اللباس في الإسلام

mainThumb

17-04-2011 11:00 PM


"يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا , ولباس التقوى ذلك خير , ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون "  الأعراف 26



يمتن الله تعالى على عباده في هذه الآية الكريمة بما جعل لهم من اللباس الذي هو من جُلّ النعم التي انعم الله تعالى علينا بها ,بما قد أشارت إليه هذه الآية أي أن أصل اللباس هو نعمة من نعم الله -عز وجل- وله أهداف كثيرة منها ستر العورة كما ورد صريحا ,ومنا الازدياد في الجمال كما في "وريشا ".

 

فالأصل أن اللباس هو نعمة ويتجمل به , ويقود إلى الفضائل ,والستر و العفاف لنرتقي إلى منزلة الكمال الذي يرتجيه كل إنسان ومطلب كل حر يعتنق دين الإسلام ,لقوله تعالى " والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا , وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر ,وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون " النحل 81

 

ولكن في الواقع يحكي لنا غير ذلك .....

يحكي لنا بكل حرقة وألم قصة كفران هذه النعمة ;... فقد قلبت الموازين التي أنزلها لتزين الناس بفضائل النعم لترفعها إلى أعالي الدرجات و أفضل المراتب ,فالنعمة التي أنزلت لتزين الناس استغلت في غير موضعها ...نعم إنه يحكي لنا خرافة الموضات و الصرعات الحديثة ,فالزمان الذي نعيش صار اللباس فيه قائدا إلى الرذائل ....قائدا إلى مهاوي السقوط و التقليد وهذا مخالف للفطرة الإنسانية ,فالفطرة ترفض كل هذا الانحراف و الانجذاب الخّداع ... فهي لا تقبل إلا ما هو نقي و طبيعي فالنفس البشرية ترتاح خفقاتها لأوتار الطبيعة و نسائم الصفاء و الهدوء العارم ...وهكذا تعودنا في ضلال الرحمن ....

 

لنقف مع أنفسنا قليلا .. ماذا حصّلنا من الجري وراء الموضات التي تتعلق في هذا الشئ نحن المسلمين ؟؟...إلا العري وهو ما يريده أعداؤنا!!!..ولماذا نسمح أن نقع ضحايا لأعداء اخبر عنهم الحبيب المصطفى –صلى الله عليه وسلم – بقوله : (دعاةً على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ..) ,هذا من جهة ومن جهة أخرى إلا تلبية لرغبات الشيطان تحقيقا لما أخذه عهدا على نفسه كما في قوله تعالى :" إن يدعو من دونه إلا إناثاً وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً،لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضاً " النساء آية 117-118 .

 

أي أن الشيطان أمرهم إلى هذه الحالة وحسنّها وزينّها لهم , وهم إنما يتبعون إبليس الذي اخذ وضل هذه الأمة عن الحق المنزل من الله تعالى , ويطفئ لهم نور الطريق الصحيح ليتخبطوا في ظلمات إبليس مزيناً لهم ترك التوبة و التسويف و الوعود الكاذبة التي تعزف أوتارا من الضياع و الانحراف في تيار التقليد والاستهتار , غير مبالين في تغيير خلق الله تعالى ... في هذا اللباس وأنواعه ... وشكله شنيع المنظر .... الذي تقز منه الأنفس المؤمنة , وتقشعر منه أبدانهم ...


وكما نعرف كم هو قريبٌ منا الشيطان , إنه يجري كمجرى الدم في العروق ونحن في أجواء أشبه ما يكون إبليس يجري مجرى الهواء و الماء الذي هما عصبا الحياة التي نعيش أعاذنا الله و إياكم منه .

 

ما أروع أن تكون مثاراهتمام وإجلال ... فقد اهتم الإسلام بقضية اللباس من حيث الستر والطهر ، وان كان آمره للرسول الكريم " وثيابك فطهر " فالباس هو المظهر الخارجي للإنسان وقد حرص الإسلام على أن يدعو الإنسان للاهتمام بالباطن حتى لا يصبح تناقضا بالظاهر والباطن .



من الظلم أن لا ترتقي هذه الأنفس إلى درجات الكمال ... ومن غير اللائق استبدال ما هو خير بما هو دنيء ... ومن المؤسف أن نستمر في تقليدنا لغيرنا .... وانسلاخنا عن أجمل واطهر معلم من معالم حضارتنا ... فأي تغير في اللباس هو تقليدنا لغيرنا وانسلاخنا عن أجمل ولطهر معلم من معالم حضارتنا ... وتغير كامل للشخصية ، وعدم توازنها متفكرين في أن هذه الآية أشارت إلى أن اللباس هو آية من آيات الله تعالى ... ولكن ما نجده والآن هو العكس إذ نجد أنه أصبح آية صارخة من غضب الله تعالى ، حيث قلبنا الآية إلى ضدها ،ولا ننسى أن هذا هو صراع بين الفضلية والرذيلة .



إن الذي يطلب العفاف والطهر ... وعده الله تعالى بالغنى حيث يقول الله تعالى " وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله " ويكفي أن الله تعالى وعد هذه الفئة بالفلاح وهو الفوز في الدنيا والآخرة وهو ما يبتغيه كل إنسان لقوله تعالى " وتوبوا إلى الله جمعيا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون "



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد