الهاشمية مؤخرا, بتخفيض الاسعار, وايجاد الحلول الفورية , لخروج شعبه من المعاناة, وقد بدأنا نلمس نتائجها سريعا.



ما اكثر سجايا  سيدي ابا الحسين ,  الذي اعاد  البسمة الى وجوه شعبه, كما اعاد ترتيب البيت الاردني , لم يعد بيننا مشرد, او حزين , بنى وجاد واعطى, انها شيم  الهاشميين , حملوا الامانة منذ فجر التاريخ وحتى يومن هذا .



وفي الختام يامن انتم لنا في السلم والحرب, يا جنودنا البواسل, لا تلتفتوا الى الناعقين على شجر الفرقد , لا يسمع لنعيقهم الاغربان الشؤم, فنحن نعرفكم , ونعرف قائدكم عن قرب  رئيس هيئة الاركان المشتركة ,عطوفة الفريق الركن مشعل باشا الزبن  الذي مهما تحدثنا عنه نبقى عاجزون ان نوفيه حقه , وحتى ننصف هذا الرجل الرجل , فإننا لاننكر ماقدم ويقدم لجيشنا العربي  من دعم واحترام , جعله يحضى بمحبة الشعب والعالم اجمع, انه  رجل المهمات الصعبة, اختير من  بين العشرات , لثقة القائد به,لرجولته وشهامته  وانسانيته  التي يشهد لها القاصي والداني .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد