صحيفة السوسنة الأردنية

المعلم هو القائد التربوي القادر على عملية توصيل الخبرات والمعلومات التربوية وتوجيه السلوك لدى المتعلمين الذين يقوم بتعليمهم، المعلم هو قائد تربوي ميداني يخوض معركته ضد الجهل والتخلف ببسالة فائقة ، المعلم المبدع هو طالب علم مستمر في مجتمع دائم التعلم والتطورفي ظل ثورة التكنولوجيا والمعلومات، المعلم هونور الأمه لا نارها ، هو شمسها الساطع لا مطفيء ضيائها ،هو ضياء للعلم والمعرفه، يحقق الانتصار تلو الانتصار في ميادين العلم ،المعلم هو صاحب رسالة مقدسة وأمانة عظيمة ، فإننا ننتظر منه أن يكون له الدور الرئيسي في العملية التربوية وباتالي نجاح التربية وبلوغها غاياتها ، وتحقيق دورها في التقدم الاجتماعي والاقتصادي ، المعلم عاملاً هاماً من عوامل النهضة، تعتمد عليه الدولة في تحقيق أغراضها وبلوغ غاياتها ،المعلم له الدور الكبير في بناء الإنسان وقيام الحضارة ولا يستطيع أن يتجاهله أحد ، بل إن نجاح النظام التعليمي يعني نجاح الحضارة وتميزها لأن المعلم هو الذي يصنع النصر وهو الذي يكون سبباً في الهزيمة، المعلم وصف بالشمعة التي تحترق لتضيء الطريق أمام الآخرين.

 وسؤالي هنا من هو هذا المعلم الذي أشرنا اليه أعلاه؟ هو المعلم الكفء الذي يتمتع بشخصية مستقرة منفتحة ، قادرة علي البذل والعطاء والابتكار والتجديد ، يتصف بثقافة عامة ، وإعداد أكاديمي متنوع ، متفهم لحاجات الطلاب ، وخصائص نموهم ، مهيئا لاكتشاف مشكلاتهم ونقاط ضعفهم ، قادراً علي توجيههم وإرشادهم ، وتيسير التعلم لهم. نعم هذا ما كان عليه معلمي الأفاضل حينما كنت على مقاعد الدراسه في الصفوف الابتدائيه والأعداديه في( القريه ) وبدأت تتلاشى هذه الرؤيه في الثانويه (المدينه) والأمر من ذلك اختفت هذه الرؤيه بسبب بعض المدرسين والمدربين في الجامعه .

 في القريه كان المعلم يربي ويعلم دون أن ينتظرالمردود المادي ودون أن يحابي هذا وذاك ولا بفرق بين قريب وبعيد ، فلذلك شبه بالرسول ، له احترامه وتقديره بين الأهالي ويؤخذ رأيه في أمور القبيله والعشيره ولا يمر مشروع في القريه دون استشارته، نعم هو شمس المعرفه و ضيائها، ولا زلنا نكن لهم كل محبه ونترحم على حيهم وميتهم، أما في المدينه وجدت بعض المعلمين في دائرة أخرى كشمعه تضيء وقت الدرس الخصوصي فقط ولكن في المدرسه يتحول الى رماد لأنه تاجرسيارات أو صاحب بقاله أومتسول دروس خصوصيه من بيت الى بيت ويستقطب الطلاب اليها ووصل بالبعض منهم الى استئجار الشقق كمعلمي الفيزباء والكيمياء والرياضيات والأنجليزي وغيرهم، لغايات التدريس الخصوصي وأنتقلت هذه العدوى الى القريه بعد أن تم فتح الصفوف الثانويه فيها. 

انني لأستغرب من من صانعي النصر الذين تمر عليهم أجيال الأمه في مدارسهم أن يتحولوا الى دعاة هزيمه وتشرذم وضياع وتأجيج وتهييج الطلاب وتجهيلهم وقيامهم بالأعتصامات والمظاهرات بعد أن كانوا أهل النصيحه والمشوره ، ان ترككم لمدارسكم واستغنائكم عن الدور المناط بكم اتجاه الأمه ونصرتها وتوجهكم للأعتصام هنا وهناك واستغلالكم للظروف الراهنه التي تمر بها الأمه العربيه بشكل عام و الأردن بشكل خاص لتعصف بوحدتها والوقوف على أطلال دمارها هو أمر مريب لا يصدق فله دوافع ظاهره هو (النقابه) ودوافع باطنه لا يعلمها الله ثم أنتم ، حيث ضربتم بعرض الحائط كل الوعود من قبل الحكومه وتوصيات جلالة الملك المفدى بالرفع من شأنكم ولم تصبروا حتى تتحقق الوعود وتنجز التوصيات وتركتم المدارس تحت رحمة الطلاب لتخرجو لنا جيلا يعتصم ويتظاهر على أهل بيته حتى وان أراد زيادة في المصروف أو شراء بنطال جديد ووصل بطلابنا الحال بأن أعتصموا لأقالة المدير والحبل على الجرار. النقابه حق كفله الدستور لكل مهنه ومهنة التعليم من أسمى المهن وأنا متفائل بأنكم ستلتحقون بركب النقابات بأسرع وقت ليس بناء على أعتصامكم وانما حفاظا على قدسية العمليه التربويه والتعليميه ،

 أنكم أيها المعلمون المعتصمون وبتصرفاتكم هذه ونظرتكم الماديه لمهنة التعليم كرهتم ابنائنا بمهنة التعليم ، كيف لا والمعلم بعد أن كان يستشار أصبح ينهار ، فلذلك أدعو الحكومه الى الاهتمام بتنمية المعلمين وتأهيلهم حتى لا ينشغلوا بتأمين حاجاتهم وحاجات عوائلهم عن التجديد والابتكار وانارة الطريق أمام طلابهم حتى يتسنى لهم تشكيل مستقبل مجتمعاتهم وذلك من خلال صقل شخصيات أبنائنا الطلبه بداية أعمارهم لأن انهيار المعلم يعني انهيار الوطن. أسأل الله العلي العظيم أن يوفق معلمينا الأفاضل لما فيه مصلحة الأردن وشعبها وأن يكونوا على قدر المسؤوليه أمام أبنائنا الطلبه والشعب والتاريخ اللهم احفظ الأردن وأنعم عليه بالأمن والأمان تحت الرايه الهشميه ومبروك النقابه عليكم .