الحكام العرب الخوارج

mainThumb

24-04-2011 12:07 AM

ما أعجب وأغرب هذا الزمن العربي ، ما أعجب وأغرب معظم حكام العرب المستبدون الدكتاتوريون  الغاشمون الظلمة  ، الذين وصلوا الى سدة الحكم في عتمة الليل وعلى ظهور الدبابات ، عرفناهم فهم السارقون الناهبون الفاسدون الجائرون المتحجرون المتخلفون الناكصون على أعقابهم ، القاتلون المارقون من الدين كما يمرق السهم من الرمّية ، الغارقون في الفساد لشحمة آذانهم ،  وهم الفاجرون الغادرون الماكرون الكاذبون السائرون في غياهب الظلام الدامس والتخلف والحماقة والرعونة والبلادة والعنجهية ، ألا ساء ما يعملون ويفعلون ويخططون ويتهددون ويتآمرون ويكابرون ألا سحقاً سحقاً ،  ألا بعداً بعداً ،  تبّت أيديهم فهم لا يعقلون ، وعن الحرية والعدالة منحرفون ،وفي العمالة والسفالة  غارقون ،  ولتطلعات شعوبهم رافضون ،  ، في دماءنا والغون وأعراضنا حتى الثمالة منتهكون ،  إنهم لمجرمون حقاً ولبئس ما فعلوا ويفعلون



رؤساءنا هم قتلتنا ، يقصفون مدنهم وشعوبهم بحمم النار، يهدمون المساكن على رؤوس ساكنيها ، يقتلون الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال بدم بارد ، لا يقيمون وزناً لمبدأ أو خلق أو دين أو ضمير أو رحمة أو إنسانية ، وحوش كاسرة سافرة مستنفرة وهم الشر المستطير الذي يحيط بنا ، وهم المجرمون الحاقدون  ، الذين يتصيدوننا كما يصطاد الصياد عصافيره ،آلاف القتلى وعشرات آلاف الجرحى والمعتقلون في السجون *الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود * ماذا فعلنا بهم حتى يعاملوننا بهذه القسوة والوحشية ؟؟، قلوبهم كالحجارة بل أشد قسوة ، تبلدت مشاعرهم فهم لا يستحون ولا يخجلون لا يرف لهم جفن ولا تهتز لهم شعرة ولا ترتعد فرائصهم من هول ما يرتكبون  ، هم عار الأمة وشنارها وهم التاريخ القذر في زمن العهر والفجور والدناءة والصغور ، قاتلهم الله أنى يؤفكون ، فقد أتوا إفكاً عظيماً وحاق بهم الموت الزؤام ثم الى جهنم واردون وخالدون .



وكنا نعتقد أن جيوشهم المدججة بالسلاح هي لحماية الأوطان والشعوب من أي عدو خارجي ،وكنا ندافع عن ميزانياتها الضخمة والتي كانت تأكل الموازنة الأم بحيث لا يبقى للشعوب الا الفتات يتقوتون به ويسدون آلام الجوع والعري ، وكنا نصدقهم عندما يتشدقون ويزبدون بأنهم ضد أمريكا وإسرائيل بما يحيقون ويخططون ،  وخاب أملنا وضاعت أحلامنا ، وصبرت الشعوب المسكينة التي عضها الجوع بنابه  واحتملت ضنك العيش وهي تحسب أنها تحسن صنعاً  في الطريق الصحيح ، لقد موهوا وخدعوا شعوبهم ، وتظاهروا بالمكارم والشرف والنماء ، عليهم اللعنة ونحن منهم براء .



   وكنا نقول يكفينا أن لنا جيش وطني قوي مقابل الحد الأدنى لمعيشة طالما قضت مضاجعنا ولكنها تمنع عنا شبح الموت في سبيل الكرامة والدفاع عن الأوطان ، وكنا نتباهى بهذه الجيوش وهي تقوم ببرامجها التدريبية وتدريباتها على مختلف فنون القتال ، وفي المشاريع والمناورات وبالذخائر الحية المكلفة جداً في ميادين التدريب ، ذهبت كل أحلامنا أدراج الرياح ، واكتشفنا متأخرين بأن حامينا هو حرامينا ، وأن هذه الجيوش الجرارة والأجهزة الأمنية القمعية ماهي الا موجهة للشعوب والمحافظة على الكراسي والمكتسبات من النهب والسلب والتجاوزات الخطيرة ، وتبين لنا أن ميزانيات هذه الحكومات العتيدة ُتقسم الى ثلاثة أثلاث ، ثلث للحاكم وبطانته ، وثلث للجيش والأجهزة الأمنية وثلث لداوئر الدولة بقضها وقضيضها  ، وهم في ثلثاها شركاء تعساء بؤساء .



ولم تك تدري تلك الشعوب المسحوقة  أن حكامها من فئة الباطنيين والحشاشين والمراوغين والكذابين ، كانوا يحجّون معنا ويطوفون ، ويتظاهرون بالتقوى والصلاح ويتمتمون ويطرقون ،ويتمسحون وبالدموع يذرفون   ويرمون الجمار وفي دواخلهم يضحكون ، وابليس اللعين والشياطين منهم يتبرأون ، ما أخسهم عندما يتحايلون وعلى شعوبهم يضحكون ، ويسمون زوراً وبهتاناً بالرؤساء المؤمنون الموحدون ، يفترون ويدجلون ويصلون بدون وضوء ولا يخجلون ، ويزكون من أموال الشعب ولا يستحون ، تراهم في كل واد يهيمون ولأموال شعوبهم المنهوبة يبعثرون ويبعزقون ولعهرهم وفجرهم وفسادهم وفواتيرهم يسددون ولا يبالون ، خوارج الأمة وحتى أولئك منهم يتبرأون .



  ونحن الذين نطالب بحقوقنا التي أعطانا إياها الله تعالى ، حريتنا وكرامتنا المهدورة منذ عقود من الزمن ، والشعوب تريد استرجاعها من أيدي هؤلأ الحكام المستبدين بأي ثمن ، ونعلم أن ثمن إسترداها غال وثمين ومكلف  ، والشعوب الثائرة المطالبة بها قطعت شوطاً كبيراً في هذا المضمار ولا عودة عنه مهما بلغت الخسائر في هذه الشعوب ، وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة تدق ، اذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ، من يستطيع أن يقف بوجه شعب ثائر مطالب في الحرية والكرامة ؟ وهل مّر علينا شعب يطلب حريته هُزم في التاريخ ؟؟  ضربات الشعوب ساحقة ماحقة كانسة ، فمتى يدرك حكامنا الظلمة المستبدين هذه الحقيقة ، ومتى ينصاعون لإرادة شعوبهم ، ومتى يفهمون !!! ومتى يرحلون ؟؟



  وقد تبين لنا اليوم أننا أمام خطر ماحق من رؤساءنا فهم لا يرقبون فينا إلاّ ولا ذمة ، فإما أن يحكمونا بالحديد والنار وإما أن نبقى عبيداً لهم يبيعوننا في سوق النخاسة بأرخص الأسعار ، هذه معادلتهم وهذه معادلة اللصوص وقطاع الطرق ، وعندما خرجنا نطالب بحقوقنا إتهمونا بالعمالة والخيانة وأننا أصحاب فتن ونرمي الى شق الصف وضرب الوحدة الوطنية ، كل ما بهم وضعوه بنا تزييفاً للحقائق وتلبيساً على الناس ، لا يتورعون عن ضربنا بكل أنواع الأسلحة الفتاكة في سبيل المحافظة على كراسيهم العفنة وتبين لنا بأن رماياتهم دقيقة لا تخطئ هدفها وهدفها الرؤوس والصدور ، فهم رماة ماهرون وصيادون محترفون بمهنية عالية ، يزهقون أرواحنا ويسفكون دماءنا بأيدي باردة ، وكما هي عادة الذئاب المفترسة التي تقتل حباً بالقتل وسفك الدماء والفتك لا غير ،  وبطونها متخمة باللحم والشحم ، القتل لديهم عادة وهذا ديدنهم ومبلغ دينهم وسوء منقلبهم في الدنيا والآخرة ، أما منقلبهم في الدنيا فإلى مزبلة التاريخ وأما منقلبهم في الآخرة فإلى جهنم وبئس المصير.



 إن الدكتاتوريين في العادة يتضامنون فيما بينهم في كل الأحوال، فانهيارأي نظام دكتاتوري ما هو إلا نذير شؤم لهم  ، ويمثل خطورة على أنظمتهم تجعلهم يضعون أيديهم على قلوبهم السوداء المملوءة حقداً على شعوبهم وتطلعاتها للحرية والديمقراطية، ويقمعون أي تحرك شعبي للتخلص من نير الطغاة، تماماً كما يفعل طغاة العرب عندما يصرون على التشبث بالسلطة، ولا يتورعون عن اقتراف أبشع الجرائم في تصديهم لانتفاضة الشعوب ، ويرتكبون المجازر الوحشية التي تسببت بوقوع مئات الشهداء وألوف الجرحى، لكنهم يحاولون عبثاً إطفاء شعلة الانتفاضة وكسر عزيمة الشعوب، التي تزداد قوة واندفاعاً وإيماناً، رغم كل التضحيات، أن رياح الحرية ستقتلع أنظمتهم الفاسدة التي عفا عليها الزمن لا محالة، وأن الشعوب العربية سوف تكنس بكل تأكيد مضطهديها إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد