(القذافي 2011 .. فيلم على طريقة معمر الخاصة)

mainThumb

15-03-2011 10:17 PM

خلال الأسابيع الثلاثة الماضية تقريبا  شاهدنا أحداث كثيرة على الساحة العربية وتغيرات واضحة على مستوى الحكومات أيضا جاءت كلها متتالية على اثر ما جرى في تونس ولكن يعد المشهد الذي يجري حاليا في ليبيا من اسخن المشاهد التي مرت ومازالت مستمرة.


ولكن اختلفت (الدول وتوحدت المطالب) نوعا ما فبعد هروب ابن علي وإسقاط نظام حسني مبارك وعزله تحول المشهد إلى ليبيا لنجد معمر ألقذافي يضرب أبناء شعبه بما يملكه من أسلحة على اختلاف أنواعها لقمع وإخماد الثورة الشعبية التي طالبت بحقوقها ليس أكثر وأرادت التخلص من هذا الحكم الذي لم يخدم طموحاتهم واحتياجاتهم .


وكان ومازال الفيلم المروع الذي يلعب فيه معمر ألقذافي دور البطولة مستمرا ويبدو بأنه لن ينتهي ولن يتوقف عند هذا الحد فهو لم يلقي بالا لما جرى لرؤساء تلك الدول علما بأنها دول مجاورة لليبيا وليست بعيدة لتغيب عن ناظريه.


وكان الأجدر به أن يتخذ خطوات أفضل لاستيعاب تلك الأزمة بأسلوب أكثر حكمة  وعقلانية دون الوصول إلى هذا الحد من الدمار والقتل واستعمال العنف فعندما نشاهد الأخبار على المحطات الإعلامية  نرى بان ما يدور في ليبيا فلم يسرد أحداث حرب تدور على الأراضي الليبية وأطراف الحرب هنا العقيد من جهة وأبناء الشعب الليبي من جهة أخرى .


وهذا يختلف كل الاختلاف عن أحداث فيلم عمر المختار الذي كان يقاتل مع أبناء شعبه ضد الاحتلال الايطالي, فالعقيد يحارب أبناء شعبه بشتى الطرق والوسائل للمحافظة على كرسييه ضاربا عرض الحائط كل الأحداث التي جرت وكل الأمثلة السابقة والسيناريو هنا مختلف أيضا فكل ما يحتاج إليه صانعو الأفلام ويبذلون الجهد والوقت لتحقيقه ويحتاجون لأفكار وأراء أناس غيرهم لم يحتاج له ألقذافي فكل شي موجود لديه سواء كان من المشاهد او القرارات والعبارات وحتى انه ادخل عنصر الفكاهة إلى هذا الفيلم من خلال خطاباته .


وشاهدنا أيضا عبر المواقع الالكترونية عبارات مضحكة من خلال خطاباته والتعابير التي ارتسمت على  وجهه ولعل من أكثر العبارات التي لاقت اهتماما كبيرا من قبل الناس (بيت بيت دار دار زنقا زنقا) حيث أنها شدة انتباه شاب إسرائيلي فقد قام باستخدامها وإدخالها في نوع من الموسيقى المنشطة إن صح التعبير (دي جي او ريمكس) وتهافت الناس على المواقع التي قامت بنشرها لسماعها فعادة هذه الكلمات على ذلك الشاب بمردود مادي حسب ما ذكرته وكالات الأنباء( فمصائب قوم عند قوم فوائد) ولاكن القذافي ليس عنده  شيء من غير ثمن ثمن أو مقابل فسيستخدم تلك الموسيقى في فيلمه الجديد حتى انه لن يتكلف اي مبالغ لتصوير الفيلم فكل ما قامت بتصويره القنوات موجود في مكتبته الخاصة وهو لا يحتاج إلى منتج أو مخرج فهو يمتلك تلك الموهبة.


فكل العناصر موجودة ومتوفرة وليس هناك ما ينقص فيلمه حتى الأشخاص الذين يحتاجهم أي منتج متوفرين لديه وبكثرة ولن يحتاج لكمبرس يؤدي الحركات الخطرة او لمشاهد دموية مدبلجة لان الأحداث واقعية ومشاهد العنف والقتل حقيقة .


اهذا ما يقوم به الحكام الذين هم على هذه الشاكلة ؟؟؟؟؟ إبادة الشعب من اجل مصالحهم وكراسيهم!!!! سحقا لتلك المناصب , فانا هنا أتذكر  الشيخ المجاهد عمر المختار وكلمته المشهورة (لئن كسر المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي) هذه هي الكلمات والعبارات التي كان على القذافي ان يتذكرها ويتمسك بها وان يكون عمر المختار قدوة له فهو ابن ليبيا كما كان المجاهد الشيخ كذلك فالمثل قريب ولا يحتاج لأمثال بعيدة من قارات آخرة فشتان بين هذا وذاك فالقذافي لعب دور القهر والظلم  وضحى بشعبه ووطنه من اجل رغباته وأحلامه أما المختار فضحى بنفسه هو وأبناء شعبه من اجل ليبيا وحريتها ,وإخراج المحتل من أراضيه .


 فإذا ما استمر الوضع على  هذا المنوال فسوف نرى ليبيا تتعرض  لتدخل مباشر من الدول الأجنبية التي لها أهداف ومطامع سوف تعود بها إلى عصر الاستعمار,فهل ستستمر أحداث هذا الفيلم أم ستتوقف عند هذا الحد؟ وهل ستكون النهاية حزينة كما اعتدنا عليها في كل نهاية لأي  قضية عربية؟؟ علما بان المشهد مازال ساخنا والفرصة مهيأة لتطورات جديدة ودخول عناصر لم نشاهدها.


أدعو من الله تعالى أن يوحد صف الليبيين ويجمع شملهم ويأخذ بيدهم نحو الاستقرار وحفظ الأمن والأمان.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد